طالبان وتاريخ الحادي عشر من سبتمبر.. حيلة ماكرة أم فقاعة هواء؟

في خطوة تحمل الكثير من المعاني، حددت حركة طالبان 11 سبتمبر موعدا مبدئيا على ما يبدو لحفل تنصيب الحكومة الانتقالية الجديدة التي ستتولى إدارة الأمور في أفغانستان.

وكان المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان سهيل شاهين قد علق على تقارير تحدثت عن احتمال تنصيب الحكومة الانتقالية الأفغانية يوم 11 سبتمبر بالقول: “ليس لدي تفاصيل عن هذا الموضوع”.

وفي شان متصل، نقلت وكالة “سبوتنيك” عن مصدر في الحركة أن الملا عبد الغني برادر، نائب رئيس الحكومة الانتقالية غادر إلى قطر لدعوة عدد من الدول لحضور الحفل.

وقال المصدر بهذا الشأن: “روسيا والصين وقطر وتركيا وباكستان وإيران تمت دعوتهم حتى الآن لحضور الحفل”.

ولا يعرف حتى الآن ما إذا وجهت طالبان الدعوة إلى الولايات المتحدة لحضور هذه المناسبة وخاصة إذا صدق ما يتردد عن الموعد المحتمل يوم 11 سبتمبر بالتزامن مع الذكرى العشرين للهجمات الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة في الولايات المتحدة، وكان حينها متمركزا في أفغانستان.

وكان أعلن أن حركة طالبان قد “أكملت الإجراءات المطلوبة لإعلان الحكومة الجديدة”، فيما صرح في وقت سابق المتحدث باسم الحركة بلال كريمي بأن الحكومة ستعلن قريبا حكومتها، وأن التأخير يعود لأسباب تقنية، نافيا أن يكون موعد التنصيب قد حُدد رسميا.

وكان تنظيم القاعدة قد اختطف في 11 سبتمبر 2001 أربع طائرات ركاب في الولايات المتحدة، اصطدمت اثنتان منها ببرجي مركز التجارة العالمية التوأمين في نيويورك، واستهدفت طائرة ثالثة البنتاغون بالقرب من واشنطن، وتحطمت الرابعة في بنسلفانيا وهي في طريقها إلى العاصمة بعد اختطافها، وقد أودت هذه الهجمات بحياة 2997 شخصا.

وعقب ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي حينها جورج بوش الابن، بدء عملية عسكرية في أفغانستان بهدف الإطاحة بنظام طالبان وتدمير القواعد الإرهابية هناك والقضاء على قادة تنظيم القاعدة، وبحلول ديسمبر من نفس العام أطاح الأمريكيون بحكم طالبان.

وإذا ظل هذا الموعد على حاله، واحتفلت الحركة بتنصيب الحكومة الانتقالية الجديدة في 11 سبتمبر، تكون طالبان قد تخلت عمليا عن نشاطها الدبلوماسي المهادن وعن تصريحاتها المطمئنة التي صدرت في أكثر من مناسبة في الأيام الماضية. بل وتكون قد وجهت ضربة معنوية كبيرة للولايات المتحدة في موعد واحد مرتين خلال 20 عاما!

أما إذا تغير الموعد وحددت الحركة موعدا آخر لحفل تنصيب حكومتها، فذلك سيعني أن طالبان ستواصل دبلوماسيتها الجديدة بهدف تهدئة المخاوف الدولية حيالها بهدف الحصول على أكبر قدر من المكاسب السياسية والاقتصادية وخاصة في المنظور القريب والمتوسط.

المصدر: RT

Exit mobile version