في تموز 1958، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الأسرى والسجّانين في سجن شطة، نجح خلالها 66 أسيراً في الخروج من السجن، واستشهد 11 آخرون، فيما قُتل جنديان إسرائيليان. وفي 17 نيسان 1964، نجح الأسير حمزة يونس من بلدة عارة في الداخل الفلسطيني المحتلّ، مع رفيقَيه مكرم يونس وحافظ مصالحة، في الهرب من سجن عسقلان إلى غزة، بعد اشتباك بالأيدي مع حرّاس السجن، في حين نجح يونس نفسه في الهروب مرّتين بعد اعتقاله مجدداً. وفي عام 1969، انتزع الأسير محمود عبد الله حماد حرّيته من سجن في رام الله بعد ضربه سجّاناً، لتستمرّ مطاردته في جبال بلدة سلواد لتسعة أشهر، قبل أن يقطع نهر الأردن، ويُنفى إلى الكويت. وفي أيار من عام 1987، نجح ستة أسرى من «الجهاد الإسلامي» في الهروب من سجن السرايا وسط غزة عبر نافذة صغيرة، وهم: مصباح الصوري، محمد الجمل، سامي الشيخ خليل، صالح أبو شباب، عماد الصفطاوي وخالد صالح، إذ استطاعوا قصّ قضبان غرفة في الطابق الثاني من السجن وانتزاع حريتهم، في عملية استغرقت أسبوعاً كاملاً. وفي عام 1998، حاول 24 أسيراً من عدّة فصائل الهروب من سجن شطة، وكانت الخطة بأن يفرغوا الغرفة من أصحاب الأحكام الخفيفة، ثمّ يحفروا نفقاً، لكنّ العدو اكتشف النفق (كرّر أسرى في السجن عينه المحاولة عام 2014 بالآلية نفسها).
عام 2002، برزت محاولة هروب مختلفة داخل سجن عسقلان، نفّذها محمد حاج صالح (الرشق) ونزار رمضان، حيث نجحا في قصّ قضبان ممرّ علوي في السجن على فترات، على رغم خضوع المكان لمنظومة مراقبة العدو، ثمّ تسلّقا من الممرّ إلى سطح السجن، واستخدما حبلاً صنعاه من أيدي حقائب الأسرى، لينتهي بـ«خَطّاف» مصنوع من حديدة سخان كهربائي، وقد نجحا في إلقاء الحبل من سطح السجن إلى جداره الخارجي ليصنعا أشبه بجسر معلّق في الهواء. وبطريقة «هوليوودية»، تعلّق الأسيران به وسارا معه للوصول إلى الجدار الخارجي للسجن، لكن كُسِرت قدم أحدهما أثناء القفز من الجدار إلى الأرض، فأصبحت حركتهما بطيئة وعَثر عليهما العدو بعد ساعات من مغادرة السجن. وبحسب شهادة أحد الأسرى المحرَّرين، فإن السبب الرئيس في سرعة العثور عليهما هو تخلّصهما من معلّبات ومقتنيات معهما لتسهيل الحركة، الأمر الذي جعل العدو يدرك عدم ابتعادهما من المنطقة وعدم وجود مساعدين لهما. ولا يزال محمد الرشق داخل الأسر حتى الآن، فيما تحرَّر نزار رمضان في صفقة «وفاء الأحرار».