الأخبار- رجب المدهون
على رغم انسحابهم من غزة عام 2005، لا يزال الإسرائيليون يتلقّون الموت القادم إليهم من القطاع المحاصَر، ليضربهم على كامل امتداد الأرض المحتلّة، وذلك بعدما استفادت المقاومة من الانسحاب في بناء ترسانةٍ عسكرية متينة بات بإمكانها ضرب جميع المناطق المحتلّة. وعلى رغم أن القرار الإسرائيلي الأحادي كان مبرَّراً في الدوائر الأمنية والعسكرية والحكومية في دولة الاحتلال، في ظلّ تعدّد أشكال الهجمات الفلسطينية وتعاظم المخاطر على المستوطنين والجنود، إلّا أن التطوّر الذي بلغته المقاومة عقب هذا التحوّل، لا يزال يطرح في إسرائيل عشرات التساؤلات حول الخطوة التي نزلت كهِبة من السماء على المقاومين.
«تهريب السلاح، التصنيع العسكري، سهولة التواصل والتنقّل بين المقاومين، بناء المواقع العسكرية، التدريبات والمناورات، بناء منظومة أنفاق استراتيجية»، كانت تلك أبرز الثمار التي قطفتها المقاومة من الانسحاب، وفق المحلّل العسكري والإستراتيجي، هشام المغاري، الذي يؤكّد في حديثه إلى «الأخبار»، أن «القرار الإسرائيلي منح المقاومة فرصة عظيمة للبناء والتنظيم والتطوير». ويلفت المغاري إلى أن الاحتلال كان يقسّم القطاع إلى ثلاث مناطق، وينشر عشرات الحواجز العسكرية التي اعتقل وقَتل عندها عشرات المقاومين أثناء تنقّلهم أو نقلهم للسلاح من منطقة إلى أخرى، ولكن الانسحاب أتاح للمقاومين حرية الحركة والعمل وعقْد الاجتماعات ونقل المواد والمقدّرات اللازمة وغيرها، إلى جانب زيادة التواصل مع المجتمع الخارجي، وتحديداً مصر، لتهريب السلاح ضمن منهجيّات وآليات معينة، وكذلك نقل مقاومين إلى إيران وسوريا ولبنان والسودان لتلقّي تدريبات عسكرية مختلفة. ويضيف أن غياب العدو عن الواقع الميداني في غزة سمح بتعاظم إمكانيات المقاومة، التي حقّقت قفزات متسارعة وغير متوقّعة على المستويات كافة، بحيث أصبحت رقماً صعباً ضمن معادلة الصراع الإقليمي، وهي التي استطاعت قبل الانسحاب إنجاز نقلةٍ نوعيّة في أدواتها وقدراتها خلال انتفاضة الأقصى ما بين عامَي 2000 و 2005.
ويشير المغاري إلى أن «الاحتلال لم ينسحب بإرادة حرّة، بل بفعل ضربات المقاومة، ولكنهم الآن اكتشفوا أن المقاومة استطاعت تطوير إمكانياتها بشكل أكبر ممّا كان يتخيّله أو تتوقّعه دوائره الأمنية»، معرباً عن اعتقاده بأنّ بقاء العدو في غزة كان سيكلّفه «كثيراً من الأذى والاستنزاف» في صفوف جنوده ومستوطنيه بفعل الاحتكاك المباشر مع المقاومين، إلى جانب تطوّر العمليات النوعية للمقاومة، وإدخالها سلاح الأنفاق في شنّ العمليات على المواقع العسكرية كما حدث في عمليات «أبو هولي» و«محفوظ» و«براكين الغضب». ويؤكّد أن أيّ حكومة إسرائيلية لا تفكّر بـ«العودة إلى الخلف وإعادة احتلال قطاع غزة مجدداً»، على الرغم من تعاظم قوّة المقاومة بشكلٍ غير مسبوق في تاريخ الصراع، لافتاً إلى أن الكلفة البشرية من القتلى الإسرائيليين حال الإقدام على هذه الخطوة ستكون كبيرة جداً، مضيفاً أن جيش الاحتلال يفكّر ألف مرّة قبل التوغّل بشكلٍ محدود في المناطق الحدودية مع القطاع.
وبمقارنةٍ سريعة بين إمكانات المقاومة وأسلحتها إبّان الاحتلال الإسرائيلي لغزة وبعد الانسحاب منها؛ يتبيّن أن الفصائل سجّلت وثبة كبيرة في المجالات كافة، خاصة الصواريخ التي كان أقصى مدى لها إبّان الاحتلال يصل حتى 12 كم، فيما باتت مدياتها اليوم تصل إلى 250 كم، بعدما أعلنت «كتائب القسام» إطلاق صاروخ «عياش 250» لأوّل مرّة في معركة «سيف القدس» في أيّار الماضي.
«تهريب السلاح، التصنيع العسكري، سهولة التواصل والتنقّل بين المقاومين، بناء المواقع العسكرية، التدريبات والمناورات، بناء منظومة أنفاق استراتيجية»، كانت تلك أبرز الثمار التي قطفتها المقاومة من الانسحاب، وفق المحلّل العسكري والإستراتيجي، هشام المغاري، الذي يؤكّد في حديثه إلى «الأخبار»، أن «القرار الإسرائيلي منح المقاومة فرصة عظيمة للبناء والتنظيم والتطوير». ويلفت المغاري إلى أن الاحتلال كان يقسّم القطاع إلى ثلاث مناطق، وينشر عشرات الحواجز العسكرية التي اعتقل وقَتل عندها عشرات المقاومين أثناء تنقّلهم أو نقلهم للسلاح من منطقة إلى أخرى، ولكن الانسحاب أتاح للمقاومين حرية الحركة والعمل وعقْد الاجتماعات ونقل المواد والمقدّرات اللازمة وغيرها، إلى جانب زيادة التواصل مع المجتمع الخارجي، وتحديداً مصر، لتهريب السلاح ضمن منهجيّات وآليات معينة، وكذلك نقل مقاومين إلى إيران وسوريا ولبنان والسودان لتلقّي تدريبات عسكرية مختلفة. ويضيف أن غياب العدو عن الواقع الميداني في غزة سمح بتعاظم إمكانيات المقاومة، التي حقّقت قفزات متسارعة وغير متوقّعة على المستويات كافة، بحيث أصبحت رقماً صعباً ضمن معادلة الصراع الإقليمي، وهي التي استطاعت قبل الانسحاب إنجاز نقلةٍ نوعيّة في أدواتها وقدراتها خلال انتفاضة الأقصى ما بين عامَي 2000 و 2005.
ويشير المغاري إلى أن «الاحتلال لم ينسحب بإرادة حرّة، بل بفعل ضربات المقاومة، ولكنهم الآن اكتشفوا أن المقاومة استطاعت تطوير إمكانياتها بشكل أكبر ممّا كان يتخيّله أو تتوقّعه دوائره الأمنية»، معرباً عن اعتقاده بأنّ بقاء العدو في غزة كان سيكلّفه «كثيراً من الأذى والاستنزاف» في صفوف جنوده ومستوطنيه بفعل الاحتكاك المباشر مع المقاومين، إلى جانب تطوّر العمليات النوعية للمقاومة، وإدخالها سلاح الأنفاق في شنّ العمليات على المواقع العسكرية كما حدث في عمليات «أبو هولي» و«محفوظ» و«براكين الغضب». ويؤكّد أن أيّ حكومة إسرائيلية لا تفكّر بـ«العودة إلى الخلف وإعادة احتلال قطاع غزة مجدداً»، على الرغم من تعاظم قوّة المقاومة بشكلٍ غير مسبوق في تاريخ الصراع، لافتاً إلى أن الكلفة البشرية من القتلى الإسرائيليين حال الإقدام على هذه الخطوة ستكون كبيرة جداً، مضيفاً أن جيش الاحتلال يفكّر ألف مرّة قبل التوغّل بشكلٍ محدود في المناطق الحدودية مع القطاع.
وبمقارنةٍ سريعة بين إمكانات المقاومة وأسلحتها إبّان الاحتلال الإسرائيلي لغزة وبعد الانسحاب منها؛ يتبيّن أن الفصائل سجّلت وثبة كبيرة في المجالات كافة، خاصة الصواريخ التي كان أقصى مدى لها إبّان الاحتلال يصل حتى 12 كم، فيما باتت مدياتها اليوم تصل إلى 250 كم، بعدما أعلنت «كتائب القسام» إطلاق صاروخ «عياش 250» لأوّل مرّة في معركة «سيف القدس» في أيّار الماضي.