استجرار الغاز الأردني عبر سوريا.. ما هي العقبات التي تحول دون وصوله إلى لبنان؟


ترجمة رنا قرعة -لبنان24

يستضيف الأردن اليوم اجتماعاً لوزراء البترول والثروة المعدنية في مصر وسوريا والطاقة ‏والمياه في لبنان، بدعوة من وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي، للبحث في ‏تعزيز التعاون لإيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن.
وبحسب صحيفة “ذا ناشونال” الإماراتية، أشار مسؤول أردني سيشارك في الإجتماع إلى أن الأردن “يريد الإستماع إلى الوفد اللبناني ومعرفة ما إذا كان بإمكانهم الاستفادة مما يمكن للاردن تقديمه”.
ورفض الكشف “عن موعد البدء باستجرار الكهرباء والغاز من الأردن إلى لبنان”، معتبراً “أن حدوث الأمر شبه مستحيل نظراً إلى الدمار اللاحق بالبنى التحتية في سوريا في فترة الحرب الأهلية التي ما زالت مستمرة”.
وعيشة الاجتماع، كشف وزير الكهرباء السوري غسّان الزامل، ان كلفة إصلاح خط الكهرباء ‏الذي يربط بين الأردن وسوريا وصولاً إلى لبنان تتجاوز 12 مليار ليرة سورية، ‏موضحاً ان تنفيذ أعمال التأهيل والصيانة تحتاج ما بين 2 و4 أشهر من لحظة بدء العمل ‏الفعلي لأعمال إعادة التأهيل، مبيناً ان “الاضرار التي لحقت بالخط شملت تدمير نحو 80 ‏برجاً تتجاوز كلفتها 6.9 مليار ليرة.

ولكن، بحسب محللين، يحمل المشروع إمكانات سياسية كبيرة، وقد يعيد النفوذ الإقليمي للنظام السوري تحت عباءة رئيسه بشار الأسد، كما وقد يوسع الدور الأردني الذي تم تهميشه في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إضافة إلى أنه قد يعزز موقع مصر في المنطقة.
ورأى رئيس تحرير موقع “سيريا ريبورت” جهاد يازجي أن “هذا المشروع هو إيجابي للنظام السوري في ما يتعلق بمصالحه في لبنان كما ويعتبر خطوة نحو إعادة تأهيله”.
وتابع يازجي قائلاً: “فجأة، يطلب الأميركيون من هذه الدول الذهاب والتحدث مع سوريا، لأن للأميركيين هدفا واحدا يتمثل بالحد من النفوذ الإيراني”.
وأضاف: “لا نعلم إن كان هناك استراتيجية أميركية واضحة في هذا الخصوص، لكن ربما تحاول الولايات المتحدة خلق منافسة بين النظام السوري والإيرانيين في لبنان”.
ويأتي العرضان الأردني والمصري بعد أن كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الشهر المنصرم أن إيران ستزود لبنان بالوقود لتوليد الكهرباء.

وفي تقرير للبنك الدولي في العام 2020، كشف أنه وعلى الرغم من أن إحدى محطات الكهرباء في لبنان متصلة بخط الغاز العربي، إلا أن معظم المحطات الأخرى في البلاد ليست كذلك.
وقال مسؤول أوروبي مطلع أن مشروع إيصال الكهرباء والغاز إلى لبنان هو “أمر بعيد المنال”.
وأضاف: “هكذا مشروع بحاجة إلى انسجام دولي وإقليمي، وهو مفقود في الوقت الحالي”.
ومن جهته، كشف مهندس سوري مقرب من النظام أنه، ولو وافقت الدول الأربع على الأمر، فإن إيصال المادة إلى لبنان “لن يحدث في وقت قريب”.
وقال إن شبكة التوتر العالي في الجنوب السوري، حيث من المتوقع أن يتم نقل الكهرباء إلى لبنان عبرها، يجب استبادلها بأخرى بسبب الدمار الذي لحقها جراء الحرب.
وختم: “يعود قسم كبير من هذه الشبكة إلى فترة الحقبة السوفياتية ويجب استبدالها”.

Exit mobile version