قام الجيش السوري ومقاتلو جبهة المقاومة في أواخر عام 2018 بتطهير أكثر من 90٪ من محيط محافظتي درعا والقنيطرة، وعاد الأمن بنسبة كبيرة إلى مناطق جنوب البلاد عقب نقل عدد كبير من عناصر الجماعات الإرهابية إلى المناطق المحتلة في محافظتي حلب وإدلب.
وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنوب سوريا عام 2018 بوساطة روسية ووجهاء المنطقة، سُمح لعدد من عناصر المجموعات المسلحة بالبقاء في محافظة درعا لكن بشروط، مع الحفاظ على الخطوط الحمراء لدمشق والالتزام بوقف إطلاق النار.
وتعهدت الجماعات المسلحة بإلقاء أسلحتها الخفيفة وعدم خرق الاتفاق، لكنها خلال السنوات الثلاث الماضية، هاجمت بشكل متكرر مواقع للجيش السوري في محافظة درعا. وسقط عشرات الشهداء والجرحى من جنود الجيش خلال هذه العملية المتفرقة، فقررت دمشق القضاء على الجماعات المسلحة في جنوب البلاد رداً على تلك الهجمات، إلا أنها مارست ضبط النفس بعد دخول وسطاء وجهاء المنطقة والحكومة الروسية.
وفي الأسابيع الأخيرة، شن المسلحون، الذين يعتبرون بصيص أمل للتحالف الغربي – العبري العربي، لإشعال الصراع في جنوب سوريا، شنوا مرة أخرى هجمات على القوات السورية بضوء أخضر من الأمريكيين والبريطانيين.
وخلال الهجمات المباغتة والمكثفة نسبيا للمجموعات المسلحة التي امتدت إلى مناطق متفرقة من محافظة درعا، تم احتلال عدة مراكز للجيش واستشهد وجرح أكثر من 10 جنود من القوات السورية، ما دفع دمشق إلى حشد قوات الفرقة الرابعة إلى جنوب البلاد لبدء عملية كبرى لتطهير المناطق المدنسة بالإرهاب.
وعشية العملية في الجنوب طلب ممثلو الحكومة الروسية من دمشق مهلة محدودة للتفاوض من أجل تفادي الاشتباكات، وفي المقابل وافقت الحكومة السورية فقط بشرط اخلاء الجماعات المسلحة المعارضة للاتفاق من محافظة درعا ونتيجة لذلك أوقفت العملية مؤقتاً.
وكان عدد من الجماعات المسلحة يعرفون جيدا أنهم إذا لم يلقوا أسلحتهم وعارضوا شروط دمشق فسوف يقضي الجيش السوري عليهم في أسرع وقت ممكن، ولذلك وافقوا على اخلاء محافظة درعا والمغادرة إلى الأراضي المحتلة شمال غرب سوريا عبر مفاوضات مع الروس.
وحسب المعلومات المتوافرة، تم تنفيذ الاتفاق أولاً في حي درعا البلد جنوب درعا، وعلى الجماعات المسلحة إخلاء المنطقة قبل انتهاء وقف إطلاق النار المؤقت.
وبالتزامن دخلت مجموعة من الشرطة العسكرية الروسية إلى حي درعا البلد لتطبيق الاتفاق. وبعد انسحاب المسلحين ستصبح المراكز الحكومية في حي درعا البلد تحت سيطرة دمشق، ويتم توفير الظروف والتسهيلات اللازمة لعودة السكان إلى المنطقة بمساعدة الروس.
وحسب مصادر ميدانية، فقد تم حتى الآن الوصول إلى المرحلة الأولى من الاتفاق بانسحاب عدد من المسلحين من حي درعا بلد جنوب مدينة درعا، ويتم نقل العناصر المسلحة تحت إشراف الشرطة العسكرية الروسية وقوات الفرقة الثامنة عبر معبر السرايا الى مدينة الباب في شمال محافظة حلب.
وحسب القائمة التي قدمتها الحكومة السورية إلى الجانب الروسي ، يجب إخلاء ما لا يقل عن 100 مسلح متورطين في انتهاك وقف إطلاق النار ومهاجمة قوافل الجيش ونقاط التفتيش ونقلهم إلى المناطق الشمالية.
ومع بدء عملية اخراج المجموعات المسلحة، وصلت قافلة كبيرة من الفرقة الرابعة وقوات الغيث إلى أطراف حي درعا البلد معززة بمعدات عسكرية ثقيلة من بينها صواريخ أرض – أرض، وهي رسالة واضحة إلى المسلحين.
وفي الأيام المقبلة ، يجب ان ننتظر ونرى ما إذا كانت الجماعات المسلحة الأخرى ستغادر المناطق المدنسة في محافظة درعا أم لا ، لكن دمشق أبدت عزيمتها على إعادة الأمن إلى المحافظات الجنوبية من خلال ارسال قوات الجيش والتعزيزات العسكرية الضخمة.
المصدر: متابعات