واعتبرت مصادر قريبة من حزب الله ان «ما يحصل غير مسبوق على كل المستويات ويشكل انتصارا كبيرا لمحور المقاومة الذي نجح نجاحا مدويا بكسر الحصار المفروض على لبنان منذ سنوات»، لافتة في تصريح لـ»الديار» الى ان «طموحات وخطط واشنطن سقطت وعلى رأسها ما يعرف بـ»خطة بومبيو» التي كانت تلحظ في مرحلتها الاخيرة بعد احكام الحصار وانجاز الفراغ السياسي بجر البلد الى انفجار امني، كنا كلبنانيين متيقظين تماما لتجنبه، وها نحن نقوم بهجوم عكسي لاسقاط الخطة وفك الحصار».

وللمفارقة ان تطورات يوم امس تزامنت مع انفراج اقليمي تمثل بوصف طهران أجواء المفاوضات مع الرياض بالإيجابية خلال الجولات الثلاث بين البلدين في العراق، مؤكدة أن السعودية جادّة في محادثاتها مع إيران ولم يكن لدى الجانبين شروط سابقة لبدء التفاوض.

وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون المنطقة علي رضا عنايتي إن طهران ليس لديها أي تحفظات حيال عودة العلاقات الدبلوماسية.

وأضاف عنايتي أن بلاده مستعدة لفتح سفارتها في الرياض إذا قررت السعودية فتح سفارتها في طهران وتعيين ممثل أو سفير لها.

وأوضح أن هذه المفاوضات ستستأنف في الوقت الذي يراه البلدان مناسبا، مشيرا إلى أن أي دولة في الخليج لم ترفض «خطة هرمز للسلام» التي كانت طرحتها إيران.

سقوط الفيتو الاميركي

وينسجم ما قالته المصادر القريبة من الحزب بخصوص كسر الحصار الاميركي مع ما ورد على لسان عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله الذي اعتبر انه «بينما يستعد اللبنانيون لاستقبال المازوت الإيراني، وعلى أبواب وصول الباخرة الأولى، بدأت تتكسر أبواب الحصار الأميركي، وتنفتح خيارات أمام لبنان للتخفيف من وطأة أزمته بعد اضطرار الإدارة الأميركية إلى التراجع عن تهديداتها وضغوطاتها القصوى أمام إرادة مقاومة لبنانية صلبة لا تؤخذ بلغة التهديد، ولا تخضع للضغوط». وقال: «لقد حاولت تلك الإدارة استخدام الحصار لفرض إرادتها على اللبنانيين، قبل أن تكتشف الإرتدادات السلبية والعكسيَّة لسياساتها الفاشلة، واصطدامها بوقائع لبنانية لم تكن بحسبانها، لتكون أمام هزيمة سياسية جديدة  فرضتها معادلة: «الباخرة هي أرض لبنانية»».وأشار الى أنّ حمولة هذه الباخرة ستكون طلقة دقيقة تكسر الحصار المالي والاقتصادي والسياسي المفروض على شعبنا، خصوصًا أنها ستصل إلى مستحقيها بآلية شفَّافة معلنة لا مكان فيها للمحتكرين والمهربين وسماسرة السياسة وجمعيات الاستثمار الأميركي المتاجرين بآلام الناس.

ولفت فضل الله الى أنِّ «الفوائد التي حملتها الباخرة الأولى لم تقتصر على المازوت فحسب، فجردة سريعة تبين أنها حملت معها أيضًا إسقاطًا أميركيًّا للفيتو المفروض على التواصل الرسمي اللبناني مع سوريا، كجزء من مندرجات الإقرار الأميركي بالتراجع عن منع استجرار الكهرباء والغاز عن طريق سوريا؛ فأعيد هذا التواصل بعد طول تمنُع، وهو الفيتو الذي طالما طالبنا بتحديه، لأنّ الخضوع له يتسبّب بأضرار بالغة لاقتصاد لبنان ومصالحه الوطنية، وبالمقابل روّجت له جهات لبنانية هي نفسها التي تروّج اليوم لمتغيرات الموقف الأميركي». وقال: «كما حملت الباخرة معها مسارعة وفد الكونغرس إلى بيروت لحجز موقف على عتبة وصول طلائع قافلة البواخر، في محاولة بائسة للتعويض عن الخيبة الأميركية، وكذلك مسارعة الأمم المتحدة إلى تخصيص مبلغ عشرة ملايين دولار لتزويد المستشفيات ومصالح المياه بالمشتقات النفطية.. وأيضًا التراجع الموقت في لبنان عن قرار رفع الدعم الكامل عن المحروقات الذي قرره المصرف المركزي.. وغيرها من النتائج الاقتصادية والسياسية التي تظهر تباعًا لتُحقق الباخرة مزيدًا من الأهداف  لمصلحة اللبنانيين جميعًا».

دمشق توافق

وكما كان متوقعا لم تعمد دمشق لعرقلة مد لبنان بالكهرباء، وان كانت تستطيع القيام بذلك لتوجيه رسالة قاسية لواشنطن الني تدفع في هذا الاتجاه. لكن سوريا التي تعاني كما لبنان من الحصار الاميركي سارعت للموافقة على طلب لبنان تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية. وأعلن الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني- السوري، نصري خوري، أن دمشق وافقت على طلب الجانب اللبناني السماح بتمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية إلى لبنان. وقال الخوري عقب جلسة المحادثات السورية اللبنانية في مبنى وزارة الخارجية السورية: «الجانب اللبناني طلب إمكانية مساعدة سورية للبنان في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية، ورحب الجانب السوري بالطلب وأكد استعداد سوريا لتلبية ذلك». وكان الوفد الوزاري اللبناني المؤلف من نائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر ووزير المالية غازي وزني ووزير الطاقة ريمون غجر والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وصل قبل الظهر إلى جديدة يابوس على الحدود السورية اللبنانية ، حيث استقبله رسميا وزير الخارجية السوري فيصل المقداد والسفير اللبناني في سوريا سعد زخيا والسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، وانتقل الى مقر وزارة الخارجية السورية، حيث بدأت المحادثات  بين الوفدين في موضوع استجرار الغاز المصري عبر سوريا، وانضم اليهم وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة ووزير المال كنان ياغي  ونصري خوري . وكان وزير الخارجية السورية قال للصحافيين «إنّ سوريا إيجابية في هذا اللقاء وترحّب بأيّ مبادرة ولن تقف عائقا أمام أي اتفاقية تخدم لبنان».

اما الوزير غجر فقال ان «الغاز يصل فقط إلى معمل دير عمار وهو سيمرّ عبر الأردن وسوريا». من جهته اعتبر الوزير السوري ان «الشعب السوري يعاني في ملف الطاقة كما الشعب اللبناني والأميركيون يحتلّون ثروة الغاز ويتصرّفون بها تصرّف قطّاع الطرق ويجب تحريرها».

طرح «الاقطاب» لتمرير الوقت..

حكوميا، انشغلت الساحة اللبنانية يوم امس بالطرح الذي تم التداول به اعلاميا عن حكومة اقطاب يعمل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على انجازه. وفيما اكدت مصادر قريبة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لـ»الديار» انه لم يطلع على هذا الطرح الا عبر وسائل الاعلام ولم يعرض عليه اي شيء رسمي بهذا الخصوص، رجحت مصادر سياسية مطلعة على عملية التشكيل لـ»الديار» ان يكون الهدف من تسريب هكذا خبر «الهاء الرأي العام اللبناني لانه بات واضحا ان ميقاتي لا يريد تشكيل حكومة خلال الايام المقبلة، وهو ينتظر ان يتم رفع الدعم كليا نهاية ايلول كي لا يتم تحميله وحكومته مسؤولية قرار مماثل سيكون له لا شك ارتدادات وتداعيات كبيرة». وقالت المصادر:»كما ان ميقاتي ينتظر وصول باخرة المازوت الايرانية ليرى كيف سيتعامل الاميركيون والرأي العام العالمي مع الموضوع ليبني بعدها على الشيء مقتضاه…وفي هذا الوقت يحاول ميقاتي ومن خلفه رؤساء الحكومات السابقين تحميل الرئيس عون مسؤولية التأخير بالتشكيل لتجنب تحمل المسؤوليات شعبيا في زمن الانهيار الكبير».

وكان النائب في تكتل «لبنان القوي» سليم خوري اعتبر أنّ «طرح رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لحكومة من أربعة عشر وزيراً من الأقطاب السياسيين قد يقابل بإيجابية من رئيس الجمهورية ميشال عون» لافتا الى ان «إيجابية عون في التعاطي مع الملف قوبلت بتصلّب من قبل الفرقاء الآخرين كرؤساء الحكومات السابقين، وفرقاء آخرين متمسكين بحقائب معينة ويرفضون النقاش بالموضوع».

وفي موقف تصعيدي اعتدناه كل فترة لاستيعاب النقمة الشعبية المتمادية، خرج المجلس السياسي للتيار الوطني الحر بعد اجتماعه الدوري الكترونياً برئاسة النائب جبران باسيل ليؤكد ان «التيار لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي مماطلة بتأليف الحكومة وهو سيبدأ عملية اتخاذ القرارات اللازمة في هذا الشأن»، من دون ان يحدد طبيعة هذه القرارات، علما انه لطالما روج مؤخرا لتقديم نوابه استقالاتهم من دون الاقدام على ذلك.

ورأى المجلس ان «الذين يدّعون دعم دولة الرئيس المكلّف ويعرقلون في الوقت نفسه تشكيل الحكومة لدفع الرئيس المكلّف للاعتذار، يتحمّلون المسؤولية عمّا يترتّب على ذلك من انفجار اجتماعي يهدّد الأمن والاستقرار». وأكد ان «القوى الماضية في مخططها لاسقاط رئيس الجمهورية ستفشل حتماً في تحقيق هدفها، لكنها في المقابل ستكمل الحصار على الشعب اللبناني المهدّد بالفوضى وبالتجويع وبفقدان الدواء والطاقة».

تحركات موجعة

في هذا الوقت، نفّذ أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت وقفتهم الشهرية يوم امس أمام المرفأ مطالبين بالحقيقة والعدالة، وملوّحين بالتصعيد. وانتقد الاهالي الاستهتار والاستخفاف بالقضية» معتبرين ان «المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء كذبة كبيرة فما حصل في 4 آب جريمة موصوفة وليس خللاً وظيفياً».

وقال الأهالي في كلمة ألقاها متحدث باسمهم: «بعد مرور 13 شهراً على الانفجار لا زال البعض ودون خجل يتلطى خلف الحصانات السياسية والطائفية دون مراعاة مشاعر عوائل الشهداء».

وهدد الاهالي ب»تنفيذ تحركات مفاجئة وموجعة سترونها في حينها كي لا يفكّر أحد بطمس أو تضييع قضيتنا»، واضاف:»نجدد المطالبة بمثول الجميع أمام المحقق العدلي.أبعدوا القضية عن السياسة والتسييس».

لقاحات «فايزر» آمنة

صحيا، طمأن رئيس اللجنة الوطنية لإدارة اللقاح عبد الرحمن البزري أن لقاحات فايزر المتوفرة في جميع مراكز التلقيح في لبنان آمنة. وأكد أن الشحنة التي سجّلت عوارض عند متلقيها تم سحبها من المراكز وهي محفوظة في مستودعات وزارة الصحة الى حين التأكد من سلامتها. وأشار البزري الى أن وزارة الصحة تواصلت مع شركة فايزر ومع اللجان العالمية للتحقق من سلامة الشحنة، موضحاً أنه لم تسجل أي عوارض خارجة عن المألوف في صفوف المتلقين للقاح إنما تكررت ما استدعى خطوة استباقية رقابية من وزارة الصحة.كما كشف عن أن جميع الذين عانوا من هذه العوارض هم بصحة جيّدة اليوم.