رماح فايز الحسني، كرار فلسطين، مسؤول ملف عمليات سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) في قطاع غزّة. مسيرةٌ عمرها سنوات من الجهاد والعطاء والتضحيات لأجل أمنيته الكبرى “زوال كيان الاحتلال” التي عبّر عنها في أكثر من مناسبة.

بين غزّة ولبنان

“نحن بخير لأن المقاومة في لبنان بخير، والمحور معنا”، كان الشهيد الحسني من أوائل الذين عملوا على نقل الصواريخ والسلاح من لبنان الى غزّة عبر الأنفاق بالتنسيق مع كوادر حزب الله منذ بداية انتفاضة الأقصى الثانية.

كان متأثرا بشهداء المقاومة خصوصاً بمشهد الاستشهادي أحمد قصير في مسلسل “الغالبون” (انتاج لبناني يحكي محطات من سيرة المقاومة ما قبل التحرير)، فكانت أمنيته شهادة مماثلة، وفي السابع من شهر أيلول عام 2011، اغتاله كيان الاحتلال بعبوة C4 تحت سيّارته.

وعن إعجابه بالشخصية الجهادية للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ظهر الشهيد في مقطع فيديو مصوّر يخاطبه قائلاً “يا سيدنا، نحن سمعنا قولك هذا وأطعناه”. وعن الجمهورية الإسلامية في إيران، قال الشهيد الحسني: ” نعتبر إيران حليفًا استراتيجيًا وعمقًا لنا كمقاومة فلسطينية، وإذا ضُرِبَت إيران سيكون لنا الوقفة الشريفة، ترد الجميل للثورة الإسلاميّة “.

القائد في غزة

للشهيد الحسني، محطات جهادية وعسكرية عديدة في سرايا القدس، كان أبرزها:

_ تجهيز وحفر أنفاق للمقاومة الفلسطينية على حدود مصر.

_ قيادة ميدانية لوحدة الرصد والاستطلاع.

_ قيادة وحدة التصنيع.

_ من أبرز مؤسسي أكاديمية “الشهيد محمود خواجة” للعلوم العسكرية، حيث تدرب العديد من المقاومين الفلسطينيين.

_ قائد سرية “أسد الله” التي تضم نُخب السرايا.

_ أول من رمى صواريخ من نوع “غراد” على الأراضي المحتلّة.

_ أطلق صاروخ R.B.G من نوع “كوبرا” على منزل تواجدت فيه قوات الاحتلال، ما أدّى لمقتل إسرائيليين.

ومازالت العيديد من عملياته العسكرية وعمله الميداني طي الكتمان لأسباب أمنية، بحسب ما صرّح عنه الناطق العسكري باسم كتائب القسّام “أبو عبيدة”.

الفنان المقاوم

طريقة أخرى للمقاومة، وجانب إضافي في شخصيته تميّز فيها الشهيد الحسني. فهو فنان تشكيلي درس الفنون الجميلة، جسّد في لوحاته رؤيته للقضية الفلسطينية ولمواجهة الاحتلال، وحملت رسومه مفاهيم الجهاد والصمود الفلسطيني، بحيث صار العمل الفنّي يشكل “تكامليّة مشروع المقاومة”.