تحقيقات - ملفات

معادلة كسر الحصار: السفن الإيرانية إلى اليمن بعد سوريا ولبنان!

السفن الإيرانية

منذ بداية عام 2021، أعلنت الأمم المتحدة في تقرير لها أن أزمة المحروقات في اليمن قد تتسبب بكارثة إنسانية نتيجة نفاذ مخزون المستشفيات ومراكز معالجة الفشل الكلوي من المشتقات النفطية، وكذلك الأمر بالنسبة للمطار الذي لم يعد باستطاعته توفير الخدمات الملاحية واستقبال المساعدات الإنسانية والاغاثية للسبب نفسه. هنا الامر لا يتعلق باليمن فحسب، فسوريا ولبنان تخوضان كما اليمن مواجهة مع جهة واحدة لجأت إلى الحصار الاقتصادي بعدما أثبتت سنوات الحرب فشلها ميدانياً. هي أميركا وأدواتها .

 يعاني اليمن من أزمة نفطية خانقة هي الأشد منذ بدء الحرب الأميركية-السعودية عليها، نتيجة احتجاز السعودية 14 ناقلة محملة بالبنزين والديزل لعدة أشهر، بالتزامن مع فشل كل الأطراف الدولية بالضغط عليها. وقد بلغت كلفة تأخيرها أكثر من 30 مليون دولار منذ الأشهر الأولى لهذا العام، و90 مليون دولار للعام الماضي مع تسجيل خسائر ما يزيد عن 10 مليارات دولار طيلة الفترة الماضية.

كما ترزح كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والطبية اليمنية تحت نير السوق السوداء والتجار السعوديين والاماراتيين، فبعد أن كان سعر ليتر البنزين 150 ريال والمازوت 158 ريال عام 2014، وصل إلى 520 ريال أواخر عام 2015، لتبلغ الأزمة ذروتها هذا العام بعد قرار واشنطن-الرياض “خنق اليمن” لتحقيق بعض المكاسب على طاولة المفاوضات، حيث بلغ سعر صفيحة البنزين الرسمي 11000 ريال، فيما وصل سعرها في السوق السوداء إلى 16000 ريال أي ما يعادل 28$ أميركي تقريباً، فيما أكدت مصادر مطلعة أنه كلما وجدت السعودية نفسها في موقف محرج يرتفع سعر المحروقات تلقائياً ليصل في بعض الأحيان إلى 50$. وبذلك يستغل التحالف حاجة اليمنيين للوقود ويسحب السيولة والعملات الصعبة من السوق المحلي.

معادلة كسر الحصار معادلة إقليمية

منذ أيام أعلن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عن استقدام سفن إيرانية محملة بالمحروقات ما يكفي لكسر الحصار.  هذا الإعلان لم يكن تصريحاً مرحليّاً بل كان بمثابة رسم معادلة جديدة باعتبار “السفينة أرض لبنانية”. غير ان التجربة التي راكمها محور المقاومة يمكن اسقاطها على المرحلة المقبلة، فهذا المحور لا يتجزأ ، وكل معادلة هي نتيجة تنسيق وتعاون ومسؤولية اسناد ومساندة بين حركاته كل حسب ما يتناسب مع موقعه وحيثياته.

 مصادر مطلعة اعتبرت ان “السواحل اليمنية أقرب من السواحل الفنزولية، ومن وصل إلى قلب القارة الأميركية، يصل إلى صنعاء رغم كل التهديدات، قد تختلف باليمن بعض الاعتبارات السياسية لجهة افساح المجال أمام المفاوضات لوقف الحرب، ولا نيّة لأحد الطرفين بالتصعيد في الوقت الحالي. لكن إذا ما استمرت السعودية ومن خلفها واشنطن بإجهاض كل الحلول المقترحة لفك الحصار، عليها الاستعداد لخطوة أخرى، فقد نسمع قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي يعلنها كما السيد نصرالله “لو أنهم رفعوا عقوباتهم عن اليمن وسمحوا لليمنيين بأن يعيشوا حياتهم الطبيعية نحن لسنا بحاجة لأن نذهب إلى هذا الخيار. فالذين فرضوا على اليمن هذه الظروف الصعبة، ‏هم الذين جعلونا نلجأ إلى هذا الخيار، لأننا نحن نريد أن نساعد شعبنا… أنا أودّ أن أقول أنّ السفينة منذ اللحظة التي ستبحر فيها بعد ساعات، وستصبح في المياه سوف تصبح ‏أرضًا يمنية، والجمهورية الإسلامية قادرة”.

استقدام السفن الايرانية بهدف فك الحصار هي استراتيجية ناجحة، باتت تأتي اكلها، وقد تتدحرج في أي لحظة لتشمل اليمن المحاصر منذ 7 سنوات، وهو حق طبيعي للشعب اليمني، الذي يعاني الفقر والجوع بسبب هذا الحصار الظالم. الامر مرهون بالتطورات والقرار سيكون حصرا لحكومة صنعاء والجيش اليمني واللجان، فهل ستحين هذه اللحظة عما قريب؟


الكاتب: مريم السبلاني-الخنادق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى