كمال ذبيان- الديار
يزور رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان بعد غد الاحد سوريا، على رأس وفد سياسي وديني، يضم اليه اعضاء في «اللقاء الدرزي التشاوري»، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ ناصر الدين الغريب، لتهنئة الرئيس الدكتور بشاد الاسد في انتخابه لولاية رئاسية رابعة.
والزيارة ستكون مناسبة، لتأكيد ارسلان لصديقه الاسد، على التحالف معه، ووقوفه الى جانب النظام السوري في حربه ضد الارهاب، حيث تشير مصادر في الحزب الديموقراطي، الى ان رئيس الحزب على تواصل دائم مع الرئيس السوري، ولا ينقطع عن اللقاء به، وقد سبق له ان زاره مهنئاً، بعد انتخابه، ولكنه يزوره هذه المرة على رأس وفد موسع، سيكون في عداده رئيس «حزب التوحيد العدبي» وئام وهاب، ونائب رئيس «حركة النضال اللبناني العربي» طارق الداود، وشخصيات ومشايخ، حيث ستكون مناسبة لتثبيت التحالف القائم بين قوى درزية والقيادة السورية، ولا ينكر ابناء طائفة الموحدين الدروز ما قدمته سوريا لهم، في اثناء حرب الجبل، اثر الغزو الصهيوني للبنان في حزيران 1982، من خلال فك الحصار الذي فرضته «القوات اللبنانية» على بلدات وقرى في الشوف وعاليه والمتن الاعلى، وما حصل خلال تلك المرحلة من اعمال عنف وخطف وقتل وتهجير، حصلت بين الطرفين.
وتصادف الزيارة مع، احداث تجري في جنوب سوريا، وتحديدا في درعا، وهي المحافظة التي انطلقت منها شرارة ما سمي «الثورة»، اذ ان احداثا دموية وقعت في محافظتي السويداء والقنيطرة، هي امتداد لمخططات ضد النظام السوري كاحد اركان محور المقاومة، بحيث تقول مصادر الحزب الديموقراطي ان اللقاء مع الرئبس الاسد، سيكون مساحة للحوار حول كل المستجدات والتطورات التي تشهدها سوريا ولبنان، اضافة الى المنطقة، وتحديداً الصراع مع العدو الاسرائيلي الذي يمد خطوطاً مع اطراف درزية مرتبطة به، وتعمل لمشاريعه حيث تواجهه قوى وطنية في الطائفة الدرزية، وتقاوم مخططاته كمثل انشاء «حزام امني» عند الحدود السورية ـ الفلسطينية، او رفض الخدمة الالزامية في الجيش الاسرائيلي، حيث ارتفعت نسبة الممتنعين عن الالتحاق بها الى حوالى 60% بالرغم من الملاحقات والسجن والعقوبات التي تلحق بهم.
وكان وفد من «لجنة التواصل الدرزي» قادم من فلسطين المحتلة الى سوريا، قد منع الاسبوع الماضي من الدخول اليها، من قبل السلطات الاردنية، دون الاعلان عن الاسباب، التي لم يفصح اي طرف عنها، لا من النظام الاردني ولا من لجنة التواصل، وكذلك امتنعت مصادر درزية الدخول في تفاصيل ما جرى، وهو ما رفضت مصادر في الحزب الديموقراطي الغوص به، وهو صاحب المبادرة في زيارة وفد لجنة التواصل الى سوريا، ولقاء الاهل والاصدقاء، وزيارات لمقامات ومزارات دينية درزية، منها الزيارة السنوية لمقام النبي «هابيل» عند الحدود اللبنانية ـ السورية.
وينظر العدو الاسرائيلي بقلق لزيارات ابناء فلسطين من الطائفة الدرزية الى سوريا ولبنان والاردن، ومنها يحصل تحت عنوان «لم الشمل»، اذ ان العائلات واحدة في كل هذه الدول، اذ يسعى اليهود ومنذ ما قبل انشاء دولتهم المزعومة على ارض فلسطين المغتصبة، الى اقامة «حلف الدم» او «تحالف الاقليات»، فضمت الى جيشها الدروز والبدو والشركس منذ الخمسينات، ليشكلوا اداة ضد من تسميهم الدولة العبرية «عرب اسرائيل»، نازعة عن الثلاثي المذكور الانتماء الى العروبة.
ووصف الديبلوماسي الاسرائيلي في وزارة الخارجية يعكوف شيمعوني «قرار تجنيد الدروز في الجيش الاسرائيلي اتى ليكون حربة تطغى بها القومية العربية وتؤثر فيها على دروز لبنان وسوريا».
وتنبه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، للاهداف الاسرائيلية، منذ العام 2002، في نزع العروبة عن دروز فلسطين وتحويل طائفتهم الى «قومية دينية»، كما في وضع اليهود انفسهم، فقام بمبادرة لحض الدروز على عدم الخدمة الالزامية، وساعده «التجمع الوطني الديموقراطي» برئاسة عزمي بشارة ونائبه سعيد نفاع، في تأمين لقاءات لجنبلاط في الاردن مع فاعليات درزية، لوضع آلية تساهم في تنفيذ خطة رفض الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، ونجح جنبلاط في تعزيز هذه القناعة لدى ابناء طائفة الموحدين الدروز، الذين يشهد تاريخهم على تحركهم منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي، رفضاً للتجنيد الالزامي، حيث كان للجنة المبادرة العربية الدرزية، الدور الاساسي، في تحريك الاعمال المناهضة لتهويد الدروز، وفك ارتباطهم بالعروبة.
فما يسمى «حلف الاقليات»، او «حلف الدم» الذي خلقته الصهيونية في فلسطين المحتلة بدأ يتزعزع، لمصلحة الولاء الوطني لفلسطين والعروبة.