الاجواء الحالية في مسار تشكيل الحكومة سلبية اكثر من ايجابية حيث ان المفاوضات بين الرئاسة الاولى والثالثة جامدة، كما ان الوسيط اللواء عباس ابراهيم لم يقدم على اي تحرك سياسي في اليومين الاخيرين بل اختار انتظار الرد من كلا الطرفين بعد سلسلة مفاوضات ولقاءات قام بها لتسهيل تأليف الحكومة. في السياق ذاته، قال مصدر مقرب من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي للديار ان الاخير يرى ان الابواب غير مغلقة في مسار تشكيل الحكومة، وهو غير متشائم من تمكنه من تبديد العراقيل، مشيرا الى انه من اليوم الى الثلاثاء المقبل سيظهر تطور في هذا المسار انما ليس معروفا ان كان سيكون ايجابيا ام سلبيا.

ولفت هذا المصدر الى ان الخلاف لا يزال قائما حول الصيغة الحكومية والحصص. واول عقدة هي عدد الوزراء حيث ان الرئيس ميشال عون متمسك بحصة تسعة وزراء رغم انه في العلن ينفي مطالبته بالثلث الضامن، انما على ارض الواقع يريد ذلك. اما ميقاتي فهو لن يقبل شروط عون وفقا للمصدر المقرب منه، كما انه يستغرب هذا الالحاح من قبل رئيس الجمهورية على حصوله على الثلث الضامن وهو لديه حلفاء على غرار حزب الله والنائب طلال ارسلان، وبالتالي موقف رئيس الجمهورية في الحكومة سيكون قويا.

اما العقدة الثانية فهي الصراع على وزارة الاقتصاد بين عدة قوى سياسية، وهذا يزيد الخلاف ويؤخر ولادة حكومة. ومن جهته، قال المصدر المقرب من الرئيس المكلف ان ميقاتي يعتبر المشكلة داخلية وليست خارجية، كما انه يحظى بدعم اميركي فرنسي وهو موعود بمساعدات بالمليارات فور تشكيل الحكومة المرتقبة. وبحسب المصدر المقرب من ميقاتي، فان الاخير يرى ان حكومته ستفرمل الانهيار وتدير البلد بشكل يقلل من الاخطار الكبيرة التي تهدد الوطن وشعبه الى ان يأتي موعد الانتخابات النيابية.

من جهتها، اعتبرت اوساط سياسية ان هناك عمليات ضخ الايجابية والتفاؤل من قبل فريق العهد، والهدف من ذلك رفع المسؤولية عنه ورميها على الاخر. واضافت ان الاجواء التفاؤلية التي اعطاها العهد تزامنت مع زيارة الوفد الاميركي الى بيروت ومفادها ان العهد يريد تبيض صفحته مع الاميركيين وليقول لهم انه مساهم جدي في تشكيل الحكومة وهو تغييري واصلاحي. ولذلك اراد العهد اعطاء انطباع ايجابي في عملية تشكيل الحكومة امام الاميركيين بانه لا يعرقل التأليف، كما يريد العهد امام اللبنانيين الا يتحمل المسؤولية بل يحملها للرئيس المكلف نجيب ميقاتي. في الواقع ، لن تتشكل حكومة ما دام كل طرف يرمي المسؤولية على الاخر، اضافة الى ان هناك ثلاثة عوامل طرأت على عملية التأليف باتت تشبه التفاوض الذي كان يحصل بين عون وسعد الحريري. والحال ان اللقاءات بين الرئيسين عون وميقاتي توقفت في حين كان التواصل بينهما مستمرا ومكثفا سابقا، وبالتالي هذا عامل سلبي. والعامل الثاني السلبي هو دخول وسيط بين الرئيسين بمعزل عن هوية الشخص، وهذا يدل على ان الحوار والنقاش بين عون وميقاتي وصل الى حائط مسدود وفقا لهذه الاوساط السياسية. اما العامل الثالث فهو حرب البيانات والاتهامات المتبادلة في تأخير او تعطيل الحكومة. كل هذه المؤشرات تدل على ان الامور تراجعت على الصعيد الحكومي وان هناك طرفا لا يريد حكومة الا وفقا لشروطه، واذا لم تتشكل حكومة فلبنان ذاهب الى المزيد من الفراغ والانهيار والتشتت.

ووفقا لمصادر سياسية مطلعة ان امساك الرئيس ميشال عون بالسلطة هو امر متجذر فيه، ذلك ان التاريخ يعيد نفسه. وعلى سبيل المثال عندما عين رئيس الجمهورية السابق امين الجميل العماد ميشال عون رئيسا لحكومة عسكرية تكون مهمتها التحضير لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، عندئذ انتقل عون الى قصر بعبدا ممسكا بالامور. واليوم ترى هذه المصادر انه بالرغم من كل المخاطر التي يشهدها لبنان، فإن الرئيس عون يريد تأمين مستقبل صهره جبران باسيل. ومن هذا المنطلق، يتمسك بصيغة حكومية تتطابق مع شروطه وتوجهاته. واستغربت هذه المصادر السياسية ان يستمر عون في قوله انه يريد الاصلاح وانتظام المؤسسات والتدقيق الجنائي والى ما هنالك، ولبنان يعيش اسوأ ايامه في عهده على الصعيد الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي وتفكك الدولة وعدم محاسبة اي فاسد.

هل سيتحسن وضع الكهرباء؟

في وقت سيحصل لبنان على النفط العراقي قريبا مما سيحسن مسألة الكهرباء بتوفير 4 ساعات تغذية اضافية ، ينتهي العقد مع البواخر التركية في نهاية الشهر الجاري ووزارة الطاقة لم تبادر الى طرح تجديد التعاقد مع البواخر التركية، وبالتالي يكون اللبنانيون ربحوا «نصف ساعة» من الكهرباء وفقا لمصادر مطلعة. اضف الى ذلك، معامل الجية والزهراني وغيرها تواجه اعطالا نتيجة الضغط وعدم الصيانة وبالتالي سيواجه لبنان ازمة كهرباء كبيرة قريبا. لا مال ولا عمال صيانة رغم انها ضرورية لاستمرارية المعامل، كما ان ازمة الكهرباء لن تعالج فعليا الا في حال تشكلت حكومة.

اضف الى ذلك، كشفت مصادر وزارية رفيعة المستوى ان البواخر التركية جدد لها خلال العشر السنوات الماضية خارج القانون دون حصول مناقصات ودون شفافية. وتابعت ان قوى سياسية تمسكت بالبواخر كحل للكهرباء بدلا من بناء معامل للطاقة وها هو لبنان اليوم يعيش في شبه عتمة كاملة . واضافت ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اعطى شركات مقدمي الخدمات امتيازات وعمل مناقصة وربح ثلاث شركات، ومن بعدها طالب وزارة المالية بدفع المتوجبات عليها، ولكن وزارة المالية التي كانت تترأسها انذاك الوزيرة ريا الحسن رفضت اعطاء المال مطالبة باجراء مناقصة قانونية. انما سقطت حكومة سعد الحريري واتى من بعده الرئيس نجيب ميقاتي، وعليه اعطي المال للشركات الثلاث.

التعليم للاغنياء فقط في لبنان

يوم الثلاثاء المقبل 7 ايلول سيكون يوم غضب ودعوة الجميع للإعتصام أمام وزارة التّربية بعدما اعلن رئيس رابطة التعليم الاساسي حسين جواد عن ذلك، اذ ان المدارس الخاصة بدأت تطلب مبالغ خيالية من الاهالي للاقساط ، وهنا السؤال الذي يطرح نفسه: كيف سيتمكن الاهالي من تأمين هذه المبالغ في ظل اكبر ازمة مالية ومعيشية واجتماعية يمر بها لبنان؟ وتعقيبا على ذلك، اعربت اوساط مطلعة عن قلقها وخوفها من تراجع نسبة العلم نتيجة الازمة مشيرة الى ان وزارة التربية لم تقدم على اتخاذ اي اجراء يخفف الثقل عن كاهل الاهالي .

ازمة نفايات قريبا

في نهاية الشهر الجاري، سيشهد لبنان ازمة نفايات مجددا لان العقود تنتهي مع المؤسسة التابعة لرجل الاعمال جهاد العرب. والمؤسف ان ما من جهة رسمية قامت باتصالات للبحث مع شركات اخرى لتكون البديل او اتخاذ اي اجراء لاحتواء الازمة.

الحزب التقدمي الاشتراكي: معيب ان الحكومة عالقة على وزارة

من جهته، رأى مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي صالح حديفة للديار ان ما يحصل لجهة تأخر تأليف الحكومة معيب بحق المسؤولين بما ان التشكيل بات شكلا متوقفا على حقيبة واحدة هي حقيبة الاقتصاد، خصوصا ان اللبنانيين ينتظرون منذ من 13 شهرا تأليف حكومة تخفف ولو بالحد المعقول من وطأة الازمة المالية والاقتصادية والمعيشية، ولكن للاسف فان الصراع على الحقائب لا يزال مستمرا.

وحمل حديفة مسؤولية التأخير في تأليف الحكومة للرئيسين عون وميقاتي لانهما قادران باتفاقهما معا ان يمنعا اي جهة محلية كانت ام خارجية من عرقلة التأليف اذا ما وجدت، وعليهما اذا اثبات قدرتهما على انجاح مفاوضات التشكيل.

وفي الوقت ذاته، شدد حديفة على ان الفرصة لم تفت بعد على انجاز التأليف رغم الاجواء السلبية التي سادت منذ عصر الخميس بسبب البيانات المتبادلة. وأكد ان المطلوب تفعيل خطوط الاتصالات التي يتولاها اللواء عباس ابراهيم ، كاشفا عن اتصالات تولاها «الاشتراكي» لتبريد الاجواء والسماح بعودة خطوط التواصل. كما امل حديفة ان يقوم حزب الله بما لديه من قدرة تأثير بالمساهمة في الانتهاء من العقبة المتبقية امام ولادة الحكومة.

وعلى صعيد ازمة الكهرباء، قال حديفة ان لبنان مقبل على عتمة شاملة في أواخر ايلول اذا بقيت الامور على ما هي عليه ، لانه عند انتهاء الدعم عن المحروقات ستنتهي قدرة المواطنين على تسديد فواتير المولدات الخاصة. ولذلك المطلوب سريعا البت في كل ما هو مطلوب لوصول شحنات النفط العراقية وعدم تأخيرها كما حصل سابقا تحت أي ذريعة للتخفيف من حدة انقطاع الكهرباء. وأشار حديفة في الوقت ذاته الى ان موقف الحزب التقدمي الاشتراكي بأن كل ذلك ليس سوى علاجات مؤقتة ، وان العلاج الصحيح لملف الكهرباء يكون بتطبيق القانون النافذ وان يكون هناك حكومة جديدة تتولى هذا الامر وتنجز بناء معامل جديدة وتوقف الهدر لحل الازمة على المدى الطويل.

القوات اللبنانية : لا للعدالة والقضاء الاستنسابي وليحاسب كل من يخرج عن القانون

من جهتها، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار ان رئيس الحزب سمير جعجع في قداس الشهداء الذي سيحصل غدا سيتكلم واضعا خريطة طريق ومضبطة سنوية لكل الاحداث التي حصلت خلال السنة ومقاربة للعام الجديد. وسيكون خطاب ذو بعد وجداني تاريخي ومستقبلي ونضالي، كما يتضمن رسائل سياسية ومن يتحمل المسؤولية في ايصال البلاد الى ما وصلت اليه ولينهي الكلمة بحلول يقترحها للخروج من الازمة.

اما عن ابراهيم صقر الذي كشفت الاجهزة الامنية انه يخزن كميات كبيرة من الوقود ، فاوضحت القوات اللبنانية منذ اللحظة الاولى انها تميز بين المسؤولية الحزبية لاي شخص وبين اعماله الخاصة والكل يجب ان يكون خاضعا للقانون. انما في الوقت ذاته، كل الاماكن التي تم فيها ضبط اشخاص خزنوا الوقود لم تكشف اسماؤهم ولم يزج أي منهم بالسجن في حين الوحيد الذي ظهر اسمه هو ابراهيم صقر الى جانب عراضات عسكرية وسياسية مفادها اعطاء انطباع لدى الرأي العام ان القوات اللبنانية تغطي اشخاصا . كل ما يحصل هو كذب وتضليل وتشويه ومقصود لان هناك قوى سياسية تريد استخدام هذا الملف انتقائيا للانتقام من القوات اللبنانية . واضافت مصادر القوات ان هناك استهدافا سياسيا للقوات اللبنانية، فلا عدالة او قضاء استنسابي بل يجب تطبيق العدالة على الجميع، والقوات لن تدافع عن احد امام القضاء وتريد ان تأخذ العدالة مجراها.