شادي هيلانة
بدأت الحكاية عند نشر الموقع الإلكتروني لتيار المستقبل “مستقبل ويب” مقالاً، من دون توقيع، يحمل عنوان “تفاهم الخفافيش بين معراب وسنتر الشالوحي”، يتهم فيه القوات والوطني الحر بالشعبوية وبشن حملات “مُدجّجة بسموم طائفية” ويصف فيه مُهاجمي المستقبل من الطرفين بالثعابين والخفافيش.
كثيرة جداً هي التحليلات والاستنتاجات لمسار العلاقة بين ″تيار المستقبل″ و″حزب القوات اللبنانية″. والسؤال الابرز في هذا السياق ، ما هو حجم الرمانة التي فجرت الخلاف بين الحليفين اللدودين منذ ربيع العام 2005، بالرغم من أنهما وصلا الى مرحلة ″العشق الممنوع″ نظراً لترابطهما وتداخلهما؟
الى أن وقعت الازمة التي فاجأت الحريري قبل سواه في مطلع تشرين الثاني الماضي، والتي وجّه بعدها اصابع إتهام الى رئيس القوات بأنه احد الذين استلوا السكاكين عندما وقعت بقرة الحريري.
ومن الواضح أنّ حملة المستقبل على القوات اللبنانية وقتذاك، جاءت للتصويب على العلاقة القواتية مع السعودية، خصوصاً لجهة نجاحها في الحفاظ على علاقات لبنان العربية، ونجاحها تحديداً في التواصل بشكل مُكثّف ومُعمّق مع شخصيات، وكوادر، ورأي عام واسع وعريض داخل الطائفة السنية.
وفي هذا الاطار، بان اليوم جليّا العداء بين المستقبل والقوات من خلال رد نائب الجمهورية القوية جورج عقيص في مؤتمر صحافي بحيث اعتبر أن “القوة الضاربة التابعة لفرع المعلومات في محيط منزل الصقر هي رسالة الى حزب القوات اللبنانية والى مدينة زحلة ولن نسمح لأحد أن يتعدى على كرامة زحلة وأن يعامل أي من أبنائها وكأنه مجرم أو ارهابي.
وإذا جازت المُقارنة بما تعرّض له رجل الأعمال إبراهيم الصقر كمحتكر وبين باقي المُحتكرين، نجد هوّة كبيرة في مقاربة الملف، ويرى مراقبون ان التعامل مع الصقر فريد من نوعه، ويكاد يكون المُحتكر الوحيد الذي صدر أمر بتوقيفه، ممّا يفتح المجال أمام التساؤل – هل تحرك فريق تيّار المستقبل بجناحيه الامني والقضائي بقرار من الرئيس الحريري؟
ويعتبر المراقبون، أنّ ردة الفعل هذه التي قام بها الحريري تجّاه جعجع تأتي ضمن سلسلة من الصراعات العلنيّة والمُستترة بين الفريقين.