من تنظيم الانهيار الى تنظيم الذل ؟؟!

بينما كان ينتظر المواطن اللبناني حكومة او ادارة للدولة تؤدي على الأقل وبالحد الادنى الى تنظيم الانهيار ، وان يشكل ذلك منع الارتطام الكبير لا الحل الجذري لأزماته التي يعلم ان لا طريق او مدخل لحلها متاح حالياً ..
وجد المواطن نفسه اليوم امام محاولات لتنظيم ذله امام طوابير المحروقات والدواء والخبز والمواد الغذائية وحتى اوراقه الثبوتية للحصول على اخراج قيد يؤكد انه لا يزال على قيد الحياة بوطن يطرق الموت ابوابه من كل حدب وصوب ..
يقف هذا المواطن بطوابير ذله منهكاً وعاجزاً ومستسلماً امام الحصول على حاجته من هذا الطابور لا للحصول عليها مجاناً او صدقة ، بل يدفع ثمن هذا الانتظار من ماله وأعصابه وصحته ، والمطلوب منه بعد كل ذلك تقديم الشكر والعرفان للقيمين على تنظيم ذله وهم بمعظمهم ومن يمثلون تقع عليهم مسؤولية مباشرة عن الانهيار الذي أوصله لطابور ذله،، الذي يصل نهاره بليله وعلى مدار كل يوم كتب له به ان يكون من احياء هذا البلد ..
فكل ما يجري اليوم من طروحات وتقديمات وافكار هو محاولة لمعالجة مؤقتة او تخفيف مؤقت لنتائج هذا الانهيار لا تتعدى الغوص ببحر لا شاطىء له بنتائج الازمة لا اسبابها
فلا رفع الدعم الشامل ولا المساعدات القادمة او المنتظرة او الموعودة بامكانها وقف طوابير الذل ولا تنظيمها سيستمر طويلاً ، لان السبب الأساسي والوحيد لإبقائها وتصاعدها وخطر تداعياتها المتزايد يكمن حصراً بانهيار العملة اللبنانية وطالما هذا الانهيار قائم ومرشح للتصاعد بفعل التضخم الذي تتسبب به سياسات الدولة عبر قرارات برفع الأجور ودعم بعض القطاعات وتغطية بعض النفقات من خارج الموازنة وإيرادات الخزينة التي فقدت٩٠ ٪؜ من قيمتها ،
وايضا بسبب ازدياد الطلب على الدولار من السوق المحلي بفعل حاجة مستوردي المحروقات والدواء والغذاء لأكثر من ٧٠ مليون $ أسبوعياً بعد رفع الدعم الكامل مما سيؤدي تلقائيا بارتفاع جنوني للدولار ، ما يعني حتماً ان ازمة الطوابير لن تتوقف بل ستتوسع لتشمل احتياجات للمواطن لم يكن يتوقع ان يفقدها او يعاني من شحها مثل الخضار والمياه واحتياجات اخرى ..
عباس المعلم / كاتب سياسي

Exit mobile version