أجرى السفير الإسرائيلي لدى إثيوبيا أليلين أدماسو، يوم الجمعة 27 أغسطس 2021، مقابلة مع “جيل هافمن” رئيس تحرير جريدة “فويس أوف إسرائيل“، حول العلاقات الإسرائيلية الإثيوبية وقضية سد النهضة.
وخلال اللقاء أعرب “أدماسو” عن تفاؤله بشأن مستقبل العلاقات الإسرائيلية الإثيوبية، مؤكداً أن هذه العلاقات التي وصفها بـ”الطيبة” من شأنها أن توفر لإسرائيل إمكانية التفوق على بعض دول المنطقة خاصة مصر والسودان.
إسرائيل وإثيوبيا
وشدد سفير كيان الاحتلال في حواره على أن إسرائيل تعتبر إثيوبيا دولة مهمة وإستراتيجية نظراً لموقعها الجيوسياسي وخاصة أنها من أهم دول منبع النيل، موضحا في الوقت ذاته أن مصر كانت ولازالت منافسة لإسرائيل، ولها إمكانية أن تصبح عدوة لها؛ “ولذلك كان من واجب إسرائيل البحث عن إستراتيجيات لاحتواء مصر الدائم.” حسب وصفه.
وتابع أليلين أدماسو أن مصر والسودان مجرد صحراءين بدون النيل، وبناء سد النهضة على النيل هو ضرب عصفورين بحجر واحد.
وبرر ذلك بحسب مصلحة الاحتلال قائلا:”من جهة تستطيع إثيوبيا التي تمتلك علاقات جيدة مع إسرائيل سد حاجاتها للماء والكهرباء والزراعة، ومن جهة أخرى تشهد مصر والسودان أزمة داخلية شديدة مما يؤدي إلى عدم استطاعة مصر التفكير في التنافس أو الصراع مع إسرائيل.”
السفير الإسرائيلي يتحدث عن سد النهضة
وأضاف السفير الإسرائيلي أنه إذا تم ملء خزان سد النهضة خلال 5 إلى 7 أعوام فإن حصة مصر من مياه النيل ستنقص بنسبة 12 إلى 25 بالمائة.
واستطرد:”ولكنني أعتقد أنه يحق لإثيوبيا أن تملأ السد حتى نهاية عام 2023 لكي تسد حاجات شعبها.”
ورداً على سؤال الصحفي الإسرائيلي جيل هافمن، حول تداعيات ملء خزان السد خلال سنتين وتعرض مصر للجفاف، قال السفير الإسرائيلي “إن مصر متقدمة في قطاع الزراعة، وبإمكانها أن تنفذ مشاريعها الاستثمارية الزراعية في إثيوبيا، وفي المقابل تستورد الكهرباء من إثيوبيا بدلاً من نقص حصتها من مياه النيل.”
الخلافات بين مصر والسودان وإثيوبيا
وعن موقف إسرائيل من الخلافات بين مصر والسودان وإثيوبيا، قال سفير الاحتلال:”موقفنا واضح وهو أنه يجب على مصر والسودان أن تكف عن البلطجة السياسية على إثيوبيا، ويجب ألّا تكرر السلطات المصرية عبارة الحقوق الطبيعية والتاريخية”.
كما أضاف السفير الإسرائيلي لدى إثيوبيا، أن دعم الدول المختلفة لإثيوبيا يتسبب في ألّا تفكر مصر والسودان في المواجهة العسكرية مع إثيوبيا.
وأردف أدماسو بلهجة استحقارية، أن الشركات الإسرائيلية مستعدة أن تقدم للقاهرة تقنية تحلية مياه البحر الأبيض المتوسط وتوفير المياه الصالحة للشرب. (الأمر الذي يؤدي إلى سيطرة إسرائيل على الأمن المائي المصري).
وتثبت تصريحات السفير الإسرائيلي لدى إثيوبيا، أن إسرائيل ذات نفوذ واسع في إثيوبيا وتلعب دوراً محورياً في قرارات إثيوبيا في قضية سد النهضة، فإن إسرائيل بدعمها لإثيوبيا تطعن الشعب المصري والسوداني في الظهر.
سد النهضة ورسالة سودانية إلى روسيا
ويشار إلى أنه قبيل الاجتماعات المرتقبة مع روسيا، جددت الحكومة السودانية التأكيد على أن المفاوضات حول سد النهضة وصلت إلى طريق مسدود بسبب التعنت الإثيوبي، وفقا لصحيفة “سودان تربيون”.
وينتظر أن تنعقد الدورة التاسعة للجنة التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية السودانية والروسية في موسكو خلال شهر سبتمبر المقبل.
وبعث وكيل وزارة الخارجية السودانية، محمد شريف عبدالله، رسالة خطية إلى نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف.
وجاء في الرسالة أن “المفاوضات الثلاثية بين الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا وصلت إلى طريق مسدود بسبب تعنت الأخيرة”.
وتحدث المسؤول السوداني عن تفعيل المقترح المقدم من بلاده والذي أيدته مصر، بتشكيل وساطة رباعية تقودها الكونغو بصفتها رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي وبمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وأمريكا.
وتخشى مصر والسودان على حصتهما من مياه النيل، وتتهمان إثيوبيا بالتعنت وإفشال المفاوضات التي جرت خلال السنوات الماضية بشأن سد النهضة.
ومن جانبها، تقول إثيوبيا إن السد أساسي لتنميتها الاقتصادية ولا يهدف لإلحاق الضرر بدول الجوار.
المصدر: فويس أوف إسرائيل