أعاد الفلسطينيون فعاليات “الارباك الليلي”، وامتدت من قطاع غزّة الى مناطق في القدس المحتلّة، حيث تنظّم مجموعات شبابيّة مسيرات عند الحدود في القطاع وعند مداخل المناطق والمخيمات وبالقرب من المستوطنات في الضفة المحتلّة. وخلال الليل يشعل الشباب الإطارات ويتصاعد دخانها لإزعاج المستوطنين، وعبر مكبرات الصوت يصدرون أصوات عالية ويشتمون بالعبرية، كما يلقون القنابل الصوتية، ما يتسبب بإطلاق صافرات الإنذار في المستوطنات وبحالة من الذعر والتوتر.
في غزة
وفي وقت يزعم رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت القيام بـ “ردود قاسية”، خاصة في غزّة، فإن أوساط التحليل السياسي في الاعلام العبري، تشير الى “ان التجربة أظهرت بأن إسرائيل تعمل، بعكس تصريحاتها، وهو ما يتجلى في ردود فعلها عندما تتفاجأ بحزمة من البالونات الحارقة أو الصواريخ أو المظاهرات الحدودية”. وكذلك تخشى من ترتيبات “استسلام سيُجبر عليه الإسرائيليون، بسبب قوة الواقع”. مضيفةً ان “مع مرور الوقت تخسر إسرائيل المزيد من أوراق الضغط”. وكانت طائرات الاحتلال قد ادّعت قصف مواقع تابعة للفصائل الفلسطينية لكنها كانت خالية، ويشير الاعلام العبري الى ان “الضربات الجوية للجيش الإسرائيلي تواجه صعوبة في تحقيق هدفها في قلب غزة”.
الردود على مقتل الجندي
هذه الانتقادات وجّهت أيضاً للاحتلال وبينت على خلفية مقتل القناص الإسرائيلي الذي أصيب منذ تسع أيام برصاصة في رأسه خلال مسيرات الفلسطينيين لكسر الحصار عند السياج الفاصل. محامي الجندي أورَدَ “15 إخفاقًا خطيرًا” وقعوا في هذه الحادثة، في رسالة إلى رئيس أركان الاحتلال ومفوض الشرطة. وأضاف “من الواضح أن الفشل هنا كان متعدد الأنظمة. هذه ليست حادثة منفردة، يجب زيادة مجال الرؤية. كانت الإخفاقات قبل الحادث وأثناءه وبعده – وليس فقط عند الحدود ولكن أيضا في الجيش”. كما اتهم والدا الجندي المقتول حكومة الاحتلال بعدم تحمّل المسؤولية وصفت والدته بينيت بـ “عار لإسرائيل”.
الضفة الغربية المحتلة
وفي الضفة الغربية المحتلة، امتداد واسع “للارباك الليلي”، وخاصة في منطقة بيتا ونابلس التي يضيف فيها الفلسطينيون على الفعاليات الأخرى، تسليط مصابيح إنارة “الليزر” نحو “كرافانات” البؤرة الاستيطانية، ويلقون الزجاجات الحارقة و”المولوتوف” على آليات الاحتلال خلال مرورها في الأحياء. وعن ذلك يقول الاعلام العبري “الزجاجات الحارقة مشهد بات مألوفا في الضفة الغربية هذه الأيام، ويمكنك أن ترى عشرات المسلحين من مختلف المنظمات الفلسطينية، بعضهم يسير بوجوه مكشوفة، في مرايا تذكّر بأيام الانتفاضة الثانية”.
ويتواصل تطور حركات المقاومة الشعبية في الضفة الغربية المحتلّة منعاً من توسّع البؤر الاستيطانية ومن اقتحام الاحتلال للمخيمات. وفي غزّة تستمر المسيرات على الحدود وقرب السياج الفاصل منذ أيام، مطالبين برفع الحصار المستمر منذ خمسة عشر عاماً، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، وبدء بإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال خلال الحرب الأخيرة. فخطوة السلطة المصرية بإعادة فتح معبر “رفح” ومعبرين آخرين لم تكن كافية أمام الظروف القاسية التي يعانيها الفلسطينيون.