بعد عقدين من الزمن، غادر آخر الجنود الأمريكيين الجنرال “كريس دوناهو” أفغانستان، من دون أي مظاهر للفرح والاحتفال، بما يؤكد مشهدية الهزيمة لا الانتصار، وانسحاب أمريكا المهين والمليء بالعنف من هذا البلد. فرغم إنفاق الإدارة الأمريكية أكثر من تريليوني دولار على هذا الاحتلال، لم تستطع تحقيق أي هدف وحيد يذكر، بل جل ما حصدته هو الخيبات والخسائر المتتالية والمضاعفة، بما يقربها من مرحلة الخروج النهائي من المنطقة. ولعل أبلغ وصف لذلك هو ما قالته صحيفة “ذا غارديان” البريطانية في مقال لها:” مع مسير دوناهو الوحيد، انتهى وقت أمريكا“.
كابوس بايدن
ولم يكن في بال الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”، أن ما زرعه من اتفاق مع الحركة في الدوحة العام الماضي، سيحصده “بايدن” كابوساً سيمتد طيلة سنوات عهده، ولن يستطع إيقافه.
فهذا الانسحاب سيرتب آثاراً داخلية وخارجية عليه أهمها:
_ مساعدة الحزب الجمهوري في زيادة وتسعير حملات هجومهم الداخلية عليه، خصوصاً قبل الانتخابات النصفية في العام 2022.
_ مضاعفة حافزية خصوم وأعداء أميركا من مواجهتها في كل الساحات، من الصين وروسيا مروراً بإيران ومنطقة غرب آسيا وصولاً إلى كوبا وفنزويلا.
_ تضرر مسعاه لتجديد التحالفات مع دول الإتحاد الأوروبي، بحيث بتنا نسمع انتقادات علنية من أكثر الدول دعماً له.
_ تقديم مثال حي لكل أتباعه وحلفائه في دول منطقة غرب آسيا، عن مصيرهم المستقبلي في حال انسحاب جيشه من العراق وسوريا وربما من بلدان أخرى. ما سيدفع بالعديد من الأنظمة الى تعديل سلوكها، وربما الإقدام على خطوات استراتيجية جديدة لم تكن في الحسبان.
تدمير آليات في المطار
وقبل قيام الجيش الأمريكي بآخر مراحل الانسحاب، قام جنوده بالعديد من عمليات التخريب في المطار، بحيث دمروا قبل مغادرتهم عشرات الطائرات والمركبات، إضافة لمنظومة الدفاع الصاروخي “CRAM” بسبب صعوبة تفكيكها. وقد كشف قائد القيادة المركزية الجنرال “كينيث ماكنزي”، أن جنوده دمروا 70 عربة مصفحة مضادة للألغام، و27 الية مدرعة من نوع “هامفي”، بالإضافة إلى 73 طائرة.