هذا ما فعله الجيش الأمريكي بطائراته ومدرعاته قبل إخلاء مطار كابل

أعلن الجيش الأمريكي أنّه أعطب قبل انسحابه من مطار كابول ليل الاثنين طائرات وآليات مدرّعة ومنظومة دفاعية مضادّة للصواريخ.

وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي خلال مؤتمر صحفي إنّ قواته “نزعت سلاح” هذه الأعتدة، أي أعطبتها وجعلتها غير قابلة للتشغيل مرة أخرى.

وأضاف الجنرال ماكنزي الذي تتبع أفغانستان لنطاق عمليات قيادته أنّ العتاد الذي تمّ تعطيله يشمل 73 طائرة، مؤكّداً أنّ “هذه الطائرات لن تحلّق مرة أخرى”.

وأضاف: “لن يتمكّن أحد من استخدامها”، مشيراً إلى أنّ “معظمها كان أصلاً خارج الخدمة (…) لكن من المؤكّد أنّها لن تتمكّن من الطيران مرة أخرى”.

وأوضح الجنرال ماكنزي أنّ الجيش الأمريكي ترك أيضاً خلفه في المطار 70 عربة مصفّحة مقاومة للألغام – تبلغ كلفة الواحدة منها مليون دولار – و27 مركبة هامفي مدرّعة خفيفة.

وقال ماكنزي إنّ كلّ هذه الآليات تمّ إعطابها وإخراجها من الخدمة وبالتالي “لن يتمكّن أحد من استخدامها مجدّداً”.

وأضاف أنّ الجيش الأمريكي ترك خلفه أيضاً منظومة دفاع صاروخي من طراز “سي-رام” كان قد نصبها لحماية مطار كابول، وهي المنظومة التي اعترضت الاثنين خمس هجمات صاروخية شنّها تنظيم الدولة على المطار، مشيراً إلى أنّ صعوبة تفكيكها حتّمت في النهاية تدميرها.

وقال الجنرال ماكنزي “اخترنا ترك هذه الأنظمة في الخدمة حتّى اللحظة الأخيرة” أي قبيل إقلاع آخر طائرة من مطار كابول.

وأوضح أنّ “تفكيك هذه الأنظمة إجراء معقّد ويستغرق وقتاً طويلاً، لذلك قمنا بنزع سلاحها حتى لا يتمّ استخدامها مرة أخرى”.

الجمهوريون يهاجمون بايدن

على صعيد آخر شنّ أركان الحزب الجمهوري، الاثنين، هجوماً حادّاً على الرئيس الديموقراطي جو بايدن، بعد إعلان البنتاغون خروج آخر جندي أمريكي من أفغانستان، في انسحاب قالوا إنّه “مذلّ” ويترك مواطنين أمريكيين “تحت رحمة” حركة طالبان.

وقالت رئيسة الحزب الجمهوري رونا ماكدانيل في بيان إنّ بايدن “خلق كارثة وخذل الأمريكيين ومصالحنا”.

وأضافت أنّ ما حصل في كابول “يُثبت ما كنّا نعرفه أصلاً: جو بايدن غير قادر على أداء دور القائد الأعلى للقوات المسلّحة، والولايات المتحدة والعالم هما أقلّ أماناً بسببه”.

بدوره قال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي إنّ الرئيس ترك “أمريكيين تحت رحمة إرهابيين”.

وأعلن البنتاغون أنّ الجسر الجوي الضخم الذي أقامه منذ 14 آب/أغسطس عشية سقوط كابول في أيدي حركة طالبان واستمرّ إلى حين انتهاء الانسحاب الاثنين ساهم بإجلاء أكثر من 123 ألف شخص، غالبيتهم العظمى من الأفغان.

لكنّ قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي أقرّ بأنّ عدد الذين تمكّن الجيش من إجلائهم من كابول قبل إنجاز الانسحاب هو أقلّ ممّا كان يأمل.

وقال: “لم نتمكّن من إجلاء كلّ من أردنا إجلاءهم”.

ووفقاً لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن فإنّ عدداً ضئيلاً من رعايا بلاده، أي ما بين 100 و200 أمريكي، لا يزالون في أفغانستان.

الانسحاب الأمريكي من أفغانستان

وما أن أعلن البنتاغون انتهاء الانسحاب من أفغانستان حتى تداعى للاجتماع عدد من البرلمانيين الجمهوريين، ومن بينهم عسكريون سابقون خدموا في أفغانستان من أمثال مايكل والتز.

وقال النائب عن ولاية فلوريدا إنّه “في المنطقة يقولون إنّ الجهاد انتصر والديموقراطية هُزمت، هذا إذلال”، معتبراً أنّ القوات الأمريكية ستضطر يوماً ما “للعودة إلى هذا البلد من أجل إدارة هذه الفوضى”.

بدوره قال السناتور عن الولاية نفسها ريك سكوت: “لا يمكننا خوض حروب لا نهاية لها، لكنّ نطاق فشل بايدن وتداعياته مذهلة”.

وأدّى الانتصار الخاطف لطالبان، الذي لم تتوقّعه واشنطن، إلى حدوث فوضى في انسحاب الأمريكيين وحلفائهم من كابول، وتسبّب في الداخل الأمريكي بفتح جبهة جديدة في المعركة الضارية بين الجمهوريين والديموقراطيين والذين عادة ما يترفّعون عن خلافاتهم الحزبية عندما يتعلّق الأمر بمسائل الأمن القومي.

دولي

المصدر: متابعات

Exit mobile version