الأخبار
فبعد ساعات على الهجوم الانتحاري المزدوج قرب مطار كابول، اعترف أمام الكاميرات بأنه «يوم صعب»، محاوِلاً دفْع الاتهامات المُوجّهة إليه بلهجة حازمة خاطب بها المسؤولين عن الهجوم، قائلاً: «سنطاردكم وسنجعلكم تدفعون الثمن». وجدّد بايدن التزامه إنجاز انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في 31 آب، على الرغم من الأصوات التي باتت تطالبه – وبعضها من داخل حزبه – بالبقاء إلى ما بعد هذه المهلة النهائية، من أجل استكمال عمليات الإجلاء. وقال إنه «خلال الأيام المقبلة، بين اليوم و31 آب»، هناك متّسع من الوقت لإجلاء المواطنين الأميركيين، وأكبر عدد ممكن من طالبي اللجوء الأفغان، الذين تمّت الموافقة على طلباتهم. وأضاف: «نظراً إلى أنه من الممكن جداً أن يقع هجوم جديد، فقد خلص الجيش إلى أن هذا ما يتعيّن علينا فعله، وأعتقد أنهم (أي العسكريين) على حقّ». وفي هذا السياق، أفاد قائد عسكري أميركي رفيع المستوى بأن القوات الأميركية في كابول تستعدّ لمزيد من هجمات تنظيم «داعش»، التي قد تشمل سيارات مفخّخة أو إطلاق صواريخ في المطار، حتى مع انتهاء جهود الإجلاء. وقال الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية للصحافيين: «نعتقد أن هناك رغبة لديهم في مواصلة تلك الهجمات، ونتوقّع أن تستمرّ تلك الهجمات». وأشار إلى أن القوات الأميركية تتبادل المعلومات مع مقاتلي «طالبان»، الذين يحرسون نقاط تفتيش خارج المطار. وأضاف: «سنواصل التنسيق معهم وهم يمضون قدماً».
في غضون ذلك، يواجه بايدن انتقادات من كلّ حدبٍ وصوب لإدارته الفاشلة للانسحاب، ولعدم تنظيمه في وقت مبكر عمليات الإجلاء اللازمة. وفي هذا الإطار، شكّك بعض كبار الديمقراطيين في نجاعة اعتماد «البنتاغون» على «طالبان» لحماية المطار الدولي الذي وقعت فيه التفجيرات. وفي حين طالب بعض الجمهوريين بايدن بالاستقالة، ركّز معظمهم على الدعوة إلى تمديد الجدول الزمني للانسحاب، المقرّر إنهاؤه يوم الثلاثاء المقبل، للسماح بهجوم مضادّ قوي ضدّ «داعش». كذلك، دعا بعض الجمهوريين إلى جلسة طارئة للكونغرس، الذي يعيش إجازته الصيفية الأخيرة، ولن يعود حتى منتصف أيلول. وجاء النقد الديمقراطي الأكثر صخباً من السناتور روبرت مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الذي تساءل عمّا إذا كان حرّاس «طالبان» قد فشلوا في السماح لمفجّري «داعش» بالاقتراب من مطار كابول. وقال مينينديز، في بيان، قبل الإعلان رسمياً عن التفاصيل الكاملة لعدد القتلى: «بينما ننتظر وصول مزيد من التفاصيل، هناك شيء واحد واضح: لا يمكننا الوثوق بطالبان للاهتمام بأمن الأميركيين». من جهتها، استخدمت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، بيانها لتحذير المشرّعين من زيارة غير رسمية أخرى لكابول، في أعقاب زيارة سرّية لاثنين من أعضاء الكونغرس، في وقت سابق من هذا الأسبوع، قبل 48 ساعة تقريباً من التفجيرات التي هزّت العاصمة. وأشارت بيلوسي إلى أنها طلبت استمرار عقد جلسات إحاطة للمشرّعين. وبعد إحاطة هاتفية مع وزير الدفاع لويد أوستن، أخبرت المشرّعين أنهم سيتلقّون إحاطات متتابعة من مسؤولي الإدارة أيضاً. وقالت، في بيان: «بينما نواصل هذه العملية، يظلّ الكونغرس يشعر بقلق عميق بشأن الوضع الأمني والإنساني في أفغانستان». وأضافت: «بينما نعمل مع إدارة بايدن لتحقيق الاستقرار في الوضع، يجب أن يظلّ الكونغرس على اطّلاع دائم».
ويشبّه مراقبون كثر هجوم كابول الأخير بهجوم بنغازي عام 2012 الذي أودى بحياة السفير الأميركي لدى ليبيا، وأفسد صورة إدارة باراك أوباما. ورأت صحيفة «بوليتيكو» أن هذه «كانت أكثر اللحظات تدميراً في رئاسة بايدن الفتية». كذلك، أشارت مجلّة «نيوزويك» إلى أن بايدن يواجه ردّ فعل عنيفاً على غرار ما أعقب هجوم بنغازي، بسبب انسحاب فاشل. واعتبرت أن «انهيار مدينة سايغون في عام 1975 على يد جيرالد فورد، وتحطّم طائرة ديزرت وان خارج طهران عام 1979، والتي دمّرت رئاسة جيمي كارتر، وهجمات بنغازي في ليبيا التي قتلت السفير الأميركي وثلاثة أميركيين آخرين في عام 2012، هناك أصداء لها جميعاً في نهاية لعبة بايدن الكارثية في أفغانستان». وأضافت أن «التداعيات السياسية لبنغازي هي نموذج مصغّر لنوع ردّ الفعل العنيف الذي سيواجهه بايدن»، مُعربةً عن اعتقادها بأنه «إذا استعاد الجمهوريون مجلس النواب العام المقبل، فمن المؤكّد أنهم سيدفنون إدارة بايدن في التحقيقات وجلسات الاستماع لمدّة عامين».