خاص “لبنان 24”
اذا كان البعض يعتبر ان الغموض يسود عملية تأليف الحكومة، ولا يجد نفسه قادرا على تفسير ما يحصل، فان الوضوح التام يسجل على خط الرئيس نجيب ميقاتي، الذي يطوي اليوم الشهر الاول على تكليفه تشكيل الحكومة، وانجز وضع تشكيلته الحكومية في انتظار عرضها على رئيس الجمهورية ميشال عون وفق الاصول الدستورية المعروفة، وبما يتوافق مع حرصه على التعاون البنّاء مع رئيس الجمهورية.
ولانه حريص على ان يكون لقاؤه المقبل مع الرئيس عون مثمرا وليس مجرد رقم في سجل الزيارات الى بعبدا منذ التكليف، فقد طلب الرئيس ميقاتي “الغاء الموعد الذي كان مقررا عقده مع رئيس الجمهورية بعد ظهر امس، ولم يطلب تحديد موعد جديد اليوم في انتظار تبلور المعطيات التي من شأنها دفع عملية تشكيل الحكومة الجديدة”، وفق ما علم “لبنان 24″ ليل امس.
في المقابل ثمة من يصرّ على بث اجواء مغلوطة عن تدخل فرنسي تحديدا للطلب من الرئيس المكلف عدم اسناد حقائب وزارية معينة الى هذه الجهة او تلك، الامر الذي نفته اوساط الرئيس المكلف نفيا قاطعا ووضعته في اطار” الضخ الاعلامي المعروف المصدر والهدف”.
وتؤكد الاوساط المطلعة ان الرئيس المكلف يعطي الاتصالات السياسية والمساعي الداخلية والخارجية مداها للمساعدة في تذليل العقبات، ويقدر للجانب الفرنسي، وللرئيس ايمانويل ماكرون تحديدا، مواكبته الدؤوبة للملف اللبناني واتصالاته للمساعدة في تذليل بعض العقبات ودفع عملية التشكيل، لكنه في نهاية المطاف عازم على تقديم التشكيلة التي وضعها انطلاقا من رؤيته لدور الحكومة والمهام التي ستتولاها.
في المقابل وعلى جري العادة، ضخّت “مصادر معروفة” معلومات صحافية مغلوطة لتحميل الرئيس المكلف مسؤولية عدم تشكيل الحكومة، وفق اللازمة المشهورة” ما خلّونا” او “هوي ما بدو مش نحنا”.
وجاء في بعض ما عممته “هذه الاوساط” بالحبر الاسود او الاحمر، كما تهدّد” ان مشكلة الرئيس المكلف ليست مع قصر بعبدا انما مع القوى السياسية التي يفاوضها… والا لكان حضر امس الى قصر بعبدا وقدم تشكيلته او تشاور مع الرئيس في شأنها. وتاليا فان المشاكل هي في مكان آخر مئة في المئة”.
اما اوساط مراقبة فاعتبرت ان تشكيل حكومة جديدة يكاد يكون الفرصة الاخيرة قبل بلوغ الازمات الاقتصادية والاجتماعية حد السقوط النهائي في المجهول، وعندها لا يعود ينفع الندم. ودعت المعنيين الى التجاوب مع مساعي الرئيس المكلف وانجاح مهمته . كما دعت الى أخذ العبر من ما قاله “الاخوين رحباني” في مسرحية” ناطورة المفاتيح”:
الملك : صارت رَعيتي زادالخير!! لـَيْش فـَلـُّو يا زاد الخير؟
زاد الخير: صارْ بَدَّك البيوت والأرْض، تـَرْكولـَك ياهـُن وْفـَلـُّو
الملك: وْشو نـَفـْع البيوت بَلا ناس؟؟
زاد الخير: هـَلـَّقْ عْرِفـْت قيمـْةِ النـَّاس؟.. كانو يْروحو رْخاصْ عندَك.
الملك: لـَمـَّا كانت الرَّعية موجودِة ما كانو يتـِّفـْقو عَلى راي. شي يْقولو إي وْشي يْقولو لأ. لمـَّا زاد الخير صارت الرَّعيـِّة صارِت كِلـْمِة وَحدِه، يا إي يا لأ! بْتـَعْرِف يا جاد؟ صار العرش بـْإيـْد زاد الخير وْبَدِتْ تـْهِزُّو. مِشْ لازِمْ إسْتـَسْلـِم. لازِمْ إخـْلـَق رَعِيـِّة.فـَلـّتـُولي المَساجين خـَلـِّيـْهـُن يْصيرو رَعِيـِّة
جاد الحكيم:مـَلِكْ رَعِيـّتـُو المِجـِرْمين؟
الملك: مِشْ أحلى ماتـْكون رَعيـّتو خـْيالات الشـَّجـَر؟
