علقت وكالة “رويترز” على الأزمة الأفغانية، التي أظهرت على ما يبدو حقيقة دولة الإمارات كونها ملاذاً للقادة المخلوعين سارقي أموال بلادهم والسياسيين المنفيين الذين يقال إن ثرواتهم موجودة دون أدنى شك في المؤسسات المالية الإماراتية.
ووفق الوكالة الدولية، كان آخر الواصلين إلى الإمارات من هؤلاء هو الرئيس الأفغاني “أشرف غني”، الذي نفى حديث سفير أفغانستان لدى طاجيكستان، “ظاهر أغبار”، بأنه سرق 169 مليون دولار من خزائن الدولة، رغم تأكيد السفارة الروسية في كابل أنه فر ومعه أربع سيارات وطائرة هليكوبتر مليئة بالنقود.
وقال “غني” بعد إعلان الإمارات عن استضافته لأسباب “إنسانية” أنه غادر بلاده “بملابسه التقليدية وسترة وحذاء”.
وتابع: “لقد طُردت من أفغانستان بطريقة لم تتح لي الفرصة حتى لأخلع نعلي من قدمي وأرتدي حذائي”، مضيفا وهو المسؤول السابق بالبنك الدولي الذي شارك في تأليف كتاب بعنوان “إصلاح الدول الفاشلة”، أنه وصل إلى الإمارات “خالي الوفاض”.
وانضم “غني” إلى قائمة طويلة من الشخصيات البارزة التي لجأت إلى الإمارات على مدى سنوات بعد أن ترأس حكومات كان يُنظر إليها على أنها فاسدة و/أو واجهت تهماً بالفساد.
ووفق الوكالة: “من بين هؤلاء الأشقاء ثاكسين شيناواترا وينجلوك شيناواترا، اللذين خدما كرئيسين للوزراء حتى أطاح بهما الجيش، والرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف، والملك الإسباني السابق خوان كارلوس، ورئيس الأمن الفلسطيني السابق محمد دحلان، وأحمد علي عبدالله صالح الابن الأكبر للزعيم اليمني الذي أطيح به في الانتفاضات العربية الشعبية عام 2011 واغتيل بعد عدة سنوات”.
وكشفت الوكالة أنه “منذ ما يقرب من عقدين من الزمن ، تم تحويل عائدات الفساد بمليارات الدولارات من أفغانستان، البلد الذي دمرته أربعة عقود من الصراع، إلى دبي، إذا لعبت هذه التدفقات الخارجة دورًا في إعاقة التنمية الاقتصادية والسياسية في أفغانستان، وتسهيل عودة ظهور طالبان، وتفاقم عدم الاستقرار الإقليمي”، وفقًا لتقرير نشرته مؤسسة “كارنيجي للسلام الدولي” العام الماضي.
ووثق مكتب الصحافة الاستقصائية في عام 2019 ملكية العقارات الفاخرة في دبي من قبل مجموعة من الأفغان البارزين أو أقاربهم.
ومن بين الذين حددهم المكتب أسرتا الرئيسين الأفغانيين السابقين “حامد كرزاي” و”برهان الدين رباني”؛ والمرشح الرئاسي، “أحمد والي مسعود” الذي ورد أن شقيقه سافر إلى الإمارات بأكثر من 50 مليون دولار نقدًا، والمسؤول الاستخباراتي الكبير “أديب أحمد فهيم” الذي تورط والده في تحويل مبالغ مالية كبيرة من أفغانستان، وعدد من أعضاء البرلمان.
ولفتت الوكالة إلى أن “الفساد الهائل في أفغانستان هو ما أعاد حركة طالبان جزئيًا إلى السلطة”.
وبحسب الوكالة، فإن أزمة أفغانستان “تسلط الضوء على الحاجة إلى تطبيق أكثر صرامة لقوانين مكافحة غسيل الأموال، فقد تشعر الإمارات بالحاجة إلى مراجعة سياساتها حيث تفكر الدول الغربية في تشديد نهجها تجاه المساعدة والتعاون مع الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، في أعقاب عودة طالبان”.
أحمد شفيق كذلك
ومن أبرز الشخصيات المصرية التي وجدت ملاذاً آمناً لها في الإمارات العربية المتحدة الفريق أحمد شفيق، الذي شغل منصب وزير الطيران المدني في حكومة مبارك، وتولى رئاسة وزراء مصر إبان اندلاع ثورة يناير/كانون الثاني عام 2011، وهو مرشح رئاسي سابق أيضاً لرئاسة الجمهورية المصرية في أول انتخابات لمصر بعد الثورة عام 2012.
المصدر: رويترز