كنزٌ نادرٌ بتريليون دولار بقبضة “طالبان”.. ماذا فيه؟
ترجمة أساس ميديا
منذ أيام أفادت مجلة “فورين بوليسي” أنّ الصين تقوم ببناء طريق رئيسي يمتدّ عبر ممرّ واخان، الذي يربط مقاطعة شينجيانغ الصينية بأفغانستان، ويصل إلى باكستان وآسيا الوسطى، مكمّلاً شبكة الطرقات التي تشيّدها الصين وتصل بعضها بالبعض الآخر في المنطقة، والتي ستفتح المجال أمام الصين لتعزيز التجارة واستخراج الموارد الطبيعية في أفغانستان. فبحسب تقرير، تمتلك أفغانستان معادن نادرة في جبالها تُقدَّر بتريليون دولار.
في هذا السياق، نشرت شبكة “سي إن إن” مقالاً تطرّقت فيه إلى الثروة المعدنيّة والموادّ النادرة الموجودة في أفغانستان، التي لم يستفِد منها العالم بعد على الرغم من حاجته الماسّة إليها، وتبلغ قيمتها تريليون دولار.
وبينما تفيد تقديرات دائرة الأبحاث في الكونغرس الأميركي في عام 2020 أنّ 90% من الأفغان فقراء يعيشون بأقلّ من دولارين يومياً فقط، لفتت الشبكة إلى أنّ الثروة المعدنيّة النادرة قد تحمل آثاراً اقتصادية كبيرة وواعدة، بعدما كانت أفغانستان تعدّ إحدى أفقر الدول في العالم، وآفاقها الاقتصاديّة قاتمة، حتى قبل الانسحاب الأميركي وسيطرة “حركة طالبان” على البلاد.
وذكرت الشبكة أنّ مسؤولين عسكريين أميركيين وعلماء جيولوجيا كشفوا عام 2010 أنّ أفغانستان تمتلك معادن بهذه القيمة، وهي تشمل الحديد والنحاس والذهب، بالإضافة إلى المعادن النادرة مثل الليثيوم الذي يُعتبَر مادّة أساسية ونادرة في تصنيع البطاريات، التي يُمكن إعادة شحنها، وغيرها من التقنيّات.
ومع سعي الكثير من الدول إلى الاعتماد على السيارات الكهربائية والاستفادة من التقنيّات لخفض انبعاثات الكربون، يزيد الطلب على المعادن مثل الليثيوم، والكوبالت الذي له استخدامات أساسية في معظم التكنولوجيات المتقدّمة، والعناصر الأرضية النادرة مثل النيوديميوم، وهو من أبرز المغناطيسات الدائمة الموجودة على الأرض.
من جانبه، علّق الباحث والخبير الأمني رود شونوفر، الذي أسّس مجموعة متخصّصة بمستقبل البيئة، قائلاً: “تُعتبَر أفغانستان من أغنى المناطق التي تحتوي معادن ثمينة تقليدية”، وأضاف أنّ “هذا البلد يمتلك أيضاً المعادن الضرورية للاقتصادات الناشئة في القرن الحادي والعشرين”.
الجدير ذكره أنّ المعادن الثمينة لم تُستخرَج من قبل، بسبب عقبات تمثَّل أبرزها بالتحدّيات الأمنيّة في أفغانستان، وعدم وجود البنية التحتية اللازمة، إلى جانب الجفاف. وعلى الرغم من أنّ هذه الثروة تثير حفيظة بعض الدول، وفي مقدّمها الصين وباكستان والهند، إلا أنّه من غير المتوقّع المساس بها في ظلّ سيطرة “طالبان”.
في هذا السياق، نبّهت وكالة الطاقة الدولية في أيار الماضي إلى حاجة العالم المتزايدة والملحّة إلى بعض المعادن، مثل الليثيوم والنحاس والنيكل والكوبالت، وذلك خلال العمل على إيجاد حلول لأزمة المناخ العالمية الراهنة.
وكشفت “سي إن إن” أنّ ثلاث دول هي الصين وجمهورية الكونغو الديموقراطية وأستراليا، لديها 75% من الإنتاج العالمي للّيثيوم والكوبالت. ونقلت عن الحكومة الأميركية أنّ احتياط الليثيوم في أفغانستان يمكن أن ينافس الكميّة الموجودة في بوليفيا.