السفن الايرانية مرتبطة بخروج وهزيمة امريكا بالمنطقة ؟!

السؤال الاستراتيجي اليوم لا يتعلق بحل ازمة المحروقات عبر السفن الايرانية او الآليات التقنية لوصولها وتفريغها وتوزيعها وحجم الفئات المستهدفة من هذه المواد في لبنان اكان على الصعيد الحياتي العام ام على الصعيد الفردي للمواطن في عمله ونقله .
بل السؤال هو بعمق جوهر فتح خط نفطي مباشر مع ايران واذا ما تم بشكل طبيعي وأصبح اكثر من امر واقع وجزء من دورة الحياة المعيشية والاقتصادية للمواطن اللبناني،
لأن المحروقات الخطوة الاولى وسيتبعها جلب الدواء والمواد الغذائية والطحين وحتى المواد الأولية للكثير من الصناعات التي يحتاجها السوق اللبناني ..
القضية هنا ليست توجه جهة او حزب شرقاً وفرض ذلك على الدولة اللبنانية ؟ بل هي خطوة فعلية بخيار استراتيجي لا سابق له في لبنان ، وربما يعادل او حتى يفوق قرار الصراع مع اسرائيل وهزيمتها عسكرياً ..
فالأمر على أهميته ليس مجرد سفن تنقل محروقات وتساهم بتخفيف العبىء على اللبنانيين ، فأزمة المحروقات هي جزء من أزمات ونتيجة وليست سبب، والسبب بانهيار لبنان سياسات اقتصادية فاسدة وفاشلة رعتها امريكا بشكل او بأخر عبر سطوتها وإدارتها لمصرف لبنان والمصارف والقرار المالي للدولة اللبنانية والجزء الاخر من الانهيار هو الحصار الامريكي الغير معلن على لبنان والذي يمنع مساعدة لبنان غرباً وشرقاً ..
لذلك فان قرار المجيء بسفن المحروقات من ايران ليس سبباً وحيداً لحل الازمة وتخفيف المعاناة ، بل هو ضمنياً قرار استراتيجي من ح ز b الله بمواجهة الحصارالامريكي على لبنان وعلى ادوات هذا الحصار بالداخل من كارتيلات تحتكر كل ما له صلة بحياة اللبنانيين وهم مجموعة متصلة ومتداخلة بالسلطة والدولة والمعارضة وجمعيات المجتمع المدني و ٨٠ ٪؜ من الاعلام اللبناني…
وان الحزب وصل الى مرحلة باتت لديه قناعة نابعة. من معطيات ملموسة بان الحصار الامريكي لم يعد حصار فقط يحتاج بمواجهته الى صبر وصمود ، بل بات عدوان مباشر يستوجب الدفاع المباشر. وافشال العدوان تمهيدا ً لهزيمته ..
مما يعني ان دخول السفن الايرانية الى المياه الإقليمية اللبنانية وإفراغ حمولتها في لبنان هو ان امريكا. تلقت هزيمة في لبنان بعد هزيمة أفغانستان وحكماً العراق بعد اشهر ، وان ادوات واشنطن في لبنان على موعد مع تركهم والغدر. بهم كما حصل مع الحكومة الأفغانية وكما ايضا فعلت ذلك في لبنان اكثر من مرة منذ عام ١٩٧٥ وحتى هذا الزمان..
وعلى ما تقدم ستكون الأيام المقبلة حاسمة بطبيعة المواجهة المباشرة بين الحزب وأمريكا وأدواتها في لبنان وبطبيعة الحال لن تكون مواجهة طفيفة بل قاسية وحاسمة ايضا بمسار الازمة التي تعصف بلبنان منذ خريف ٢٠١٩
ادوات امريكا في لبنان لديهم قرار حاسم بالمواجهة ليس من منطلق مشروعهم السياسي بل دفاعا ً عن مصالحهم التجارية والمالية المرتبطة بالاحتكار الذي ترعاه وتحميه وتديره امريكا،
لكن السؤال هنا هل قررت امريكا التخلي عن هؤلاء؟ ام انها ستبني قرارها على نتيجة مواجهتهم للحزب والتي تبدو معروفة سلفاً وان كان لها للاسف ثمن ليس بصغير ..
عباس المعلم / كاتب سياسي

Exit mobile version