المصدر: سكوبات عالمية
منذُ الإجتماع السادس الذي جمع الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي تسودُ أجواء إيجابيّة في الشأن الحكومي، ينشرها المقرَّبون ويكرّرها المُستبعدون، لكنّ اليوم ومع الجلسة 11 بين الرجلين لم تُترجم هذه الإيجابيّة على أرض الواقع، من يَقف خلف التريّث “الطويل والمُنهك”؟ رغم دقة المرحلة التي تمرُّ بها البلاد.
ويُرجِّح مصدر مُطّلع على التأليف أن تكون دقّة المرحلة هذه هي وراء التمهل في التشكيل، فالرئيس المُكّلف لن يخطو في فراغ قبل التيّقن من أنّ “دعسته” ستكون مُستندة إلى أرض صلبة، فهو أشاع الأجواء الإيجابيّة من خلال إسقاط الطوائف والمذاهب على الحقائب، إلّا أنّ المُستجدات على الأرض فَرملت إلى حدٍّ ما الإندفاعة “التشكيليّة”.
وإن إستطاع ميقاتي تجاوز إستحقاق الرابع من آب بأقلّ ضَرر مُمكن وكان يُمكن أن يؤسِّس لأرضيّة في موضوع التشكيل إلّا أنّ “قطوع” الجلسة النيابيّة التي استفزت الرئيس نبيه بري والصفعة المفاجِئة لحاكم مصرف لبنان برفع الدعم فرضا على الرئيس تكتيكاً جديداً في مسار التشكيل، وولدتا لديه الطموح والتشدّد معاً في مرحلة إسقاط الأسماء على الحقائب خلال المفاوضات عليها، ممّا يعني تضارب وتنازع على المصالح بين الأطراف المعنيّة بالتشكيل، كلّ ذلك يجري تحت ضغط دولي صريح وواضح بضرورة الإسراع في التشكيل وضغط داخلي أرسته الأزمات المتتالية وآخرها مجزرة عكار.
إلّا أنّ مصادر وسيطة على خطّ حركة التأليف تكشفُ أبعد من ذلك وتصوّر الأجواء بـ”المُتشائلة”، فتتحدَّث عن إتصالات حثيثة لتذليل عقبة تيار المردة الذي كان يُطالب بـ3 مقاعد وزاريّة بينها حقيبة وازنة على إعتبار أنّه هو من غطَّى ميثاقية تسميّة ميقاتي مسيحياً مع إنكفاء الأفرقاء المسيحيين الآخرين عن تسميته.
ولكنَّ فريق الرئيس عون رفض إعطائهم 3 مقاعد وزاريّة او إسناد حقيبة الإتصالات لهم، والتي سبق لميقاتي إن وافق على إسنادها لهم، ويصرُّ عون على إعطاء الحقيبة الوازنة لكتلة طلال ارسلان مما ولّد خلافًا تعمل الإتصالات على تَفاديه.
كما برزت إشكاليّة أخرى تمثَّلت بتبادل التشكيلات بين الرئيسين فقد سلم الرئيس عون الرئيس ميقاتي تشكيلة لا تلحظ أي حقيبة خدماتيّة للمكوّن السني، وهو ما أزعج الرئيس ميقاتي بعد ان حصر عون الحقائب الخدماتية بيد تياره، ودخل الحزب التقدمي على خط العرقلة برفضه حقيبة التربية التي سَبق له ان تسلمها وطالب بحقيبة وزانة اخرى.
ماذا يفعل الرئيس “الفطن” هنا في مواجهة عاصفة التحديات هذه وكيف يُمكن ان يتفادى الأضرار؟ ترى المصادر المُطّلعة أنه لن يتفادى العاصفة ومن المؤكّد أن تشدّده لا يعني بالضرورة ان يُشكّل عائقاً أمام مهمته ، إلّا إذا كانت تقف خلف التشدّد هذا أجندات لا يعلمها أحد، ولكن ما تَجزمه المصادر أنّ “الميقاتي ليس سعد الحريري حتى اللحظة وإنّ الاعتذار ليس على جدول تفكيره في هذه المرحلة وإن كان أعلن ان المُهل غير مفتوحة في أكثر من مناسبة”.
وتُرجِّح المصادر ، التي ترى “إيجابية حَذرة” في “سماء التأليف، أن يُشكّل الكلام الحاسم لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بضرورة الانتهاء من التشكيل خلال ثلاثة أيّام إضافة إلى الضغط الدولي الذي عبَّرت عنه السفيرة الاميركية بعد لقائها الرئيسن مُضافاً إليها الموعد الذي ضربه الميقاتي لإنتهاء المهل في 20 آب، ضغطاً إيجابيّاً على الرئيس ميقاتي، دون أن يعني ذلك ان الرئيس “الفطن” لا يُخبّئ أوراقه الرابحة إلى نهاية لعبة التشكيل ليرمي بها في وجه المعرقلين، فنكون يوم الخميس ذاهبون الى أزمة وليس اعتذاراً بعد حديث عن تمديد المهل إلى نهاية آب، لكن إذا صدقت تنبؤات المُنجمين السياسين”الايجابية”، يكون مسار التشكيل قد إقترب من النهاية”.