ترجمة فاطمة معطي-لبنان24
انطلاقاً من الاحتجاجات التي شهدتها محافظة خوزستان الإيرانية على خلفية شح المياه في منتصف تموز الفائت، حذّر موقع “The Hill” الأميركي من أنّ أزمة المياه في إيران قد تشكّل زلزالاً سياسياً، كاتباً: “الإيرانيون عطشى”.
في تقريره، يحمّل الموقع الأميركي السلطات الإيرانية المسؤولية، قائلاً: “في الأسابيع الماضية، خرج الآلاف إلى الشارع في عدد من المدن والبلدان في كل أنحاء الجمهورية الإسلامية احتجاجاً على أزمة البلاد الهيدرولوجية المتفاقمة – وسوء تعاطي النظام الإيراني المتواصل معها”.
ويكتب التقرير: “في خوزستان وحدها، يُقال إنّ أكثر من 700 قرية تواجه صعوبة في الوصول إلى المياه، وإنّ العديد من السكان يُجبر على الاعتماد على شحنات المياه الحكومية المؤمنة بالشاحنات”، محذراً من أنّ “المشكلة أكبر”. ونقلاً عن “إحصاءات حكومية إيرانية”، يقول التقرير إنّ 110 مدينة على الأقل اضطرت إلى أن تخضع لتقنين للمياه بشكل أو بآخر أو واجهت عراقيل لجهة الوصول إلى المياه خلال هذا الصيف وحده.
ويعلّق الموقع: “تعكس هذه الظروف ضائقة أشد وأطول أمداً بكثير”، موضحاً أنّ عقوداً من أنظمة الزراعة والري المتقادمة، إلى جانب سوء الإدارة وعملية تخصيص موارد أسوأ، تسببت بأزمة مياه باتت وطنية النطاق”.
وينقل الموقع عن الأستاذ المحاضر في جامعة ييل، كاوه مدني، شرحه الواقع بالقول إنّ إيران “مفلسة مائياً بشكل أساسي”، نظراً إلى أنّ المطلوب يتخطى المعروض. ولمزيد من التوضيح، يقول مدني: “تستخدم إيران مواردها المائية بطريقة غير مستدامة”.
ويلفت الموقع إلى أنّ الخبراء يحذرون منذ سنوات من هذه المشكلة، مذكراً بتحذير أطلقه رئيس المركز الوطني الإيراني للزراعة الاستراتيجية وإدارة المياه، محمد حسين محمد حسين شريعتمدار، في العام 2018. وآنذاك، قال المسؤول الإيراني إنّ 5 سنوات تفصل إيران عن كارثة مائية شاملة نتيجة 5 عقود من سوء الإدارة.
وإذ يذكّر الموقع باستقالة 18 نائباً إيرانياً في ذلك العام احتجاجاً، يلفت إلى أنّ معهد “الموارد العالمية”، الكائن في واشنطن، قد صنّف إيران واحدة من الدول الشحيحة المياه. وبحسب دراسة المعهد، فإنّ إيران تستهلك نحو 80% من مواردها المائية المتاحة سنوياً. ويشير هذا الواقع، وفقاً لتحذير الدراسة، إلى أنّ “صدمات الجفاف المحدودة- المتوقع أن تزداد بسبب التغير المناخي- قد تؤدي إلى عواقب وخيمة”.
ويعتبر الموقع أنّ هذه التداعيات تتجلى في شوارع طهران ومدن أخرى، حيث يعرب الإيرانيون عن غضبهم، متحدثاً عن سبب وجيه يدفع للاعتقاد أنّ الاحتجاجات الراهنة قد تمثّل أكثر من مصدر إزعاج عابر بالنسبة إلى القيادة الإيرانية، بحسب ما يكتب. ويضيف: “على مدى سنوات، عرقلت الانقسامات السياسية والإيديولوجية المجموعات الإيرانية المعارضة المتنوعة من التوحد والتحوّل إلى حركة دائمة”، مستدركاً: “بدأ ذلك يتغيّر مؤخراً؛ وفي وقت سابق من العام الجاري، وتحت شعار “لا للجمهورية الإسلامية”، ولدت حملة مدينة جديدة وحدت مئات الناشطين والشخصيات السياسية والثقافية المعارضة للنظام الإيراني.
ويخلص الموقع: “الآن، يمكن للمياه أن تساعد على إبقاء هذه القوى المعارضة المختلفة مصطفة إلى جانب بعضها البعض”، مشيراً إلى أنّ أزمة الموارد التي تطل برأسها تمثّل مشكلة للمجتمع الإيراني بمختلف شرائحه.