الأخبار
يأتي ذلك فيما يواصل فيه الديبلوماسيون والأمنيون الأجانب وعدد من المواطنين الأفغان مغادرة البلد، إلى جانب الرئيس (السابق) أشرف غني، الذي تحدثت تقارير محلية أنه غادر إلى طاجيكستان.
وقال المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد، في بيان نشره على «تويتر»، الأحد، إن «الحركة تجري محادثات مع الحكومة المدعومة من الغرب من أجل تسليم كابول سلمياً». وأضاف أن «مقاتلي طالبان في وضع الاستعداد على جميع مداخل كابول لحين الاتفاق على انتقال السلطة سلميا وبشكل مرض».
وبالتوازي، أكد سهيل شاهين، وهو متحدث آخر باسم الحركة، أن الأخيرة «ستحمي حقوق المرأة وحريات الوسائل الإعلام والعمال والديبلوماسيين».وقال في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC): «نطمئن الناس خاصة في مدينة كابول على أن أملاكهم وأرواحهم في أمان»، مضيفا أن من «المتوقع نقل السلطة في غضون أيام».
ولم يصدر الرئيس أشرف غني تعليقاً على الوضع حتى الآن. وذكر مسؤول بالقصر الرئاسي أن الرئيس يجري محادثات عاجلة، مع مبعوث السلام الأميركي زلماي خليل زاد، ومسؤولين كبار في حلف شمال الأطلسي.
وقال عبد الستار ميرزاكوال، القائم بأعمال وزير الداخلية في تغريدة بثتها قناة «طلوع» الإخبارية المحلية، إن السلطة ستُسلم إلى إدارة انتقالية، مؤكداً على أن «لن يكون هناك هجوم على المدينة، وجرى الاتفاق على أن يكون التسليم سلميا».
وفي مشهد مضطرب، عجّت شوارع كابول بالسيارات في محاولة المواطنين الأفغان إما العودة إلى منازلهم سريعاً أو الوصول إلى المطار. وتدفق الأفغان على كابول خلال الأيام الماضية، فارّين من أقاليمهم، خوفاً من عودة الحكم الإسلامي المتشدد.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، شوهد لاجئون من أقاليم تسيطر عليها «طالبان»، ينزلون متعلقاتهم من سيارات أجرة وأسر واقفة أمام بوابات السفارات، في حين اكتظ وسط المدينة بأناس يرغبون في شراء الإمدادات لتخزينها.
عبر المروحيات
قبل أسبوع واحد فقط، ذكر تقرير للاستخبارات الأميركية أن العاصمة الأفغانية بوسعها الصمود ثلاثة أشهر على الأقل، لكن الواقع جاء عكس ذلك، ما أصاب العالم بالصدمة، خاصة وأن الولايات المتحدة وغيرها من الدول أنفقت مليارات الدولارات على بناء قوات حكومية أفغانية محلية.
سيطرت «طالبان» على مدينة جلال اباد الشرقية، الأحد، مما منحها السيطرة على أحد الطرق السريعة الرئيسية في أفغانستان. وسيطر مقاتلو الحركة أيضا على معبر تورخم الحدودي القريب مع باكستان ليصبح بذلك مطار كابول هو السبيل الوحيد للخروج من أفغانستان ولا يزال في قبضة الحكومة.
وقال مسؤول أفغاني في جلال اباد لوكالة «رويترز»: «لا توجد اشتباكات حاليا في جلال اباد لأن الحاكم استسلم لطالبان… فتح المجال أمام مرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المدنيين».
فيما نقلت وسائل إعلامية عن مسؤولين أميركيين، الأحد، قولهم إنه يجري إرسال المزيد من القوات الأميركية للمساعدة في الإجلاء، بالتزامن مع نقل الديبلوماسيين، بطائرات هليكوبتر من السفارة في منطقة «وزير أكبر خان» المحصنة إلى المطار.
وقالت «طالبان» إن مكاسبها السريعة تثبت أنها تحظى بقبول لدى الشعب الأفغاني، وأظهر مقطع مصور وزعته الحركة، أناسا يهللون ويكبّرون مع دخول شاحنات المدينة، وعلى متنها مقاتلون يرفعون الأسلحة الآلية ورايات الحركة الإسلامية.
ومع سحب القوات التي تقودها الولايات المتحدة معظم قواتها المتبقية الشهر الماضي، تسارعت حملة «طالبان» في ظل انهيار دفاعات الجيش الأفغاني.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، إنه وافق على نشر خمسة آلاف جندي للمساعدة في إجلاء المواطنين، وضمان تقليص عدد العسكريين الأميركيين بطريقة «منظمة وآمنة»، كما ذكر مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية أن العدد يشمل ألف جندي من الفرقة 82 المحمولة جواً.
وقال بايدن إن إدارته أبلغت مسؤولي «طالبان»، خلال محادثات في قطر بأن أي تحرك يضع الأميركيين في خطر «سيواجه برد عسكري أمريكي سريع وقوي».