تحقيقات - ملفات

لقاء CIA – الموساد (1/2): رئيسي مُضطرب ذهنيّاً

 

ابراهيم ريحان -أساس ميديا

على وقع حرب البحار بين إيران وإسرائيل، وصواريخ جنوب لبنان المعلومة منها والمجهولة، والأهمّ تنصيب إبراهيم رئيسي رئيساً في إيران، وَصَل مدير وكالة الاستخبارات المركزيّة الأميركيّة (CIA) الدّبلوماسي المُخضرَم ويليام بيرنز إلى مطار بن غوريون في تلّ أبيب يوم الثّلاثاء الماضي.

في زيارته التقى بيرنز برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، ونظيره الإسرائيليّ ديفيد برنياع، ووزير الدّفاع بيني غانتس، قبل أن ينتقل إلى رامَ الله ويلتقي رئيس السّلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس ونظيره الفلسطيني ماجد فرج.

حصَل “أساس”، من مصادر أميركيّة موثوقة ورسميّة، على معلومات حول لقاءات “وزير الخارجيّة الأميركي الثّاني”، مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين، ننشرها على جزأيْن، بحسب ما ورَدت من المصدر.

لقاء الـCIA مع الموساد: رئيسي مُضطرب عقليّاً

مع وصوله مساءَ الثّلاثاء إلى تل أبيب، كان لقاء بيرنز الأوّل مع رئيس الموساد الإسرائيلي ديدي برنياع. اجتماع رئيسِيْ الاستخبارات تركّز حولَ الوضع في إيران وملفّها النّوويّ والوضع في لبنان وسوريا، بالإضافة إلى تعزيز التّعاون الاستخباريّ بين البلدين في ظلّ حرب البحار القائمة بين طهران وتلّ أبيب.

خلال الاجتماع، قدّم ديدي لـ”بيل بيرنز” دراسة أعدّها الموساد عن الرّئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي. ووصفَت الدّراسة رئيسي بأنّه يُعاني من “اضطرابٍ عقليّ” لا يُؤهّله لاستكمال المفاوضات النّوويّة. وقال برنياع لبيرنز إنّ الرّئيس الإيراني الجديد “قاسٍ” وغير جدير بالثّقة، بالإضافة إلى أنّه “فاسد” و”لا يلتزم بوعوده”.

من رئيسي، انتقَل الكلام عن استهداف النّاقلة الإسرائيليّة “ميرسر ستريت” في بحر عُمان أواخر تمّوز الفائت. وهنا أصرّ برنياع على ضرورة الرّدّ الجماعي على إيران كي لا تصير النّاقلات الإسرائيليّة هدفاً دائماً للمُسيّرات والأذرع الإيرانيّة.

كان ردّ بيرنز أنّ بلاده لا تُريد تصعيدَ الأوضاع مع إيران في الوقت الحاليّ، إذ إنّ التحقيقات الأميركيّة وصلت إلى نتيجة أنّ المُسيّرة انطلَقت من اليمن وليسَ من إيران، وأنّ بلاده “تعاملت بأسلوب مُناسب” مع المجموعة المسؤولة عن إطلاق المُسيّرة.

صواريخ حزب الله في مزارع شبعا كانت هي الأخرى حاضرة في لقاء الثّلاثاء المسائيّ. وكان التّلاقي بين الطّرفين على أنّ المسألة مُرتبطة بحسابات إيرانيّة تتعلّق بالضّغط على الأطراف المُفاوِضة في فيينا. وأكّد مدير وكالة الاستخبارات الأميركيّة لنظيره الإسرائيلي أنّ بلاده تشدّد على أنّها لا تريد تصعيداً في المنطقة التي تسعى إلى الانسحاب منها بـ”هدوء”.

الهدوء نفسه تمنّاه بيرنز في مسألة التّعامل مع الملف النّوويّ الإيراني. وهذا ليسَ تفصيلاً. إذ إنّ بيرنز كان من الشّخصيّات التي فاوضت إيران سرّاً قبل الاتفاق سنة 2015.

 

اللقاء مع بينيت: لا تكن مثل “بي بي”

في اليوم التّالي، كان لقاء بيرنز مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت. في هذا اللقاء كان “ديدي” حاضراً أيضاً ومُستشار الأمن القومي الجديد إيال هولاتا. وكذلك حضرت إيران وملفّها النّوويّ والاستعدادات لزيارة بينيت المُتوقّعة إلى عاصمة القرار واشنطن نهاية الشّهر الجاري.

في اللقاء، أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي لمدير الاستخبارات الأميركيّة أنّه سيتعامل بمنتهى الجدّيّة مع الولايات المُتحدة، ولن يكون كسلفه بنيامين نتانياهو، وهذا كان موضع ترحيبٍ من جانب بيرنز. وطلب بينيت من “بيل” تنسيق خطّة عملٍ مُشتركة بين إسرائيل والولايات المُتّحدة في حال تحقّق سيناريو “عدم عودة إيران إلى الاتفاق النّوويّ إطلاقاً”. إذ إنّ التّقديرات الإسرائيليّة تُشير إلى انخفاض هذا الاحتمال.

بدوره، كرّر بيرنز أمام بينيت ما كان قد قاله أمام “ديدي برنياع” عن مسألة الملفّ النّوويّ وضرورة عدم التّحرّك بشكلٍ أُحاديّ ضدّ البرنامج النّوويّ الإيرانيّ لتجنّب الانزلاق إلى أيّ مواجهة في المنطقة لا تريدها الولايات المُتّحدة.

وكان بينيت يطلب من بيرنز أن تتّخذ بلاده خطوات دبلوماسيّة تتضمّن عقوبات دوليّة تؤدّي إلى عزل النّظام الإيراني دوليّاً، والتّهديد باستخدام القوّة العسكريّة لمنع طهران من تطوير قنابل نوويّة لصواريخها الباليستيّة، كاشفاً أنّه سيُناقش هذه الاقتراحات مع الرّئيس جو بايدن في حال تمّت الزّيارة المُرتقبة أواخر الشّهر الحاليّ.

وقال بيرنز لـ”بينيت”، الطّامح إلى أن يحلّ ضيفاً على جو بايدن، إنّه ينبغي عليه ألّا يُكرّر الأخطاء التي ارتكبها بنيامين نتانياهو مع إدارة باراك أوباما التي تعامل معها منذ سنة 2009 باعتبارها إدارةً لولاية واحدة فقط، ثمّ فوجئ “بي بي” بفوز أوباما بولاية ثانية بفعل إنجازه الدّاخليّ يومها المتمثّل في إقرار قانون الرّعاية الصّحيّة الشّاملة “Obamacare”.

وقال مدير الاستخبارات الأميركيّة لرئيس الوزراء الإسرائيليّ إنّ بايدن اليوم مُتسلّحٌ بإنجازين داخليين هما من الأضخم في تاريخ الولايات المُتّحدة الأميركيّة:

– الأول هو إقرار مجلس الشّيوخ بأعضائه الجمهوريين والدّيموقراطيين لخطّة بايدن “الضّخمة والتّاريخيّة” للبنى التحتيّة الأميركيّة بقيمة 1.2 تريليون دولار.

– والثّاني هو إقرار خطّته للتحفيز الاقتصادي بعد أزمة فيروس كورونا في شهر آذار الماضي بقيمة 1.9 تريليون دولار. وكان إقرار هذه الخطّة من قبل الأعضاء الدّيموقراطيين وحدهم، من دون الحاجة إلى صوتٍ جمهوريّ واحد.

انطلاقاً من هذين “الإنجازين الدّاخليّين” اللذين كانا من صلب حملته الانتخابيّة، يطمح الرّئيس الأميركيّ إلى تسجيل إنجازات على صعيد السّياسة الخارجيّة، والملفّ النّوويّ الإيرانيّ هو أحدها.

لكنّ الإسرائيليين الذين يتمنّون العكس، قالوا كلمتهم: “رئيسي مضطرب عقلياً وفاسد ولا يلتزم بوعوده”.

 

في الجزءِ الثّاني: هل يكون ماجد فرج الرّئيس الفلسطيني المُقبل؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى