أكد خبير عسكري إسرائيلي بارز، أن مدينة جنين أصحبت “ساحة حرب” في الضفة الغربية المحتلة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد فقدان السلطة الفلسطينية السيطرة عليها.
وأوضح الخبير في الشؤون العسكرية؛ الإسرائيلي ألون بن دافيد؛ في مقال له بصحيفة “معاريف” العبرية، أن “ساحة الحرب الوحيدة في الضفة الغربية توجد حتى اليوم في جنين”، منوها إلى أن جنين هي الساحة الوحيدة التي بقيت متفجرة، ولم تتمكن السلطة من السيطرة عليها عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاعه غزة، الذي بدأ في 10 أيار/ مايو 2021 واستمر 11 يوما.
ولفت إلى أن “السلطة الفلسطينية فقدت السيطرة هنا، ومسلحو “فتح” هم الذين يسيطرون في المدينة، وكل دخول لقوات الجيش الإسرائيلي للاعتقال في جنين، تصبح معركة تمطر فيها القوات بالنار من عشرات الأسلحة، وتلقى عليها العبوات الناسفة (محلية الصنع)”.
ورأى الخبير، أنه “يقترب اليوم – كما قال رئيس الأركان لقادة جيش الاحتلال – الذي نكون فيه مطالبين بأن نجري هناك حملة أخرى مثل “السور الواقي” التي نفذها الاحتلال عام 2002.
وأفاد بأن “الضفة الغربية بقيت هادئة رغم كل حالات الموت (جرائم القتل التي يرتكها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين)، بفضل سيطرة السلطة”، مؤكدا أن جيش الاحتلال قتل 43 فلسطينيا بالرصاص منذ أيار/ مايو الماضي.
وفي سياق متصل، ذكر أنه “تحت السطح تعتمل تحالفات لليوم التالي لمحمود عباس (رئيس السلطة)، والشخصية البارزة من بين مدعي التاج هو جبريل الرجوب، رئيس الأمن الوقائي سابقا، الذي راكم سمعة سيئة كإنسان متوحش وعديم الكوابح، في قبالته، قدماء “فتح” مثل؛ محمود العالول وحسين الشيخ، وهؤلاء عديمي النفوذ”.
ونبه إلى أن “الخوف من إسرائيل، أن كل من ينجح في الإمساك بقيود السلطة، كائنا من كان، سيتعين عليه الاستعانة بحماس كي يثبت حكمه، وعليه، يلوح اسم آخر كمرشح “متفق عليه” هو ناصر القدوة؛ هو مقبول بما يكفي وغير مهدد بما يكفي كي يوحد حوله رجال “فتح”، كما يجري الحديث في السلطة عن مبنى حكم جديد يشبه المبنى الإسرائيلي؛ رئيس رمزي ورئيس وزراء؛ كزعيم فعلي”.
وأضاف: “إلى أن يتفضل عباس بالنزول عن المسرح ومع حكومة العجز في إسرائيل، واضح للفلسطينيين أنه لن يكون ممكنا تحقيق أي تقدم في الموضوع السياسي، ولكن للحوار يدخل عنصر جديد وهو إدارة جو بايدن، التي تبدو الوحيدة في العالم التي تريد حقا الانشغال في الموضع الفلسطيني”، منوها إلى أن مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية “سي آي إيه”، وليام بيرنز، عبر عن رغبة بلاده خلال زيارته هذا الأسبوع لتل أبيب، في التقدم في الموضوع الفلسطيني.
وبين بن دافيد، أن بيرنز الذي التقى أيضا بعباس في رام الله، ونقل له الأخير رغبته تجديد “اتفاقات باريس”؛ وهي الملحق الاقتصادي لاتفاقات أوسلو، كما طلب منه حظر دخول الجيش الإسرائيلي للمناطق “أ”، لكن مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، أوضح لعباس أنه “لا أمل في تنفيذ أي شيء من هذه الأمور، ومن الأفضل التركيز في المواضيع الاقتصادية”.
وقال: “هنا بدأت إسرائيل خطوة أولى لزيادة عدد الفلسطينيين المسموح لهم العمل في البلاد، كما يوجد استعداد للدفع إلى الأمام بمشاريع اقتصادية أخرى، تعزز السلطة، وإدارة بايدن ستكون مستعدة للتبرع بالتمويل، فيما أن العائق الأساس هو استمرار تحويل أموال السلطة للأسرى، وهنا يتعين على عباس أن يبدع، إذا رغب في الدعم الأمريكي”.
جدير بالذكر أن عملية “السور الواقي” قامت بها قوات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة لمحاولة القضاء على الانتفاضة الفلسطينية الثانية، عقب وقوع “عملية استشهادية” في مدينة” نتانيا”، نفذها الشهيد عبد الباسط عودة (ينتمي للجناح العسكري لحركة حماس) في فندق “بارك”، وأدت لمقتل 38 مستوطنا إسرائيليا وجرح نحو 190 آخرين في عيد “الفصح” اليهودي.
وانطلقت العملية في 29 آذار/ مارس 2002 وانتهت في تموز/ يوليو من العام نفسه، وحشدت لها “إسرائيل” نحو 30 ألف جندي، وقامت باقتحام العديد من المدن الفلسطينية، وأدت -بحسب إحصائيات فلسطينية- إلى استشهاد أكثر من 250 فلسطينيا، واعتقال نحو 5000 آخرين؛ من بينهم حوالي 1400 من كوادر المقاومة الفلسطينية، وقتل أكثر من 90 جنديا إسرائيليا، وأصيب نحو 350 آخرين.
المصدر: معاريف