خاص “لبنان 24”
لعل يوم امس كان من بين الاسوأ في حياة اللبنانيين لجهة المشكلات التي انفجرت دفعة واحدة وانعكست شللا في مختلف القطاعات. وجاء مشهد طوابير الذل امام الافران ليزيد المشهد سوادا، ما جعل غالبية اللبنانيين يصرخون دفعة واحدة “بالحرب ما عشنا اللي عم نعيشو”.
وفي عز الازمة اندلع سجال دستوري حول صلاحية رئيس الجمهورية في الاعلان عن دعوة مجلس الوزراء للانعقاد بـ”الاتفاق” مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، فجاء رد دياب على البيان برفض مطلق معلنا التزام “موقفه المبدئي بعدم خرق الدستور وعدم دعوة مجلس الوزراء إلى الاجتماع”.
في المقابل يستكمل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اتصالاته واجتماعاته بعيدا من الاضواء قبل الاجتماع مجددا مع رئيس الجمهورية ميشال عون، مجددا اصراره على الاسراع في تشكيل الحكومة للبدء بالمعالجات، فيما كان لافتا اليوم بوادر حملة صحافية تحاول ادخال الرئيس المكلف كهدف اضافي في السجالات السياسية على خلفية قرار رفع الدعم، علما ان الرئيس المكلف، منذ سنتين، كان يحذر من الوصول الى ما وصل اليه البلد ويشدد على وجوب البدء بالاصلاحات المطلوبة لوقف التدهور.
وفي حين تغرق البلاد في العتمة ويسير اللبنانيون على درب الهجرة بدا كأن هناك من لم يتعظ ويحاول القضاء على اي امل بالانقاذ، والتخريب على تشكيل حكومة عقد الرئيس المكلف على التعاون بايجابية مع رئيس الجمهورية لتشكيلها. ويعود الى الذاكرة هنا حوار رحباني لافت من “ناطورة المفاتيح” جاء فيه
الملك: بْتـَعْرِف يا جاد؟ صار العرش بـْإيـْد زادالخير وْبَدِتْ تـْهِزُّو. مِشْ لازِمْ إسْتـَسْلـِم. لازِمْ إخـْلـَق رَعِيـِّة.
فـَلـّتـُولي المَساجين خـَلـِّيـْهـُن يْصيرو رَعِيـِّة
جاد الحكيم: مـَلِكْ رَعِيـّتـُو المِجـِرْمين؟
الملك: مِشْ أحلى ماتـْكون رَعيـّتو خـْيالات الشـَّجـَر؟