لماذا حالة العجز والقلق لدى القادة الإسرائيليين!
موقع الخنادق
زيارة وزير الحرب الإسرائيلي الى المنطقة الحدودية مع لبنان، في جولة تفقدية لقوات الاحتلال استهدفت بالدرجة الأولى رفع معنويات الجنود المنهارة بعدة سلسلة الفشل وحالة الرعب والخوف التي فرضتها المقاومة الإسلامية، لا سيما بعد أن حددت قواعد اشتباك جديدة أساسها الرد المباشر على اعتداءاته في الجنوب، وثانياً: إيصال رسائل للمقاومة، كشكل من أشكال الحرب النفسية وإظهار قيادة الاحتلال العسكرية وكأنها تمسك بخيوط الصراع وتتحكم به، والحقيقة أنها عبارة عن ردود فعل تستخدمها الحكومة الإسرائيلية لفرض نفسها، وإثبات نفسها للمستوطنين بأنها قادرة على حمايتهم، بعد أن اهتزت ثقتهم بقيادتهم السابقة نتنياهو الذي خسر الإنتخابات أمام نفتالي بينيت، فيما الأخير يسعى الى إثبات وجوده وعدم خسارة شعبيته كسابقه.
غانتس: دور إسرائيل في تغذية الصراع الداخلي اللبناني
من أهم ما صرح به غانتس حول الأزمة الداخلية اللبنانية، وقوله أنه لن يسمح بأن تصل تبعاتها الى الكيان الإسرائيلي، وهذا يؤكد على الدور الاسرائيلي في تعميق الأزمة الإقتصادية في لبنان، وخلق بيئة من الفوضى، وتعزيز الخلافات الداخلية والصراعات بين الأفرقاء اللبنانيين، وهي تعمل على تغذية أي خلاف وتدعم أي جهة ضد المقاومة لضربها بها، فيما تبقى هي خارج المواجهة المباشرة مع المقاومة، الامر الذي ينبغي على القوى الوطنية اللبنانية أن تدركه وتحذر منه.
أما بقية تصريحاته لا تتعدى كونها رداً اعلامياً، خصوصاً فيما يتعلق بموقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، عندما قال إن المقاومة ثبّتت قواعد جديدة للإشتباك، حينها رد غانتس بأن “إسرائيل” هي من تضع قواعد اشتباك، وهو كلام شعبوي لا ينطبق على الواقع، بدليل تحرك المقاومة وردها على الاعتداء الإسرائيلي بشكل فوري ومباشر أمام عجز المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، وتحرك “إسرائيل” لكسب تعاطف العالم من خلال تقديم الشكاوى للمنظمات الدولية. وهو الذي لم يكن ولا يزال لا يعرف منطقاً سوى منطق الحديد والنار، ويضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية مستنداً على الفيتو الأمريكي، أما الآن فقد أصبح يستجدي القرارات الدولية، ويقدم الشكاوى ضد لبنان في مشهد غير مسبوق يشير الى عجزه وتخبطه امام المقاومة وقيادتها.
الرسالة الأخيرة والأهم لزيارة غانتس، هي تهديده للجمهورية الاسلامية باعتبارها الداعم للمقاومة، ويحذر من ان اسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تقدم إيران في برنامجها النووي، إلا ان مثل هذه المواقف والتصريحات اجترار لما سبقها وباتت ممجوجة ومكررة، ولا تغير في الواقع شيئا في ظل صمود وقدرة إيران على المواجهة مع “إسرائيل” وحلفائها الإقليميين والدوليين.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع