المختصر والمفيد في خطاب القائد حسن نصر الله في ذكرى الانتصار على العدو الصهيوني لكل حادث حديث

بسام ابو شريف

في البداية لابد من الاشارة الى انه كان مفاجئاً جداً ان لا يتحدث القائد نصر الله عما يخطط له معسكر الاعداء بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل وعدد من دول الناتو وأنظمة التطبيع العميلة لإسرائيل ضد ايران وتهديدهم المستمر والمتلاحق والمتصاعد بمعاقبة ايران تحت حجة مهاجمة ناقلة نفط اسرائيلية في بحر العرب.

اذ ان من الواضح ان القضية الكبرى التي تشغل الان محاور الصراع على الصعيد الدولي هي البحث عن طريقة ووسيلة وخطة لتوجيه الضربات لايران يسمونها معاقبة لها على سياساتها التي تحدث عدم استقرار في منطقة الشرق الاوسط، والتي هي في واقع الحال تحدياً ايرانياً كبيراً للقبضة الاستعمارية الاستغلالية الناهبة لهذا المعسكر المعادي لجماهير الامة العربية.

ان ذلك ملفتاً للنظر، فمن عادة القائد حسن نصر الله ان يربط المعارك في منطقة الشرق الاوسط ربطاً مركزياً ليحدد بوضوح اهداف العدو وخططه وكيفية الرد عليه.

لكن هذه المفاجئة تدفعنا للقول، بأن هذا الموضوع، اي مخطط بايدن – اسرائيل – انجلترا وحلفائهم هو موضوع خطير جداً لدرجة ان القائد حسن نصر الله تحاشى الحديث عنه حتى لا يتحدث عن دور فصائل محور المقاومة في حال شنت واشنطن وتل ابيب ولندن هجوماً على ايران ومصالحها وحلفائها في المنطقة.

هذا هو تفسيرنا لعدم ذكر القائد نصر الله هذا المخطط المركزي الذي شغل بال الجميع واخر الاخبار الواردة عنه هو ان واشنطن وتل ابيب درست عبر لجان فنية عسكرية وسياسية كل التفاصيل التي تتعلق بما ستقوم به اجهزتها الامنية والعسكرية ضد ايران وتوقعاتها لردود الفعل والردود على ردود الفعل.

انما نستطيع القول ايضا، ان القائد حسن نصر الله ربط ربطاً دقيقاً ذكياً بين ما يخطط له العدو وما يجري على حدود لبنان وفلسطين المحتلة وما يجري داخل لبنان وما جرى داخل لبنان خلال الفترة السابقة التي صعدت فيها قوى العدوان تآمرها داخل لبنان على حزب الله.

هذا التآمر نستطيع ان نلخصه بالقول بأن معسكر الاعداء حاول ان يلصق التهم بحزب الله حول كل ما ارتكب ويرتكب في الساحة اللبنانية بما في ذلك تفجير مرفأ لبنان و اشاعة عدم الاستقرار داخل المجتمع اللبناني.

القائد حسن نصر الله كان صريحاً، مباشراً، شجاعاً، ومقداماً.

فقد حدد بوضوح وانذر العدو بأن اي غارة جوية على لبنان سوف يرد عليها حزب الله الرد المناسب والمتناسب وانه في المرة القادمة اذا ما تجرىء العدو على شن غارات على لبنان، فان الرد لن يكون محصوراً بأرض مفتوحة محيطة بشبعا المحتلة ولكن في كل شمال فلسطين اذ سيعتبر حزب الله شمال فلسطين بكل مواقع الجيش وقوى الامن الاسرائيلية فيه اهدافاً مشروعة لصواريخ المقاومة.

وضمناً وعلناً ابلغ القائد حسن نصر الله قادة العدو بأن حزب الله على استعداد لمواجهة واسعة وطويلة بسبب القدرات التي تعاظمت لديه وبسبب امتلاكه أسلحة متقدمة وبسبب ارتقاء مستوى التدريب لدى ضباط ومقاتلي حزب الله.

ولمح الى ان حزب الله يمتلك الالاف الصواريخ التي تعتبرها اسرائيل نوعية ، تهدد الوجود الاسرائيلي.

ثم انتقل الى الوضع الداخلي.

القائد حسن نصر الله كان في حديثه عن الوضع الداخلي هجومياً وواضحاً، وصريحاً، وشجاعاً، ومقداماً ، فلقد تحدث حول مرفآ بيروت وخلص الى القول بان هنالك جهات تحاول ان تخفي الحقائق التي توصل اليها التحقيق الفني والتقني حول انفجار مرفآ بيروت ، اذ ان هذا التحقيق يشير بوضوح الى عدم وجود مخازن أسلحة وصواريخ لحزب الله في مرفآ بيروت كما ادعت الجهات المعادية داخل لبنان والمرتبطة بجهات معادية للبنان وعلى رأسها اسرائيل.

فاثر الانفجار مباشرة ، اتهم حزب الله من قبل هذه الجهات بأن مخازنه السرية في مرفآ بيروت والمكدس فيها الصواريخ والذخائر هي التي فجرت ميناء بيروت.

قال القائد حسن نصر الله بوضوح بعد اطلاع كما يبدو على التقارير التقنية للتحقيق بان لا وجود اسلحة وصواريخ لحزب الله.

واشار الى ان الجهات المعادية داخل لبنان، المعادية للمقاومة والمتحالفة مع اسرائيل، قد انتقلت فوراً من اتهام حزب الله بوجود مخازن له في مرفآ بيروت محملة بالذخائر والصواريخ الى موضوع النترات ، واتهم حزب الله بانه خزن النترات في احد مرافق ميناء بيروت.

أوضح القائد حسن نصر الله ان معرفة من هو صاحب النترات ولمن كان ستذهب هذه الكمية من النترات يكشف بوضوح من هو المتآمر الحقيقي على اللبنانيين ومن هو المسؤول عن الشهداء والجرحى والدماء اللبنانيية التي سالت.

لم يبقي القائد نصر الله هذا الموضوع عاماً، بل حدد ان الاتجاهات المؤيدة لارهابيين في الساحة السورية هم وراء تلك الشحنة من النترات التي كان من المفترض ان تتوجه للارهابيين في الساحة السورية، وحذر من ان التحقيق القضائي هو محاولة من هذه الجهات داخل لبنان ، هذه الجهات المرتبطة باسرائيل والولايات المتحدة تحاول من خلال التحقيق الجنائي تسيس النتائج وتحويلها وحرفها عن الحقائق التي يثبتها التحقيق الفني والتقني الذي اجري وثبت في تقارير موجودة لدى وزير الداخلية.

الهجوم الذي شنه القائد حسن نصر الله في هذا الموضوع هو مطالبة اللبنانيين واهالي الشهداء واهالي الجرحى بالتحرك للمطالبة بالكشف عن النتائج للتحقيق الفني والتقني وعدم الركون للتحقيق الجنائي ورفض استغلال دماء الشهداء واستغلال الجرحى للابتزاز السياسي.

تناول القائد نصر الله لموضوع المرفآ كان هجوماً مباشراً ويحمل ضمناً تهديداً للجهات التي تحاول اخفاء الحقائق بأن لحزب الله كلمته في نهاية الامر في حال محاولة حرف الامور عن الحقائق ، تضييع الحقائق واستغلال هذا الامر بابتزاز سياسي رخيص.

وقد تحدث حول مجزرة خلدا، وهنا كان واضحاً جداً ، اذ وجه بوضوح تحذيراً للسلطات الرسمية بأن عليهم ان يعتقلوا عصابة المجرمين الذين ارتكبوا المجزرة وبأسرع وقت ممكن لأن عدم القيام بذلك قد يؤدي الى تصرف من الجهات التي سالت دماء ابنائها تصرفاً وتحركاً للمطالبة بالكشف عن الجناة واعتقالهم.

ربط القائد حسن نصر الله بين ما جرى في خلدا وتناول الجهات المعنية بملف التحقيق في انفجار مرفآ بيروت وتحويله لتحقيق قضائي وبين حادث خطير ومهم حصل اثناء رد حزب الله المقاومة اللبنانيية على الغارات الاسرائيلية التي شنت على قرى جنوب لبنان.

هذا البند حسب رأيي كان أهم البنود ، فلقد حاول القائد حسن نصر الله ان ينزع فتيل تناقض يتنامى بين بعض فئات الجيش اللبناني والمقاومة في جنوب لبنان وشرح ان هناك حملة شعواء تشنها جهات لا علاقة لها بأهالي القرى في حاصبيا ولا علاقة لها بالقرى التي اطلقت من حولها صواريخ المقاومة رداً على الغارات ، بل ان هنالك مجموعات مرتبطة بالعدو هي التي تشن سواء عبر الاتصالات الاجتماعية وعبر البيانات والتصريحات وبين المخطط العام الذي ينفذ ضد المقاومة ووجودها ونشاطها في لبنان، اي ضمن مخطط التحالف الامريكي الاسرائيلي الناتو وحلفاء الناتو من المطبعين ضد محور المقاومة.

وضمن هذا الموضوع، اشار القائد حسن نصر الله الى حادث خطير مرتبط وهو الاعتداء الذي جرى على مجموعة المقاومين الذين اعتقلوا وهم يحركون الراجمة التي اطلقت الصواريخ والتي احتفظت ببعضها انضباطاً والتزاماً بالعدد الذي امرت بأن تطلقه على الاهداف المرسومة في الارض المحتلة.

واعتبر القائد حسن نصر الله هذا الحادث مشيناً، واشار ضمنناً الى ان هنالك جهات قد تكون في الجيش اللبناني تتعاون مع تلك العصابة التي تروج ما تريده اسرائيل وتحاول ان توحي بأن جماهير الجنوب ضد نشاط حزب الله للدفاع عن لبنان واللبنانيين.

هذا الخطاب له قيمة سياسية كبيرة، واعتبر ان هذا الخطاب هو بداية خط هجومي داخلي لن يكتفي معه حزب الله بالانتقاد وضبط النفس والتصرف بحكمه بل كما قال نصر الله ، اذا لم تتم محاسبة الجناة والقاء القبض على العصابات الاجرامية ، فسيكون لكل حادث حديث.

قال القائد نصر الله هذا وبذهنه الدور الكبير الذي يفترض بفصائل محور المقاومة القيام به في اللحظة التي تبدأ بها قوى الشر معسكر الاجرام بقيادة بايدن وعضوية اسرائيل بينيت وعضوية جونسون انجلترا والانظمة المطبعة ضد ايران لمعاقباتها على ما يسمونه بارتكاب جريمة قصف ناقلة النفط الاسرائيلية بطائرة مسيرة في بحر العرب.

      النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع

Exit mobile version