الأخبار- ابراهيم الأمين
ليس بين السياسيين في لبنان من يقدر على نفي العمل الدؤوب الذي تقوم به عواصم خارجية، عربية ودولية، ومعها قوى محلية، من أجل عزل حزب الله وضربه. حجم التقاطعات بين كل هؤلاء كبير جداً. وأساسه، أنه مثلما نجحت المقاومة في لبنان في تثبيت قواعدها ودورها، ثم تمدد نفوذها الكبير إلى الوطن العربي والإسلامي، فإن التآمر عليها كبير جداً. له أشكاله المتنوعة، وآلياته التي لم تتوقف عن العمل منذ تسعينات القرن الماضي. لكنها أخذت شكلاً جديداً في العشرية الأخيرة.
يستند خصوم المقاومة في لبنان إلى عوامل متنوعة بقصد إزعاجها أو إحداث الضرر في صورتها، أو دفعها إلى زوايا المضطر إلى ارتكاب الخطأ الكبير. لكن أدوات العمل، لا تزال هي نفسها:
لا جديد في الموقف الغربي. كل الاحتيال الأوروبي سقط هذه المرة إلى غير رجعة. الكذب الفرنسي والدجل الألماني والحياد السويسري انضمت إلى الخبث الإنكليزي والصلافة الأميركية. وفي المنطقة العربية، خرج كل الحقد من قصور حكام الجزيرة العربية، بقيادة آل سعود وأقرانهم. وانضم إليهم جيش من الطفيليين الذين بنوا حدائق افتراضية باسم الربيع العربي. لكنهم عادوا جميعاً، ثائرين وحكاماً ومستبدين، ليصطفوا في طابور واحد ضد كل ما له صلة بالمقاومة، في لبنان أو فلسطين أو أي مكان من العالم. وفي لبنان كان هناك من ينتظر ولا يزال منذ دهر. عملاء تاريخيون برتبة زعماء طائفيين، تعاقبوا على إدارة القبائل اللبنانية منذ مئتي عام على الأقل. جندوا كل ما يناسب عملهم: عسس وعصابات وقطاع طرق، سياسيون وكتاب وأبواق، رجال دين ومرجعيات دينية، مصارف وتجارات ومؤسسات أمنية رسمية وغير رسمية… وأجيال من الميليشيات التي توالدت على قهر الناس وتفريقهم، وما زالت تحكمهم على شكل قبائل. تجعل الخوف والحقد رابطاً عضوياً لجمع فتاتهم. وهي قيادات لم يسبق لها أن حزنت أو تعبت أو ملت من الموت، ومن رؤية الدماء تسيل في منازلها قبل بيوت الآخرين. وهي تعود اليوم لتطل بكل ما قدِّر لها من عناصر قوة، وبأشكال مختلفة أيضاً. حافظ زعماء القبائل على صورتهم وعلى رعايتهم مجموعات تسير خلفهم من دون نقاش. لكن أدوات جديدة اخترعها الغرب على صورة متعلمين ينشدون رضى الرجل الأبيض: يقبلون كل ما يريده، يعيشون صمت القبور إزاء إجرام وتسف ممالك القهر ضد شعوبها أو ضد خصومها في كل الأرجاء. يصفقون علناً أو سراً لكل أنواع الجنون الذي ساد ساحات بلادنا باسم الدين والحرية وحقوق الإنسان. حتى الصغار الذين قامت كياناتهم على شكل احتجاج على هذا الإقطاع، تجدهم يتنفسون الهواء المقيت نفسه، من أسُس الجبهة اللبنانية بكل فروعها المسيحية والإسلامية، إلى آخر اختراعات المجتمع المدني لصاحبه الأميركي تمويلاً وفكراً، وأدوات إعلامية لا ترتدع عن الكذب كل ثانية. وبؤسنا في أولئك المستعمين المدهوشين فاقدي العقول. المستلبين بصورة الرجل الأبيض الآتي من خلف البحار، يحثهم على تدمير بلادهم، وقتل أهلهم لكي ينجوا بأنفسهم.لقد جُرِّب الكثير بوجه المقاومة. حروب أميركية كاملة الأوصاف، انطلقت ولا تزال منذ أربعين عاماً وأكثر ضد هذا الجيل من المقاومين. حروب إسرائيلية مجنونة لا تزال آثارها تسكن البيوت والدساكر ومؤسسات الدولة أيضاً. ومجانين باسم الله فتكوا بكل شيء من أجل هيمنة فكرة واحدة بحجة أنهم يمثلون الله على الأرض. ومعهم، حشود غير قليلة من العصابات التي يسكنها الإحباط، الناجم ليس فقط عن عجزها عن إبقاء الأمور على حالها، بل عجزها عن إعادة إنتاج السردية ذاتها… وجل ما يحلم به، زعماء القبائل العملاء، هو التوسل إلى خارج يأتي ليخلصهم من الشر المستطير الذي اسمه المقاومة!
بعد قداس بطريرك الحياد – التطبيع، في رثاء ثورة فاشلة يوم ولدت ويوم نشطت ويوم ماتت، وبعد العجز المستحكم بالفكر المتجلد الذي لا ينتج إلا أفكاراً تافهة من شعر زمن الاحتيال اللبناني الكبير، وجد الخارج ضالته، في مجموعات من العصابات التي تسكن قلب هذه القبائل، التي تأتمر بإمرة زعماء القبائل نفسها، لكي يجربوا حظهم في الفتنة الكبرى.
بالأمس كان كمين خلدة، ثم واقعة الفاشيين في الجميزة، ثم ضلال مجموعة ينقصها العقل في حاصبيا، والبحث جار اليوم، عن فعلة إضافية. لعل من بيده عقل هذه القبائل وجيوبها ودماؤها، يفكر اليوم في الجريمة التالية، التي يعمل من دون كلل لتكون ساحتها موقعة بين مسيحيين وبين المقاومة أو جمهورها… ويجري كل ذلك، وصراخ هذا العقل الجهنمي في حقده يقوم على شعار واحد: ستنجر المقاومة إلى الفتنة لا محالة… هذا هو رهانهم هم. أما معركتنا نحن، فهي التصدي لهم. ليس بالانجرار إلى فتنهم المتنقلة بين منطقة وأخرى، بل بالصمت عن رعايا يجب وضعها في خانة المضللين، بينما يجب ألا تغيب عن المهداف رؤوس القائمين على الأمر، من خارج مجرم ومبعوثيه إلى بلادنا، إلى زعماء وصبيان القبائل على أنواعها…
ليس لدينا سوى الصبر وسيلة لقهر هؤلاء المجانين، ولينتظرنا الجميع، على تخوم مدنهم الكبرى، وعلى مشارف عواصمهم في كل مكان تصل إليه أيدينا، وكل زاوية يحرق فيها علم الرجل الأبيض ووجهه أيضاً!
مرة جديدة، سقى الله زمن الثمانينات!
يستند خصوم المقاومة في لبنان إلى عوامل متنوعة بقصد إزعاجها أو إحداث الضرر في صورتها، أو دفعها إلى زوايا المضطر إلى ارتكاب الخطأ الكبير. لكن أدوات العمل، لا تزال هي نفسها:
لا جديد في الموقف الغربي. كل الاحتيال الأوروبي سقط هذه المرة إلى غير رجعة. الكذب الفرنسي والدجل الألماني والحياد السويسري انضمت إلى الخبث الإنكليزي والصلافة الأميركية. وفي المنطقة العربية، خرج كل الحقد من قصور حكام الجزيرة العربية، بقيادة آل سعود وأقرانهم. وانضم إليهم جيش من الطفيليين الذين بنوا حدائق افتراضية باسم الربيع العربي. لكنهم عادوا جميعاً، ثائرين وحكاماً ومستبدين، ليصطفوا في طابور واحد ضد كل ما له صلة بالمقاومة، في لبنان أو فلسطين أو أي مكان من العالم. وفي لبنان كان هناك من ينتظر ولا يزال منذ دهر. عملاء تاريخيون برتبة زعماء طائفيين، تعاقبوا على إدارة القبائل اللبنانية منذ مئتي عام على الأقل. جندوا كل ما يناسب عملهم: عسس وعصابات وقطاع طرق، سياسيون وكتاب وأبواق، رجال دين ومرجعيات دينية، مصارف وتجارات ومؤسسات أمنية رسمية وغير رسمية… وأجيال من الميليشيات التي توالدت على قهر الناس وتفريقهم، وما زالت تحكمهم على شكل قبائل. تجعل الخوف والحقد رابطاً عضوياً لجمع فتاتهم. وهي قيادات لم يسبق لها أن حزنت أو تعبت أو ملت من الموت، ومن رؤية الدماء تسيل في منازلها قبل بيوت الآخرين. وهي تعود اليوم لتطل بكل ما قدِّر لها من عناصر قوة، وبأشكال مختلفة أيضاً. حافظ زعماء القبائل على صورتهم وعلى رعايتهم مجموعات تسير خلفهم من دون نقاش. لكن أدوات جديدة اخترعها الغرب على صورة متعلمين ينشدون رضى الرجل الأبيض: يقبلون كل ما يريده، يعيشون صمت القبور إزاء إجرام وتسف ممالك القهر ضد شعوبها أو ضد خصومها في كل الأرجاء. يصفقون علناً أو سراً لكل أنواع الجنون الذي ساد ساحات بلادنا باسم الدين والحرية وحقوق الإنسان. حتى الصغار الذين قامت كياناتهم على شكل احتجاج على هذا الإقطاع، تجدهم يتنفسون الهواء المقيت نفسه، من أسُس الجبهة اللبنانية بكل فروعها المسيحية والإسلامية، إلى آخر اختراعات المجتمع المدني لصاحبه الأميركي تمويلاً وفكراً، وأدوات إعلامية لا ترتدع عن الكذب كل ثانية. وبؤسنا في أولئك المستعمين المدهوشين فاقدي العقول. المستلبين بصورة الرجل الأبيض الآتي من خلف البحار، يحثهم على تدمير بلادهم، وقتل أهلهم لكي ينجوا بأنفسهم.لقد جُرِّب الكثير بوجه المقاومة. حروب أميركية كاملة الأوصاف، انطلقت ولا تزال منذ أربعين عاماً وأكثر ضد هذا الجيل من المقاومين. حروب إسرائيلية مجنونة لا تزال آثارها تسكن البيوت والدساكر ومؤسسات الدولة أيضاً. ومجانين باسم الله فتكوا بكل شيء من أجل هيمنة فكرة واحدة بحجة أنهم يمثلون الله على الأرض. ومعهم، حشود غير قليلة من العصابات التي يسكنها الإحباط، الناجم ليس فقط عن عجزها عن إبقاء الأمور على حالها، بل عجزها عن إعادة إنتاج السردية ذاتها… وجل ما يحلم به، زعماء القبائل العملاء، هو التوسل إلى خارج يأتي ليخلصهم من الشر المستطير الذي اسمه المقاومة!
بعد قداس بطريرك الحياد – التطبيع، في رثاء ثورة فاشلة يوم ولدت ويوم نشطت ويوم ماتت، وبعد العجز المستحكم بالفكر المتجلد الذي لا ينتج إلا أفكاراً تافهة من شعر زمن الاحتيال اللبناني الكبير، وجد الخارج ضالته، في مجموعات من العصابات التي تسكن قلب هذه القبائل، التي تأتمر بإمرة زعماء القبائل نفسها، لكي يجربوا حظهم في الفتنة الكبرى.
بالأمس كان كمين خلدة، ثم واقعة الفاشيين في الجميزة، ثم ضلال مجموعة ينقصها العقل في حاصبيا، والبحث جار اليوم، عن فعلة إضافية. لعل من بيده عقل هذه القبائل وجيوبها ودماؤها، يفكر اليوم في الجريمة التالية، التي يعمل من دون كلل لتكون ساحتها موقعة بين مسيحيين وبين المقاومة أو جمهورها… ويجري كل ذلك، وصراخ هذا العقل الجهنمي في حقده يقوم على شعار واحد: ستنجر المقاومة إلى الفتنة لا محالة… هذا هو رهانهم هم. أما معركتنا نحن، فهي التصدي لهم. ليس بالانجرار إلى فتنهم المتنقلة بين منطقة وأخرى، بل بالصمت عن رعايا يجب وضعها في خانة المضللين، بينما يجب ألا تغيب عن المهداف رؤوس القائمين على الأمر، من خارج مجرم ومبعوثيه إلى بلادنا، إلى زعماء وصبيان القبائل على أنواعها…
ليس لدينا سوى الصبر وسيلة لقهر هؤلاء المجانين، ولينتظرنا الجميع، على تخوم مدنهم الكبرى، وعلى مشارف عواصمهم في كل مكان تصل إليه أيدينا، وكل زاوية يحرق فيها علم الرجل الأبيض ووجهه أيضاً!
مرة جديدة، سقى الله زمن الثمانينات!