ربط خبراء ومحللون بين التصعيد الأخير لحزب الله ضد إسرائيل، وبين حوادث ناقلات النفط في مياه الخليج العربي التي اتهمت فيها طهران بالتزامن مع تنصيب الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي،كما جاء في تحقيق لموقع “الحرة”.
وذكرت “الحرة” أن التصعيد في جنوب لبنان جاء بعد يوم تراشق التصريحات بين إسرائيل وإيران، حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إن بلاده مستعدة لتوجيه ضربة عسكرية لإيران إن لزم الأمر، ورد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية: “نعلن بوضوح: أي خطوة حمقاء ضد إيران، ستواجه برد حازم. لا تختبرونا”.
واتهمت إسرائيل ودول أخرى إيران بتنفيذ أول هجوم مميت ضد ناقلة نفط في بحر العرب، حيث تعرضت “ميرسر ستريت” التي يديرها رجل أعمال إسرائيلي لهجوم بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل اثنين من بحارتها. وأعقب الهجوم بأيام محاولة اختطاف فاشلة لناقلة النفط “أسفلت برنسيس” قبالة سواحل الفجيرة واتهمت فيها إيران أيضا.
واتفق المحللون على أن ما حدث اليوم في جنوب لبنان، هو استمرار للتوتر المتزايد بين إيران وإسرائيل.
حشد المجتمع الدولي
ويعتقد أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة باريس، رامي الخليفة العلي، كما جاء في ” الحرة”، أن إيران عملت على “نقل المعركة إلى حدود إسرائيل بعد
ما أدركت أنها تجاوزت الخطوط المرسومة”، في إشارة لحوادث السفن الأخيرة.
وقال العلي في حديث لقناة “الحرة” إن المواجهة بين إسرائيل ولبنان شهدت تطوراً كبيراً مؤخرا بعد استهداف مميت بطائرة من غير طيار على ناقلة نفط يملكها رجل أعمال إسرائيلي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، قال في بيان إن بلاده “تعمل على حشد العالم” ردا على حوادث السفن في مياه الخليج، لكنه حذر بقوله: “نحن نعرف أيضا كيف نتصرف بمفردنا”.
من جهته، يقول الباحث في الشؤون الإيرانية، هاني سليمان، إن “إيران تحاول إبعاد الضغوط عنها ليس فقط على المستوى الخارجي، بل حتى الضغوطات الداخلية” الناجمة عن العقوبات الأميركية.
وأضاف سليمان في حديث لقناة “الحرة” أن “النظام الإيراني يحاول نقل المعركة لمواقع هامشية لتخفيف الضغوطات عليه، لا سيما بعد أزمة الناقلات وممرات الملاحة البحرية الذي يعد تحديا للمجتمع الدولي”.
ويذهب الباحث السياسي، توني أبي نجم، في الاتجاه ذاته بقوله إن “الفريق المتشدد في طهران يسعى للتصعيد على اعتبار أن إدارة بايدن ترغب بالعودة للامتثال للاتفاق النووي ولا تريد مزيد من التأزيم في المنطقة”.
وقال أبي نجم إن التصعيد الإيراني الأخير في المنطقة “ليس مصادفة”.
في المقابل، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران، حسين رويران، أن إسرائيل هي الطرف المستفيد من التصعيد في المنطقة بهدف تخريب المفاوضات النووية، على حد قوله.
ويقول رويران لموقع “الحرة” إن “القصف الجوي الذي جرى هو تغيير لقواعد الاشتباك من جانب إسرائيل. من الطبيعي أن يعيد الحزب المعادلة إلى ما كانت عليه”.
ومع هذا، فقد استبعد رويران “ربط أحداث لبنان بحوادث السفن في مياه الخليج”، وقال: “ليس بالضرورة أن يستأذن حزب الله من إيران في أي خطوة. حزب الله لم يبدأ بالهجوم، بل رد على القصف الإسرائيلي”.
وعن مستقبل الصراع، يستبعد المحللون إمكانية تطور المواجهة إلى حرب شاملة مع حزب الله على اعتبار أنها حرب ليست في مصلحة أحد ونتائجها تبقى غير محسوبة.
يقول العلي إن “لا مصلحة لإسرائيل في مواجهة شاملة مع حزب الله خلال هذا التوقيت”، وأضاف: “صحيح أن هناك حروب في الخفاء منها حرب الجواسيس والحرب الإلكترونية والاغتيالات والسفن، لكن مسألة المواجهة الشاملة مستبعدة. إن نتائج أي مواجهة شاملة غير محسومة”.