لم اجد خلاصة اركن اليها بمشهد مشاهد احياء ٤ أب ، حتى ان البحث عن وجوه أهالي الضحايا كان امراً شبه مستحيل!؟؟
تعدد بالجهات والخطابات والمواقف والأجندات السياسية والإعلامية التي توزعت وانتشرت بشوارع متفرقة ومتداخلة ، حتى ان النقل التلفزيوني لم ينجح بنقل مشهد واحد وخطاب او مواقف واضح..
وتحولت الشاشة الى نقل موزع على اكثر من مكان ولكل مكان صورة وكلام وضجة ورسالة اعلامية متلعثمة متأثرة بالهرج حولها الذي لم يخرج حتى هتاف محدد يمكن ان يسمع صوته بمكان الحدث وإيصاله بالصوت من خلال الشاشة ..
يمكن القول ان احياء ذكرى ٤ أب يشبه انفجار هذا اليوم من حيث انتشار الدمار والدماء وحالة الضياع بالانقاذ والبحث ومعاينة الأضرار ، ويشبه ما بعد الانفجار تشتت بالأحكام وبحث عن حقائق لكل فئة او جهة حقيقة منها لا تتقاطع مع الاخرى ، كحال التحقيق العدلي بهذه الكارثة الذي لم يعرف حتى الان من اين بدأ والى اين وصل !
تحقيق لا زال بعنق وعمق المراسلات ومن علم ولم يعلم ومن عمل ولم يعمل ، تحقيق مستمراً منذ عام لم يصل حتى تاريخه الى ابسط قواعد التحقيق وهي ماذا حصل بالعنبر ١٢ يوم ٤ أب من الساعة الخامسة والنصف وحتى السادسة وسبع دقائق وماذا كان يحتوي هذا العنبر ..
من هنا يمكن الجزم ان الحقيقة الفعلية التي يجب الوصول اليها لا تزال جثة هامدة بمرفأ بيروت ، وان ما يجري الان هو الوصول الى تقاطع حقائق تريدها عدة جهات تلد منها حقيقة تجد كل جهة فيها جزء من الحقيقة التي تريدها على قاعدة حكم البلد ( بالديمقراطية التوافقية ) ..
على الهامش : كان ملفت مشهد نفاق العيش المشترك والدولة المدنية والثورة على الطائفية الذي تجلى بمشهد الجميزة ومشهد القداس والآذان بالمرفأ ..
عباس المعلم / كاتب سياسي