كتب نارام سرجون:
على غرار الصداقة العظيمة بين محمد مرسي وشيمون بيريز تهافت الاخوان على ابداء المودة والصداقة للاسرائيليين .. وعرفنا لماذا كانوا جميعا يتسابقون لقصم ظهر الهلال الشيعي .. الهدف كان لاعلاء نجمة اسرائيل من الفرات الى النيل واعلاء الهلال الصهيوني
نص الرسالة التي أرسلها علي البيانوني المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا إلى رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بواسطة كريم أوراس سفير تركيا غير المقيم قي تل أبيب والمؤرخة ب 6 تشرين الأول 2011.
إلى : صاحب السعادة بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل.
بوساطة: سعادة السفير كريم أوراس / سفير الجمهورية التركية غير المقيم ـ تل أبيب
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام على من اتبع سيدنا موسى كليم الله وإخوته الأنبياء الصديقين، عليهم سلام الله أجمعين.
صاحب السعادة رئيس الوزراء بنيامين نتياهو أود في البداية أن أغتنم هذه الفرصة لأتقدم إليكم وللشعب اليهودي بالتهاني لمناسبة اقتراب “عيد المظلة/ سوكوت ” في 12 من الشهر الجاري ، وأن أشكركم على التوجيهات التي أصدرتموها لأعضاء حكومتكم بأن يتجنبوا الإدلاء بأية تصريحات علنية حول ما يجري في سوريا. وهذه أفضل خدمة يمكن تقديمها للثورة السورية في هذه المرحلة ، خصوصا وأن النظام السوري الذي يعيش أيامه الأخيرة لم يتردد في اعتبار الثورة “مؤامرة دولية وصهيونية على سوريا”.
نعرف أنكم تراقبون ما يجري في سوريا وكلكم أمل بأن يساهم ذلك في شق الطريق نحو السلام في المنطقة بعد رحيل النظام؛ كما نعرف أن معظم الدوائر السياسية والأمنية في إسرائيل تخشى انفلات الأمور على الحدود المشتركة وانتشار الفوضى و سيطرة مجموعات متطرفة على المنطقة الحدودية. وهذان الموضوعان هما الدافع الأساسي لكتابة رسالتي هذه لسعادتكم. وبهذا المعنى أرجو أن تعتبر رسالتي رسالة طمأنة لجيراننا.
بالنظر لأن الموضوع الأمني هو الأكثر إلحاحا الآن ، أود أن أبدأ به لأؤكد على أننا حرصنا، منذ اللحظات الأولى لانتشار السلاح وتحول الثورة السورية إلى ثورة مسلحة، على أن لا تقع منطقة الحدود السورية ـ الإسرائيلية تحت سيطرة مجموعات متطرفة غير منضبطة.
ولهذا، وبناء على نصيحة أصدقائنا الفرنسيين التي نقلها لنا الدكتور برهان غليون، والذين أبلغونا بأنها رغبة حكومتي إسرائيل والولايات المتحدة أيضا، عملنا منذ اللحظات الأولى لانتشار السلاح في محافظتي درعا والقنيطرة على أن لا يجري تشكيل أي مجموعة مسلحة في تلك المنطقة بعيدا عن أنظارنا أو رقابتنا.
ومن أجل ضمان ذلك في المستقبل نعمل الآن على تأسيس “المجلس العسكري في محافظة القنيطرة والجولان”، الذي سيأخذ على عاتقه السيطرة على كامل المنطقة الحدودية فور تشكيله.
وسيجري الإعلان عن الأمر حالما يجري تأمين انشقاق أحد الضباط الكبار في جيش النظام ( العميد عبد الإله البشير النعيمي) قريبا، وهو ضابط من أبناء القنيطرة وموثوق من قبلنا ومن قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية التي تعرفه جيدا.
أما فيما يتعلق بالنقطة الأولى، فقد كان رأي الجماعة دوما، وإن لم يجر التعبير عنه بشكل رسمي واضح، هو أن إسرائيل أصبحت أمرا واقعا وجزءا عضويا من المنطقة لا سبيل لنا سوى التعامل معه والبحث معا عن مستقبلنا المشترك فيها.
ولهذا كنت حريصا منذ الأسابيع الأولى للثورة على أن أرسل رسالة طمأنة إلى الشعب الإسرائيلي مباشرة حين قبلت إجراء مقابلة في حزيران الماضي مع مراسل القناة الإسرائيلية الثانية، السيد هنريك سيمرمان، في بروكسل، وأن نقوم بإيفاد أخينا “ملهم الدروبي” للمشاركة في مؤتمر “انقذوا سوريا” الذي عقد في باريس في تموز الماضي حالما تلقينا دعوة من منظمَيْ المؤتمر، السيد برنار هنري ـ ليفي والسيد ألكسندر غولد فارب، مساعد وزير الدفاع الإسرائيلي لشؤون الصناعات الأمنية والعسكرية.
ولهذا أعتقد أن مبادراتنا تلك، فضلا عن هذه الرسالة بالذات ، يمكن أن تشكل دليلا كافيا على طبيعة المستقبل المشترك الذي ننشده لشعبي بلدينا، والذي يتطلع إليه الإخوان المسلمون في سوريا، وعلى طبيعة المراجعات الجدية التي أجروها بشأن الصراع العربي ـ الإسرائيلي.
وأعتقد ، يا صاحب السعادة، أنك شاهدت المقابلة التي أكدتُ فيها على أن خلافاتنا تنحصر في قضية الجو لان وضرورة حلها استنادا إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وهو ما ظل يرفضه النظام السوري دوما لأنه لا يستطيع مواصلة تسلطه على الشعب السوري إلا من خلال استمرار تحريض هذا الشعب على إسرائيل وتلقين السوريين تعاليم الكراهية نحو اليهود، واستمرار متاجرته بالقضية الفلسطينية التي قرر الشعب الفلسطيني نفسه، وهو صاحب القضية، المضي في عملية السلام مع إسرائيل منذ العام 1993، ونحن لا نستطيع أن نكون ملكيين أكثر من الملك.
هذا يقودني إلى إثارة قضية الوجود الإيراني في سوريا، بالنظر لأن الشعب السوري وثورته من جهة، و دولة إسرائيل من جهة أخرى، يتقاسمان رؤية مشتركة بشأن هذا التواجد، وهو ما عبـّرتْ عنه الشعارات العفوية التي أطلقها المتظاهرون السوريون في معظم الشوارع السورية، خصوصا في المناطق الجنوبية، حيث ينشط الإيرانيون و وكيلهم حزب الله منذ سنوات لتوريط سوريا في صراعات مع بلادكم لا مصلحة لبلادنا وشعبنا فيها.
مستغلين القضية الفلسطينية ورعْم الدفاع عنها، عمل الإيرا يون منذ مطلع الثمانينيات على تحويل سوريا إلى جبهة أمامية لمشاريعهم التوسعية الطائفية، و نشر التش ع وعقيدته الهرطوقية بالضد من مصالح شعبنا الذي لم يحترموا مشاعره باعتباره ينتمي في أغلبيته الساحقة إلى الطائفة السنية.
ومن أجل ذلك، عملوا ـ كما تعرفون سيادتكم ـ على تعزيز سيطرة الطائفة العلوية على مؤسسات الدولة، الأمنية والعسكرية، وإقصاء المسلمين السنة عن مراكزها الحساسة، وعمدوا إلى إنشاء مصانع للصو ار يخ في قلب مؤسسة معامل الدفاع السورية لصالح حزب الله الشيعي اللبناني بهدف تمكينه من السيطرة على لبنان.
هذا بالإضافة إلى وضع المطارات السورية، وحتى الطائرات المدنية، بتصرف الحزب المذكور من أجل تزويده بالسلاح ونقل الآلاف من مؤيديه لتدريبهم في معسكرات الحرس الثوري الإيراني.
وهذا كله ينتهك سيادة الدولة السورية على أراضيها ومرافقها. وبعد اندلاع الثورة السورية، عمد النظام العلوي إلى جلب الآلاف من مقاتلي الحزب، فضلا عن الآلاف من إرهابيي الحرس الثوري، من أجل ممارسة الإرهاب بحق الشعب السوري وقمع ثواره. وهذا كله يندرج في إطار المشروع الطائفي الإيراني لإنشاء قوس شيعي يمتد من أفغانستان إلى البحر الأبيض المتوسط.
لهذه الأسباب، يرى الإخوان المسلمون السوريون أن ثورة الشعب السوري قامت ليس فقط من أجل إسقاط نظام الديكتاتورية الطائفية، بل أيضا من أجل إنهاء السيطرة الشيعية الإيرانية على بلادنا، وهو ما رآه العالم كله من خلال الشعارات التي رفعها المتظاهرون ضد إيران وحزب الله منذ اللحظات الأولى للثورة، ومن أجل تحقيق السلام في المنطقة بعد حوالي سبعة عقود من الحروب التي لم يكن له فيها أي مصلحة، والتي ورطته فيها الحكومات الديكتاتورية، خصوصا منها البعثية، رغم إرادته، وأن الثورة السورية لا تهدد مصالحها الأمنية الاستراتيجية، ولن تفعل ذلك أبدا.
أكرر تهنئتي للشعب الإسرائيلي ولليهود في كل مكان بـ “عيد المظلة”، آملا أن يحل العيد القادم وقد تحققت الديمقراطية لسوريا، والسلام لشعبها والشعب الإسرائيلي.
علي صدر الدين البيانوني
رئيس مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين السوريين المراقب العام السابق.
المصدر: نارام سرجون