كتب الأستاذ حليم خاتون:عدو المقاومة لا يمكن أن يكون سوى عميلاً.

كتب الأستاذ حليم خاتون:

ألف انتقاد وانتقاد يمكن أن يُوجه إلى المقاومات، أيا كانت هذه المقاومات…

ألف انتقاد وانتقاد يُمكن أن يُوجه إلى حزب الله…

عناصر حزب الله ليسوا منزّهين عن الخطأ… فيهم المندفع، وفيهم الواعي… فيهم المثقف، وفيهم ابن ساعته في قلة الحيلة والتدبير… 

قيادات حزب الله ليست معصومة عن الخطأ؛ في النهاية، هم بشر يتخذون القرارات وفقا للمعطيات التي تتوفر لديهم، ووفق الإمكانات المتاحة… 

لكن الخطأ شيء، والخطيئة شيء آخر…

ليس في الوارد انتقاد حزب الله اليوم رغم الإيمان بأن صعاليك عمر غصن والمستقبل وما يُسمى زورا بالعشائر (العربية!!؟؟)ما كانوا ليرفعوا رؤوسهم لولا الحلم الزائد الذي أظهرته هذه المقاومة…

ما حدث في خلدة ليس خطأ..

ما تدعيه، من تدعي أنها عشائر (عربية)، ليس على الإطلاق خطأ..

ما قالته نائبة المستقبل، وهي نائبة بكل ما في الكلمة من معنى، ليس خطأ…

ما قام به من يدعون أنهم لاجئون سوريون من قتلِِ لشباب وهبوا أنفسهم لقتال الصهاينة، ليس سوى فعل عمالة خدمة لأجندات غربية عن وعي أو عن غير وعي…

الخطيئة تطال فيمن تطال القوى الأمنية اللبنانية التي تركت بضع قطاع طرق من ازلام السفارات والرجعية العربية تمارس حقدها المذهبي وعصبيتها الجاهلية منذ سنين على الطريق من بيروت باتجاه الجنوب أو على الطريق باتجاه البقاع…

الخطيئة إن حزب الله، لم يضع إنذارا لهذه القوى الأمنية وإلا…

عمر غصن ليس والدا ملتاعا لمقتل ولدِِ، هو رباه على الأذية والبغضاء وقلة الإنسانية والعمى الأخلاقي والوطني…

عمر غصن، ومن وراء عمر غصن، ليسوا سوى احجار داما تحركها عصبيات أضاعت البوصلة بين القدس، وبقية أرض الشام…

ذلك المخبول الذي حمل حقده، وجاء من سوريا بعد أن ساهم بتخريب بلده كرها ببشار الأسد، ويريد تخريب لبنان كرها بمقاومة أعادت للعرب عزتهم بعدما فرّط فيها انور السادات وبقية الشلة من عرب التطبيع والتتبيع… ذلك المخبول لا يستحق اكثر من سلاسل يجرها خلفه في أعمال شاقة لن تنتهي إلا بعد أن تفتك به الدنيا قبل أن يأكل الدود جسده حيا قبل أن يموت ميتة الجبناء من جرذ الأرض…

قد يعتقد البعض أن هؤلاء هم المذنبون في كل ما حصل أو يحصل أو سوف يحصل…

أحفاد ابي لهب وابن سفيان وهند هؤلاء، ليسوا سوى عينة عن الجاهلية التي سمحنا نحن لها بأن تعيش بين ظهرانينا…

منذ ما قبل النكبة…

منذ اليوم التالي لسايكس بيكو…

منذ أن فضحت الثورة البلشفية خرائط الإستعمار، كان على أجدادنا أن يعلنوها ثورة لا تهدأ…

المشكلة ليست فقط في من يقاتل في اذربيجان دفاعا عن إردوغان… أو من يرسلونه كالأهبل الى كابول لمحاربة طالبان والدفاع أيضاً وأيضاً عن إردوغان، عميل الاميركان…

المشكلة هي في مهادنة ممالك الصحراء ومحاولة خطب ودها وعدم دك مدنها…

صحيح أن هذا الفكر الجهنمي بدأ مع العصور الإسلامية الأولى وتوطد مع ابن تيمية وغيره من تجار الدين والمنصب…

صحيح أن بعض من يدعي الانتماء إلى الصحابة ومن فتنته رفاهية الخراج ورنين الذهب، أو من طمع بخلافة تذهب الى عشيرته أو أقربائه… كل هؤلاء هم أساس الذنب…

ما ضَعُفت الأمة إلا حين ركبها الجهل وإن لبس أثواب العفة الزائفة…

هل يليق بأمير مؤمنين أن يلبس الذهب والفضة والحرير؟

هناك… في ذلك الزمن الغابر بدأت الحكاية، وبدأ الذنب في حق الأمة…

من يومها، بدأت الفتنة…

يوم صعد زنديق على منبرِِ يسب  أبا النور، علي…

يوم تآمر الطامعون بملكِِ في دنيا زائلة لأنهم اساسا لم يؤمنوا بأخرى أزلية، حتى لو ادعوا أو أقسموا بغير ذلك…

الذي قتل الشباب والنساء والاطفال في خلدة، هو، شاء أم أبى، ابن ذلك الزنديق أو حفيده..

قتال هؤلاء ليس فتنة…

قتال هؤلاء وإسقاط الممالك التي تموًل جهلهم وجاهليتهم ليس فتنة…

لو كان وقَف رجال في ذلك الزمن فاقوا السبعين من الابطال، لما كان رقد يزيد على صدر الأمة حتى يومنا هذا…

من يسمع نشرات الأخبار الغربية يرى كيف لا تمر لحظة لا يتلفظ بها هؤلاء بكلمتي سنة وشيعة أملا في نار تشتعل…

حتى جرائد ١٤ آذار، وأبواق ١٤ آذار لا تختلف في شيء عن لوفيغارو أو ديرشبيغل…

حتى ليبراسيون التي اشتراها الصهاينة من اليسار، كل همها التشنيع على المقاومة وإيران وسوريا… هي تغني، وال  L’orient Du Jour اللبنانية تلحًن لها…

محاربة الفتنة لا يكون ابدا بدفن الرؤوس في الرمال…

محاربة الفتنة لا يكون بالتودد لأبناء سعود وزايد وغيرهم من صعاليك الغرب الإمبريالي…

محاربة الفتنة لا يكون بالسماح لأغبياء المستقبل بالتلفظ بالممنوع…

باختصار، بكلمة بسيطة وجازمة، محاربة الفتنة تكون بقطع رأس الفتنة قبل ذيلها دون إعفاء الذيل إن سنحت الفرصة…

ذيول الفتنة تعيش في منطقتنا، تسرق مقدرات الأمة وتعطيها لأعدائنا…

ذيول الفتنة هم عملاء يعيشون بيننا… ضربهم واجب… مهما كان الثمن…

خلدة امس، كانت درسا…

ولكي لا يكون الذين سقطوا، سقطوا هباءََ… 

خلدة يجب أن تكون درسا أن السكوت عن العملاء ليس هو الحل…

لسنا مضطرين انتظار لحظة اندحار الإمبريالية حتى نتخلص من درنها المنتشر في الأرض العربية…

صحيح أن هؤلاء العملاء ينتظرون اللحظة المناسبة للتعلق بقدم رجل المارينز الذي يهرع إلى الطوافة الأميركية هاربا… من على سطح عوكر كما حصل في سايغون…

لكن الفرصة يجب أن لا تُعطى له لزرع احقاده في أجساد اغبياءِِ من الفقراء قليلي العقل والبصيرة…

نعم، قد لا يعجب هذا القول الكثيرين…

مهادنة ممالك الذل في الخليج، هي الخطيئة…

مهادنة أنظمة الذل على امتداد العالم العربي، هو الخطيئة التي لا تُغتفر…

مهادنة الإسلام الأميركي، هو أكثر من خطيئة…

كل بشري، مهما اختلف دينه أو جنسه يتماهى مع الصهاينة في ما يرتكبون هو متواطئ ويجب أن يشارك في دفع الأثمان…

هؤلاء الاغبياء ينشرون في كل الجرائد وعلى كل الشاشات، ومنذ الأمس، أن الأميركيين والبريطانيين وربما غيرهم يتهيأون لضرب المقاومة و ضرب المحور…

إنها الأمنية، لو حصلت يكون الله أكرمنا… يكون الله جعلهم يحفرون قبورهم بأيديهم…

اعتداؤهم، هو الأمل المرتجى لكي لا تستمر المقاومة في مراكمة القوة دون الإقدام على استعمالها… لأن لا حل مع المستعمر إلا بضربه… لا حل مع الإمبريالية إلا بقصف عمرها…

وبالتأكيد، لا حل مع عملاء الداخل، أنظمة، وجمعيات، وأحزاب، وحتى أفراد… إلا بإرسالهم إلى العالم الآخر ليرتاح العالم، وترتاح البشرية من دنسهم…

المصدر: الأستاذ حليم خاتون

Exit mobile version