أشار حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة “كيهان” المقربة من المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي إلى 3 ساحات محتملة لرد إيراني على أي هجوم إسرائيلي على سفنها.
وفي ختام مقال استعرض خلاله وجهة النظر الإيرانية بشأن الاتهامات المتبادلة بتنفيذ هجمات على سفن وناقلات نفط، حذر شريعتمداري من تنفيذ إسرائيل لتهديداتها بتوجيه ضربة انتقامية لسفن إيرانية ردا على الهجوم الذي تعرضت له ناقلة نفط تديرها إسرائيل، بالقول إن إسرائيل إذا ارتكبت هذه الحماقة فبلاده ستعتبر واشنطن ولندن شريكتين أيضا “في هذه الجريمة”.
وذكر في هذا السياق أن إسرائيل تلقت الضوء الأخضر من الولايات المتحدة وبريطانيا لتنفيذ عمليات ضد إيران، مشيرا إلى أن ما وصفه بتشديد “وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وكذلك الحكومة البريطانية.. على ضرورة دعم النظام الصهيوني!”.
وقال رئيس تحرير صحيفة كيهان محذرا: “هم يعرفون جيدا أن جميع أراضي فلسطين المحتلة توجد تحت صواريخنا، وكذلك الأسطول الخامس للقوات البحرية الأميركية في البحرين ويبعد عنا فقط 240 كيلو مترا، كما أن مصالح البريطانيين في المنطقة، ستكون متاحة بسهولة”.
ومنذ شباط، تعرضت الكثير من السفن المرتبطة بإيران أو إسرائيل لتخريب وتفجير مثل ناقلة “ميرسر ستريت” التي تشغلها شركة يملكها ملياردير إسرائيلي وتعرضت لهجوم في 29 تموز في بحر عُمان.
في 25 شباط، تعرضت “إم في هيليوس راي” وهي سفينة إسرائيلية كانت تنقل آليات، لانفجار قبالة سلطنة عمان، بحسب شركة “درياد غلوبل” المتخصصة في الأمن البحري، وكما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويقع بحر العرب بين إيران وسلطنة عمان عند مخرج مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمر عبره جزء كبير من النفط العالمي وحيث يقود تحالف بقيادة الولايات المتحدة عمليات هناك.
في الأول من آذار، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران بالوقوف وراء تفجير السفينة، لكن طهران رفضت هذه الاتهامات ووجهت تحذيراً لإسرائيل، عدوها في المنطقة.
وفي 10 آذار، استهدفت سفينة الشحن “شهر كورد” التابعة لشركة الملاحة الوطنية الإيرانية (إيريسل) بانفجار عبوة ناسفة أثناء إبحارها في البحر الأبيض المتوسط، وفقاً لوسائل إعلام إيرانية عدة.
وفي اليوم التالي، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية تقريراً، نقلاً عن مسؤولين أميركيين ومن الشرق الأوسط، أشار إلى استخدام إسرائيل منذ نهاية عام 2019 أنواعاً مختلفة من الأسلحة، بما فيها ألغام بحرية، مستهدفة ما لا يقل عن عشر سفن إيرانية خلال توجهها إلى سوريا محملة خصوصاً بالنفط الإيراني.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس وقتها إنه لا يعلق على “معلومات وسائل إعلام أجنبية”.
وفي 15 من الشهر نفسه، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أن طهران “ستستخدم كل الخيارات للدفاع عن حقوقها” مضيفاً: “نظراً إلى الموقع الجغرافي الذي تعرضت فيه السفينة الإيرانية للهجوم، فإن كل شيء يشير إلى أن نظام الاحتلال هو الذي يقف وراء هذه العملية”.
وفي 6 نيسان، تعرضت “سفينة تجارية إيرانية لأضرار طفيفة في البحر الأحمر قرب ساحل جيبوتي (…) بسبب انفجار. والتحقيقات جارية لمعرفة ظروف الحادث ومصدره” وفق الناطق باسم وزارة الخارجية.
وكانت وكالة “تسنيم” الإيرانية أفادت في وقت سابق بأن “ساويز” هي سفينة تستخدمها القوات المسلحة الإيرانية وأنها تضررت جراء “ألغام لاصقة”.
وأوردت صحيفة “نيويورك تايمز” أن ساويز كانت هدفاً لهجوم “انتقامي” إسرائيلي بعد “هجمات إيرانية استهدفت سفناً إسرائيلية”. وفي 13 نيسان، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن سفينة تابعة لشركة إسرائيلية تعرضت لهجوم قبالة إيران.
ونقلت “القناة 12” الإسرائيلية عن مصادر أمنية أن السفينة “هايبريون راي” قد “تعرضت لضرر طفيف” بنيران من المحتمل أن تكون إيرانية قرب ميناء الفجيرة الإماراتي.
وفي 29 تموز، تعرضت ناقلة النفط “ميرسر ستريت” التي تشغلها شركة يملكها ملياردير إسرائيلي، لهجوم بطائرة مسيرة في بحر العرب بحسب الجيش الأميركي الذي لديه سفن في المنطقة.
وأسفر الهجوم عن مقتل شخصين، بريطاني يعمل لدى شركة الأمن “أمبري” وروماني هو أحد أفراد الطاقم، بحسب شركة “زودياك ماريتايم” التي يملكها الإسرائيلي إيال عوفر.
وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا إيران التي تنفي أن تكون ضالعة في الهجوم، وحذرت من أنها سترد على أي “مغامرة” تستهدفها بعد تهديدات من إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على الهجوم.
لكن شركة “درياد غلوبال” المتخصصة في الأمن البحري تحدثت عن “أعمال انتقامية جديدة في الحرب التي تجري في الخفاء بين القوتين”، أي إيران وإسرائيل.