“بلومبيرغ”: هكذا تستطيع واشنطن مواجهة إيران و”حزب الله” معنيّ
ترجمة “لبنان 24”
مع تضاؤل احتمالات إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني يوماً تلو الآخر، استعرضت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية سبلاً تستطيع الولايات المتحدة الأميركية بموجبها “مواجهة صواريخ إيران ووكلائها” في لبنان وسوريا والعراق واليمن وفلسطين، مؤكدةً أنّ هذه الخطوة لن تكون سهلة.
ورأت الوكالة أنّ انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان أثار الشكوك حول عزيمة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تحت الضغوط، متحدثةً عن إعلان البيت الأبيض تحويل مهمة القوات الأميركية لتصبح تدريبية واستشارية في العراق بحلول نهاية العام. الوكالة التي قالت إنّ المجموعات المسلحة المدعومة إيرانياً تتنافس على النفوذ في العراق، شدّدت على ضرورة تعزيز الإدارة الأميركية “جهودها الأخرى” للرد على “مناورات إيران”.
وهنا، تطرّقت الوكالة إلى “عمليات إيران الممتدة على جبهة واسعة”، مشيرةً إلى أنّ عشرات آلاف المقاتلين المدعومين إيرانياً في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة “أضعفوا الدول الفاشلة” و”هددوا إسرائيل” و”استهدفوا القوات الأميركية وحلفاءها العرب مباشرة” و”عرقلوا حركة التجارة العالمية”. كذلك، تناولت الوكالة هجمات الحوثيين على السعودية التي “هددت أسواق النفط”، وعمليات إطلاق الصواريخ باتجاه القواعد الأميركية التي تهدد بإشعال نزاع أميركي-إيراني واسع النطاق. في ما يتعلق بـ”حزب الله”، قالت الوكالة إنّه يعرقل الإصلاحات اللازمة لإعادة إحياء الاقتصاد اللبناني.
إلى ذلك، تحدّثت الوكالة عن عمليات تصدير الأسلحة الإيرانية المتطورة، محذرة من أنّ “وكلاء إيران باتوا يحوزون آلاف الصواريخ الباليسيتة وصواريخ الكروز، والمعدات لتعزيز دقة الذخائر القديمة”. كما نبّهت الوكالة أنّ “وكلاء إيران” مدربون ويمتلكون التجهيزات اللازمة لإنتاج الصواريخ بأنفسهم. ومع التحولات التي تشهدها سوق الأسلحة التقليدية، سلّطت “بلومبيرغ” الضوء على الطائرات من دون طيار، لافتةً إلى أنّ عناصر المجموعات المسلحة بدأت تستخدم هذه الطائرات التي يُعتبر رصدها شديد الصعوبة. ونظراً إلى استراتيجية التحالف الإسرائيلي-الأميركي، حذّرت الوكالة من أنّ أنظمة القبة الحديدية الإسرائيلية الدفاعية ستواجه صعوبة في مواجهة ما يزيد عن 150 ألف صاروخ ورأس صاروخ قد يطلقه “حزب الله”.
على مستوى الخطوات، رأت الوكالة أنّه من شأن وضع “مدونة سلوك إقليمية” لتقييد انتشار الصواريخ وأنشطة اللاعبين غير الحكوميين أن يحدث فرقاً، معلقةً: “لن تضع (المدونة) حداً للنزاعات إلا أنّها ستقلل من أرجحية اندلاعها أو تصاعدها”. وتابعت الوكالة: “يتعيّن على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين تعزيز الجهود الديبلوماسية الأخرى لتبديد التوترات، عبر محادثات لإنهاء حرب اليمن وتعزيز العلاقات بين الدول الخليجية وإيران على سبيل المثال”.
ودعت الوكالة أيضاً الولايات المتحدة إلى “بذل جهود أكبر لردع تهديد “وكلاء إيران”، قائلةً: “يتعين على القوات الأميركية، إذا ما تعرضت لهجوم، الرد بقوة وانتظام أكبر- ولكن من دون جلبة”، على أنّ يكون الهدف رفع التكاليف هجمات مماثلة من دون إجبار المجموعات المسلحة على الرد حفظاً لماء الوجه.
وتابعت الوكالة مشددةً على ضرورة تعزيز الولايات المتحدة وحلفائها الجهود لاعتراض شحنات التكنولوجية الصاروخية لإيران من جهة، ومن إيران إلى وكلائها من جهة ثانية. وكتبت الوكالة: “يتعيّن على الولايات المتحدة أن تساعد شركاءها في المنطقة على تعزيز قدراتهم الدفاعية الصاروخية والاستخبارية وتلك المتعلقة بالمراقبة والاستطلاع”، مروّجة في السياق نفسه للتطبيع مع إسرائيل.
وكتبت الوكالة: “يُعتبر تقويض دعم المجموعات غير الحكومية أساسياً على المدى البعيد”، محذرةً من أن الاستياء من النفوذ الإيراني اتسع في لبنان والعراق”، ومؤكدةً أنّ الخطوات التي استعرضتها قادرة على خفض منسوب التوترات في المنطقة وعرقلة محاولات إيران “إشعال نزاع”.