الأيام العشرة الخطيرة
نبيه البرجي-الديار
«الأيام العشرة المقبلة أيام خطيرة. ثمة جهة حزبية تنسق مع خلايا نائمة في الشمال والبقاع من أجل تفجير الساحة اللبنانية يوم 4 آب، ومن ساحة النجمة، باقتحام مبنى المجلس النيابي، وربما محاولة احراقه»!
الكلام نقل، وبصورة شبه حرفية، عن مرجع كبير، في حين كانت معلومات مصادر أخرى تشير الى أن المتظاهرين يمكن أن يعلنوا من تحت قبة البرلمان حله «باسم الشعب».نجل وزير سابق اقترح على الجهة اياها اعلان «حكومة لبنان الحرة»من هناك.
المرجع تساءل «متى يدرك بعض الساسة عندنا أن اللعبة أكبر منا جميعاً اذا ما قرأوا مسار الأحداث من واقعة خلدة، المبرمجة «داعشياً»، الى اقدام جهة مجهولة على تفجير «الناقلة الاسرائيلية»، وردة فعل «تل أبيب» وواشنطن الفورية عليها، دون اغفال التظاهرات التي اندلعت في أكثر من منطقة ايرانية بسبب أزمة المياه ؟».
ما يتردد وراء الضوء أن عواصم صديقة الأيام العشرة الخطيرة بدأت تتهم الصقور هناك بأنهم، بالتصعيد التكتيكي في العراق، وفي أمكنة أخرى، لتعزيز أوراقهم التفاوضية في فيينا، بانتظار تسلم ابراهيم رئيسي سلطاته الدستورية، أعطوا (مجاناً) الفرصة الذهبية للقوى الأميركية المعارضة للعودة الى الاتفاق، وقد أدى ذلك الى دخول ايران في عنق الزجاجة، لتزداد الضائقة الاقتصادية هولاً، والى حد العجز عن تأمين حتى مياه الشفة الى الملايين من السكان.
ألا ينعكس ذلك، وبصورة تراجيدية، على البلدان التي يمتلك فيها آيات الله نفوذاً بأبعاد جيوسياسية ؟.
التوقعات تتحدث عن ارتفاع دراماتيكي في مستوى التوترات على امتداد الاقليم، مع ما لذلك من تداعيات على المشهد اللبناني الذاهب أكثر فاكثر نحو الضياع والفوضى اذا لم يتم تشكيل الحكومة في الحال.
عشية انعقاد المؤتمر الدولي بشأن دعم لبنان، تكاثرت التعليقات الديبلوماسية الأوروبية حول عملية تشكيل الحكومة، لا سيما في ما يتعلق بتوزيع الحقائب، كما لو أن اللبنانيين لم يتحولوا الى حقائب سفر تتكدس على أرصفة الدنيا، وبل على أرصفة الجحيم!
الجيش اللبناني لديه الكثير من المعلومات لما تم اعداده ليوم غد، وللأيام المقبلة، ولقد اتخذ كل الاحتياطات لاحتواء الاحتمالات، بعيداً عن اراقة الدماء التي يسعى اليها البعض على قدم وساق.
من هنا كان الدعوة الى ذوي الضحايا لكي يتنبهوا الى اعتزام قوى معينة توظيف المأساة التي ألمت بهم لتحقيق أغراض تتعدى بكثير مسألة فضح المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة. تالياً، زج البلاد في صدامات دموية لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها.
أبطال المهزلة ما زالوا اياهم أبطال المهزلة بتلك الأدمغة العفنة، وحيث ينتفي الحد الأدنى من الاحساس الوطني، والاحساس الانساني، بمدى الكوارث التي تضرب اللبنانيين من كل حدب وصوب، ودون أن يكترثوا بالآراء التي تنشر في وسائل اعلام عالمية، والتي تتهمهم بـ»النرجسية القاتلة»، وأيضاً بـ»الكائنات الفرويدية» التي يفترض أن توضع وراء القضبان.
أليست مهزلة المهازل أن ينحصر الصراع في من يمسك بحقيبة الداخلية، وبحقيبة العدل، لنكون أمام فضيحة سياسية، وأخلاقية، أخرى. الهدف هو التحكم بالمسار الأمني، والمسار القضائي، للانتخابات النيابية التي ان بقيت المنطقة تدور في المتاهة، من يدري أين سيكون لبنان، وكيف سيكون، في الربيع المقبل…
رئيس الجمهورية له حساباته الشخصية (جداً ) في لعبة «البازل»، ويفترض ألاّ يتأثر الرئيس المكلف بالتقلبات الدونكيشوتية لسعد الحريري، الذي من الواضح أن هناك من نصحه، من الحاشية، بالانتحار السياسي. لاحظنا أنه لا يكتفي بقطع خطوط التواصل مع حزب الله، بل أمر نوابه بشن حملة بالحجارة ضد الحزب ظناً منه أنه بالتعبئة السياسية، والطائفية، ينجح، من جهة، في تعويم نفسه انتخابياً، ومن جهة ثانية (وساذجة) في فتح كوة توصله الى قصر اليمامة، كما لو أنه لا يدري أن اللعب بالنار، وبتلك الطريقة، يعني العودة المستحيلة الى السراي.
أما نصيحة وزير بيروتي سابق له فهي أن يحزم حقائبه وينتقل الى منزله الفاخر في باريس. هناك المنفى المخملي بدلاً من طريق الجلجلة…