جوسلين نصر
انتكاستان عاشهما اللبناني خلال الـ 48 ساعة الماضية، الأولى “أمنية” من خلال أحداث خلدة التي كادت تُدخل البلد في نفق مظلم والتي يتخوف البعض من ان يكون لها “تتمة” في الأيام المقبلة رغم ان جميع الأطراف المعنية سارعت لاحتواء تداعياتها، فلا حزب الله له مصلحة بتمدد هذه الحوادث ولا أي طرف آخر، في حين ان الجيش سارع لوأد الفتنة وقام بعمليات دهم أدت إلى توقيف عدد من المتورطين وباشر تحقيقاته.
أما الانتكاسة الثانية فهي “حكومية”، فقد عوّل اللبنانيون ان يكون اللقاء الرابع بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي مدخلا لتأليف حكومة سريعاً تخفف من الانهيار الذي يعيشه البلد، الا ان اجتماع الـ 25 دقيقة بين الرجلين لم يفضِ إلى النتيجة المرجوة، وقد أكد ميقاتي بعده ان “المهلة غير مفتوحة” ما فتح باب التساؤلات حول مصير التأليف، ولتعود الأنظار وتتوجه مجددا للاجتماع الخامس الذي سيُعقد يوم الخميس المقبل.
تزامناً تحل الذكرى السنوية الأولى لتفجير 4 آب وسط غضب عارم يسيطر على أهالي ضحايا “مجزرة” مرفأ بيروت، فالأهالي يريدون الحقيقة مهما كان الثمن يريدون ان يشفوا غليلهم وان يحاسبوا كل من كان له علاقة مباشرة وغير مباشرة بما حدث.
وفي هذا الإطار، ينظم أهالي الضحايا غدا الأربعاء تحركات ومسيرات للمطالبة برفع الحصانات عن المسؤولين الذين يطلب المحقق العدلي طارق البيطار ملاحقتهم.
ولكن عشية الذكرى ثمة مخاوف من استغلال البعض تحركات الأهالي للانزلاق بالبلد إلى منعطف أمني هو بغنى عنه.
إذا لبنان في خضم توترات واحداث أمنية متنقلة يحذر الجميع من تداعياتها ومن انفجار أمني واجتماعي وشيك، فماذا يقول وزير الداخلية السابق مروان شربل عن الوضع الأمني؟
اعتبر شربل في حديث لـ “لبنان 24” انه لن نصل إلى نتيجة في ما يتعلق بأحداث خلدة إذا لم يتدخل القضاء ويتم توقيف الفاعلين ومُصادرة السلاح إضافة إلى إصدار مذكرات توقيف، مؤكداً ان على القضاء اللبناني التحرك لتحديد المسؤوليات.
وحذر شربل من اننا في لبنان نعيش بظروف صعبة جدا، والحوادث الأمنية قد تحصل في أي لحظة لأن “الجوع قد يُسبب عدة أمور”، لافتاً إلى ان الحوادث الأمنية المتنقلة هي نتيجة الوضع المعيشي، وبالتالي هذا الأمر قد يؤدي إلى فلتان أمني.
وفي ما يتعلق بعملية تأليف الحكومة، شدد الوزير شربل على ان المطلوب إيجاد مخرج سريع يؤدي إلى التشكيل، ولفت إلى انه في حال لم يتفاهم رئيس الجمهورية ميشال عون مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي فلا حكومة. وأشار إلى ان الخلاف هو على وزارتي الداخلية والعدل، متمنياً ان يتم معالجة هذا الموضوع سريعا، وأكد أنه رغم كل شيئ متفاءل بتشكيل الحكومة.
وعن رأيه بتصعيد أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت من لهجتهم وإمهال المسؤولين 30 ساعة ليروا ماذا يريدون أن يفعلوا بمسألة الحصانات، شدد شربل على ان أهالي الضحايا يطالبون بحقهم وبالحقيقة، وتمنى ان تكون التحركات غدا غير عنفية لأن هناك العديد من الناس الذين يريدون النزول إلى الشارع ومشاركة الأهالي بهذه الذكرى الأليمة، محذرا من طابور خامس قد يستغل هذه التحركات.
وأضاف شربل: القاضي البيطار ليس بلا ضمير وسيتم توقيف كل من أخطأ والا فلماذا القضاء؟
ولفت إلى ان البيطار يملك المعلومات والتحقيق يمر بعدة مراحل، المرحلة الأولى يجب البحث بالإهمال الذي حصل، وثانيا معرفة كيف تم إدخال نيترات الأمونيوم، والمرحلة الثالثة معرفة كيف فُجرت، وبالتالي يجب ان نعرف ما إذا كان هناك جناية أم لا .
وتابع شربل: عجيب اننا نختلف بشأن موضوع الحصانات وهناك مجزرة حصلت أدت إلى سقوط 200 شهيد والاف الجرحى والاضرار.
المصدر: لبنان 24