مصباح العلي -لبنان24
لم تصمد موجة التفاؤل طويلا وسرعان ما تسلل القلق من جديد وسط التساؤلات حيال وجود حلول بديلة كما قدرة لبنان على الصمود أمام الارتطام الكبير.
انقضى عام على جريمة انفجار المرفأ دون أن تتعظ الطبقة الحاكمة، وعدت اللبنانيين بالتحقيق سريعا واعلان الحقيقة كما المحاسبة لكن سرعان ما طويت الصفحة وبدأت أساليب التسويف والتحايل والمزايدة دون تقدير حجم جراح اللبنانيين وآلامهم.
الأمر ذاته ينسحب على تشكيل الحكومة وسط انحسار موجة التفاؤل وبروز العقد من الجديد بينما الناس كفرت ومأساة اللبنانيين وهمومهم في مكان آخر، في ظل تدحرج الازمات حتى دخلت مياه الشرب إلى ميادين السوق السوداء بعد المحروقات والخبز و الأدوية.
وسط نار جهنم، برزت أحداث خلدة بصفتها نموذجا مصغرا عن انحلال الدولة وسيطرة العصبيات الطائفية والمذهبية التي ستساهم بتدهور الواقع اللبناني ودفعه نحو الحضيض، علما بأن المؤسسة العسكرية ورغم جدارتها بصون السلم الاهلي قد لا تكون قادرة على ضبط الأحداث الدموية في ظل غياب القرار السياسي الحاسم واستقالة الدولة عن أدنى واجباتها.
عشية ذكرى انفجار المرفأ، تشير التقديرات إلى استئناف الاحتجاجات بشكل أشد عنفا نتيجة استفحال الازمات، بعدما ظنت بعض القوى بأنها استطاعت اخماد الثورة الشعبية وهذا ما يفتح مصير السلم الاهلي على المجهول، خصوصا وان تقارير أمنية محلية وخارجية حذرت من مغبة المراوحة القاتلة ودعت الى مواجهة الازمات بجدية دون حصانات واهية وحسابات ضيقة.
في هذا الإطار، يفيد متابعون بأن اصل العلة أمام الانسداد الذي يعيشه لبنان حاليا يكمن في الاستعصاء السياسي، فهناك من يعطي اولوية لحسابات بقائه في السلطة ومصير مستقبله السياسي ويجعلها حجر الزاوية في مطلق تحركاته، بينما الواقع المأزوم يستلزم الإبتعاد عن منطق الأنانية و فتح ثغرات الأمل.