كمين خلدة…الفتنة يوقظها عمر غصن وتغطّيها السفارات!

المصدر: موقع الخنادق

كثيرة هي السيناريوهات وردّات الفعل التي أحاطت بالجريمة التي وقعت أمس في خلدة، والتي راح ضحيتها 4 شهداء وعدد من الجرحى، غير ان الثابت الوحيد في هذه القضية انه كان هناك من يدبّر ويغطّي سياسيًا هؤلاء العصابات والرعاع المتفلتين، وان “الكائن” الذي ارتبط اسمه بالعمليات الأمنية طيلة السنوات الماضية كان حاضرًا ومحرضًا ولو من خلف الجدران والمعاقل، إنه “عمر غصن”.

“أنا رأيت علي شبلي مع مجموعة شبان على السطح، لكني شخصياً لم أشاهده يحمل سلاحاً” هذا التصريح لم يكن لأحد المارة المدنيين في شوارع خلدة قبل عام تقريبا -آب 2020-، بل هو اعتراف عمر غصن نفسه المحرض الأول على قتل علي شبلي يوم السبت الفائت، على خلفية “ثأر لمَن لم يقم بقتله”.

اختيار توقيت الكمين يكشف عن المخطط الأسود الذي كان يُعد له، فالتعرض لعائلة تشيّع ابنها الذي قتل ظلمًا، وخلال جنازته التي وصلت إلى منزله الذي استهدف العام الماضي بقذائف RBG، ينذر ان هناك من اتخذ قراره بإشعال فتيل الفتنة، ويبدو ان استثمار الاستحقاق النيابي قد بدأ رسميًا.

 غير ان الجهة المتورطة بتغطية قاتلي الشهيد شبلي والمحرضين على قتله -عمر غصن- لا تحتاج إلى كثير من التكهنات، خاصة إذا ما تم استعراض ما جرى: في أواخر آب العام الماضي قام الشهيد علي شبلي برفع راية سوداء بمناسبة عاشوراء على مبنى يملكه، ليقوم غصن بتمزيق الراية الأمر الذي دفع شبلي لرفع دعوى أمام الجهات المختصة، الا ان الأخيرة عادت وافرجت عنه -فورا- بناء على طلب النائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط. وهذا ما يدحض ادعاء تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي بأن لا علاقة تربطهما بغصن بعد تصريح الأخير “انا زلمي اشتراكي وعلاقتي بتيار المستقبل علاقة ممتازة…هاتفني الحريري وحادثني لربع ساعة واطمأن عليّ وقال إن ما يمسّك يمسّني”.

من هو عمر غصن؟

لسنا هنا بمعرض سرد محطات حياة “محرك الفتنة” وهو سلفي الانتماء، فلا تاريخ مشرف يُذكر به، وهو الذي ارتبط اسمه بسلسة الجرائم في أصعب مرحلة تمر بها البلاد في السنوات الأخيرة.

عام 2014 أوقف فرع المعلومات عمر غصن بجرم نقل انتحاري من خلدة إلى كفرشيما كان ينوي استهداف قناة المنار، لكن سرعان ما أخلي سبيله بذريعة انه لم يكن يعلم بهوية الانتحاري، رغم العثور على سلاح داخل سيارته.

مع بداية التحركات الشعبية عام 2019 ترأس غصن ميليشيات قطع الطرقات حيث كان يدقق بهويات المارة ويفرض الخوات، ومنع العديد من سيارات الإسعاف والحالات المرضية من العبور بقوله “على جثثنا”، رغم وجود القوى الأمنية بالقرب منه.

أواخر آب 2020 تولّى غصن مهمة بث الفتن بعد مقتل حسن زاهر غصن -ابن اخته- وهذا ما نتج عنه قتل الشاب علي شبلي ليل السبت غدرًا، وارتكاب المجزرة أمس الأحد، ووضع البلد مرة أخرى على قنبلة موقوتة لن تقتصر شظاياها على طائفة دون أخرى.

منذ قليل أوقف عمر غصن ونجله غازي، لاشيء مستغرب إذا ما عرفنا انه من ضمن الشخصيات التي لا تُسأل عن تاريخ محاكمتها، بل عن الفترة التي ستقضيها في السجن والتي قد لا تتجاوز أياما معدودة.

أما عن ما قد يجري في مرحلة “ما بعد خلدة”، فلا خوف ممن يقتل لأجل القتل فقط، ثم يلاحق جنازة ليستهدفها في كمين محكم مدبّر، بل ممن كان يعلم بالاستهداف ولم يوقفه الا بعد أن تضرجت الأرض بدم الشهداء والجرحى، وممن سيطل على اللبنانيين غدا ليحاضر بهم بالوحدة الوطنية والعيش المشترك وهو الذي غطى المجرمين و”يحج” بين السفارات الخليجية-الأميركية.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع

Exit mobile version