إسرائيل الرسميّة تستثمِر واقعة السفينة لحملةٍ دبلوماسيّةٍ ضدّ إيران وتمتنِع عن التلويح بالخيار العسكريّ
نقلاً عن محافل رفيعةٍ في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، قال مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، اليوم الاثنين، إنّ إسرائيل عرضت معلوماتٍ استخباراتيّةٍ تؤكِّد تورّط إيران في الهجوم على السفينة الإسرائيليّة في الخليج العربي.
وتابع نقلاً عن المصادِر عينها أنّ قوّة ردّ الفعل الإيرانيّ على اتهامها بالتورّط بالعملية نابِعةٌ من مقتل اثنيْن من طاقم السفينة، وعليه، شدّدّ المُحلِّل على أنّ إسرائيل تستغِّل الـ”تورّط” الإيرانيّ بهدف الشروع في عمليّةٍ دبلوماسيّةٍ ضدّها، ويُلاحَظ بأنّ المصادر في تل أبيب امتنعت عن التلويح بالخيار العسكريّ ضدّ إيران، مُكتفيةً في الوقت الحالي بإقناع المُجتمع الدوليّ بأنّ الجمهوريّة الإسلاميّة تُشكِّل عائقًا يجِب العمل على أزالته.
في السياق عينه، قال ضابطٌ إسرائيليٌّ رفيع المُستوى إنّ “حادثة الهجوم على السفينة الإسرائيلية في بحر عُمان، تثير تساؤلات حول تنامي الحملة البحرية التي تخوضها إيران، لاسيما وهي بصدد إنشاء ما تعتبره معادلة أمام إسرائيل، عقب زيادة هجماتها ضد المواقع الإيرانية في سوريّة”.
وأضاف ميكي سيغال مسؤول الملف الإيراني بجهاز الاستخبارات العسكرية السابق، والباحث بمركز القدس للشؤون العامة، في مقابلة مع صحيفة (معاريف) العبريّة، اليوم الاثنين، أضاف أنّ “المحور الذي تقوده إيران يقف وراء الهجوم الذي جاء لمحاولة تحذير إسرائيل من استمرار الهجمات في سوريّة، وكأنَّ لسان حال إيران مفاده أنّ استهداف الحوثيين في اليمن، والمليشيات الموالية لإيران بالعراق وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، كلّها تُشكِّل جبهة مقاومة لإيران”.
بالإضافة إلى ذلك، لفت الجنرال إلى أنّه “من المثير للاهتمام أنّ إيران تقدم الهجوم على أنّه هجوم على جبهة المقاومة، وليس عليها نفسها فقط، في ضوء أنّ قدراتها في مجال الطائرات بدون طيَّار كبيرة، ولذلك ستستمر هذه المواجهة في مرافقتنا، لأنّ الإيرانيين دشنوا خط أنابيب نفط؛ تحسبا لاحتمال القتال في هذه المنطقة، وإغلاق المصريين أمام سفنهم”.
من ناحيته، قالالجنرال إليعازر تشيني ماروم، القائد السابق لسلاح البحرية، قال إنّ “إيران يجب أنْ تدرك حجم الردّ القاسي على هجومها ضد السفينة المملوكة إسرائيليا، رغم أنّ ذلك لا يزال يثير مخاوف من مواجهة مع الحرس الثوري أيضًا، ويطرح من جديد طبيعة الخطأ الذي ارتكبته إسرائيل في السابق تجاه القطاع البحري الإيراني”.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة (معاريف) العبريّة أنّ “مهاجمة السفينة الإسرائيلية يعني أنّ الحرب مستمرة، ويثير مخاوف من تصعيد المواجهة البحرية المباشرة مع إيران، رغم تقديري الشخصي بأنّه لا توجد فرصة بأنْ يؤدّي هذا التطوّر لنشوب معركةٍ بحريّةٍ متجددة، مع العلم أننا ارتكبنا خطأ في المعركة البحرية السابقة، وبدأنا الحملة بلطف شديد، مع عملياتٍ سرية للغاية، ثم انتقلنا إلى الثرثرة، التي لم تكن في مصلحتنا”.
وادعى الجنرال الإسرائيليّ أيضًا أنّ “الهجوم الإيرانيّ على السفينة ليس بحاجة لمعلومات استخباراتية معقدة أو قدرة فتاكة، والاصطدام بطائرة بدون طيار على متن سفينة ليس بالأمر الصعب، وربما ارتكب المهاجمون الإيرانيون خطأ، ولعلهم لم يقصدوا قتل أفراد الطاقم، وإلحاق الضرر بهيكل السفينة، لذلك لا أرى الرد الإيراني بأنه حنكة أو قدرة على ردع إسرائيل”.
وعندما سئل كيف على إسرائيل التصرف؟ أجاب بأننا “في ذروة حملة ضد إيران، حملة طويلة جدًا، ويجب علينا تفعيل إستراتيجية المعركة بين الحروب، والتصرف في الخفاء لتحقيق ثلاثة أهداف معلنة: منع التمركز الإيراني في سوريّة، ومنع تهريب الأسلحة المتطورة إلى حدودنا، وإلحاق الضرر بمشروع الصواريخ الدقيقة، وبجانب كل ذلك، ضرورة العودة لمبادئ الحملة السرية، التي يجب أن تكون سرية”.
وأوضح أنه “في المرة القادمة التي نهاجم فيها سوريا، يجب أن نهاجم على نطاق واسع، وأهداف كثيرة جدا، فنحن لدينا سلة أهداف جيدة جدا، ونوضح للإيرانيين أن يتركونا، ولا يعبثوا معنا، وقد لا يكون هناك داع للرد في الوقت الحالي؛ لأن عدم الرد لا يعني ضعفا إسرائيليا، وإذا كانت هناك قدرة على الهجوم سرا في نقاط معينة، فيجب أن يتم ذلك دون ارتباك، وإيصال رسالة سرية، دون تنفيذ هجمات مجنونة وخطيرة”، على حدّ تعبيره.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع