عملية قتل علي شبلي بشكل واضح لجهة غدر الجاني به بحفل زفاف امام العشرات وبوجه مكشوف لا تعبر عن عملية ثأرية نابعة من تقاليد عشائرية على الرغم من ان شكل وطريقة التنفيذ توحي بذلك ..
اولا ً لأن المغدور لم يثبت انه اقدم بشكل مباشر على قتل اثنين من عرب خلدة ؟ بل ان مقتلهم جاء نتيجة اشتباك مسلح استمر اكثر من ساعة بين مجموعة كان يقودها شبلي وأخرى عرب خلدة بمساحة ضيقة وبين أبنية متداخلة ،ما يشير الى ان إصابة شخصين من عرب خلدة جاءت خلال إطلاق نار متبادل وليس مباشر بقصد قتلهم كما حصل مع شبلي ،
وبالتالي فرضية الثأر ساقطة بقواعد التقليد العشائري ان صح على عرب خلدة الذين يعتبر القسم الاكبر منهم مرتزقة لدى احزاب سياسية وجهات خارجية وبعض الأجهزة المحلية ..
لذلك يمكن القول ان اغتيال شبلي جاء بقرار سياسي وبتوقيت يخدم هذا القرار ، وهذا القرار يطرح تساؤلات عن الجهة التي ينتمي اليها ال غصن وهي ” تيار المستقبل ” ولماذا حصل هذا الاغتيال بعد اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة وهجومه الغير مبرر على حز bالله بعد الاعتذار ؟ على ان هناك معطيات اخرى تشير الى ان حال عرب خلدة مع المستقبل هو كسائر احول المناطق والجماعات التي تنتمي الى التيار منقسمة الولاء بسبب تعدد الأجنحة بالتيار ومنها من بات ظاهراً مع المستقبل ومضومناً مع السعودية التي تؤمن لهم الدعم المادي المطلوب بعد تراجع دعم التيار بسبب العزلة التي يفرضها النظام السعودي على سعد الحريري ..
من هنا يمكن وصف اغتيال شبلي بأنه خاضع لكل الاحتمالات التي تهدف الى جر الحزب لمعارك جانبية هدفها الدم، بظل الانهيار الاقتصادي الشامل في لبنان وتلاشي الامن وتحلل الدولة بكل مؤسساتها الدستورية والقضائية والإدارية ،
والدليل على ذلك معرفة ال غصن وغيرهم ان لا قدرة لهم على مواجهة مباشرة مع الحزب واي حزب اخر بالمنطقة لو لم يتوفر لديهم قرار وغطاء سياسي كبير لاغتيال شبلي ؟
وان إظهارالاغتيال بأنه عملية ثأر غير منطقية لسبب بسيط وهو ان المغدور شبلي كان على مدى عام تحت اعين ال غصن وعرب خلدة ولم يقدموا على الثأر وهذا ما يؤكد ان اغتيال شبلي تم بقرار سياسي مدفوع بشكل ثائري وبهدف جر الحزب الى فتنة اشتباك مسلح بهذا التوقيت المحسوب لاحداث ذلك ..
عباس المعلم / كاتب سياسي