ظلام..في دولة مفتتة!

ملاك درويش

وكالة نيوز

في دوامة الكهرباء دخلنا..ننتظر قدومها يوميا حتى اعتدنا الإنتظار الصامت المظلم!

نعم..نحن الشعب الذي يعتاد على الظلم والذل والقهر، نحن الشعب الذي يعطي جلاده السوط ويقول له نعم من دون وعي ولا إدراك..حبذا لو وقف رجلا من أبناء أمتي وقاللاللفسادلاللظلم وألف لا ولا سجنت خلف قضبان ساسة لا يشبعون سرقة ونهب وجور..

شباب نحن مقيدين لا نعرف كيف نتجه! حملنا شهاداتنا عبئاً على أكتافنا، فلا رزقنا عملاً ولا قيمة سوى جدران أوصدت في وجوهنا في كل مكان..أنختار الهجرة من وطن فقد مقومات الوطنية؟ أو أن هناك من أفقد وطننا ثرواته وإقتصاده بعمل ممنهج ليقتل كل ما تبقى منا ومنه..

وطن الثروات الضائعة والعجز المالي الكبير، الذي يتصاعد سنة بعد سنة من دون إيجاد أي حل يساعد على اجتياز تلك المحن المستعصية..

لقد كان الفساد موجوداً في كل زمان في لبنان، مثلما كان بكل أسف موجوداً في كل مكان..لكنه في السابق كان متواضعاً جداً!، ولكن بعد العام ١٩٩٢، وخلال الـ ١٥ سنة الماضية، أصبح ركيزة من ركائز الحكم وصار المال أياً كان مصدره القيمة المرجعية والهدف المطلوب بلوغه.

عبدة المال والطائفية السياسية في لبنان التي تعود بأصولها إلى النظام المالي العثماني، فشلت بإقامة دولة متقدمة وأصبحت مثالاً يحتذى به ووسيلة لتهديم المجتمعات والإقتصاد والانبطاح للخارج، بدلاً من البنيان والتطور.

ولنأخذ مثلاً مشكلة التدخل الأجنبي، الذي هو الآفة الكبرى التي عاناها لبنان طوال تاريخه الحديث ولايزال..

فالدور الذي تلعبه القوى الخارجية في زرع وإدارة الفتن، يحصل غالباً من خلال أستغلال المخاوف والهواجس الطائفية التي تكنها طائفة أو أكثر تجاه طوائف أخرى.

من أواخر العام ٢٠١٨،وحتى يومنا هذا، اكتشفنا وهم وطننا من خلال حياة سياسية فاسدة ومجتمع مفتت وطبيعة مستباحة وحقوق مؤجلة، وإنجازات كتبت على رمال صحراوية تمحى مع كل ريح فاقدة للأثر..

Exit mobile version