ٍَالرئيسيةتحقيقات - ملفات

كواليس جلسة أميركيّة عن لبنان

ترجمة أساس ميديا

نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية مقالاً أشارت فيه إلى أنّ اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا والإرهاب الدولي في مجلس النواب الأميركي عقدت اجتماعاً الخميس، ناقشت خلاله “الشلل السياسي، والأزمة الاقتصادية في لبنان، والتحدّيات التي تواجه السياسة الأميركية”.

وبحسب ما نقلت الصحيفة عنه، فقد علّق النائب الديموقراطي تيد دويتش من ولاية فلوريدا، الذي يرأس اللجنة، بالقول: “إنّ اعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم تشكيل حكومة بعد تسعة أشهر من تكليفه، تكشف الجمود السياسي في لبنان، وعجز أو عدم رغبة السياسيين بتجنّب أو التخفيف من الأزمة الاقتصادية، وما ينتج عنها من عدم استقرار”.

ورأى النائب أنّ ما سبق “يشكّل تحدّياً للمجتمع الدولي الذي يشترط الالتزام بالشفافيّة، واتّخاذ تدابير وإجراءات لمكافحة الفساد والمساءلة، من أجل تقديم حزم المساعدات”، موضحاً أنّه “يشجّع الإدارة الأميركية على دعم هذا النهج، واتخاذ تدابير لإرسال رسالة أنّ واشنطن ستستخدم قوة نظامها المالي من أجل اجتثاث الفساد وتعزيز الاستقرار”.

وأعرب دويتش عن خشيته من استمرار التدهور في لبنان، الذي يجب العمل لتجنّبه، وقال: “لا يمكن للمنطقة أن تستوعب موجة جديدة من اللاجئين”، مشدّداً على “ضرورة أخذ الحرب الأهلية والتوتّرات الطائفية في عين الاعتبار، والعمل لتجنّب الخطوات التي تحفّز الطائفية والنزاعات الداخلية، خصوصاً أنّ انهيار الدولة يمكن أن يسفر عن تعزيز نفوذ خصوم الولايات المتحدة في لبنان، ومن ضمنهم إيران، سوريا و”حزب الله”.

وبحسب الأرقام التي عرضها دويتش، فإنّ واشنطن قدّمت مساعدات إنسانية في لبنان بأكثر من 2.7 مليار دولار منذ عام 2012، وشدّد على ضرورة استمرار هذه المساعدات من أجل تلبية احتياجات اللاجئين، وأردف قائلاً: “آمل أن نرى جهوداً دولية لمساعدة الشعب اللبناني وتجنّب الانهيار الإنساني الكامل”.

من جهته، رأى النائب الجمهوري جو ويلسون أنّ “إيران تستمرّ بتدخّلها في لبنان بشكل كبير من خلال وكلاء إرهابيين يتنكّرون في حزب سياسي شرعي”، مشيراً إلى أنّ “الشعب اللبناني سئم من نفوذ حزب الله والفساد المستشري، وستستمرّ معاناة اللبنانيين إذا لم يتمّ اجتثاث الفساد”.

من جانبها، علّقت كبيرة مستشاري نائب رئيس “معهد الولايات المتحدة للسلام” منى يعقوبيان بالإشارة إلى أنّ “لبنان في حالة سقوط حرّ مدفوعة بسلسلة من الأزمات المتتالية”، وذكرت أنّ “الليرة اللبنانية فقدت أكثر من 90% من قيمتها، وترافقت مع تضخّم وارتفاع أسعار المواد الغذائية أكثر من 600%، وأصبح 50% من اللبنانيين يعيشون اليوم تحت خط الفقر، و25% يعيشون في فقر مدقع، و75% من العائلات اللبنانية تعاني من انعدام الأمن الغذائي”.

وعن الحلول المقترحة لمواجهة الأزمات المتلاحقة في لبنان، اقترحت يعقوبيان أن “تقدّم واشنطن مساعدات نقدية للفئات الأكثر ضعفاً في لبنان، والضغط على السياسيين من أجل تشكيل حكومة، وتنفيذ الإصلاحات، وأن تفرض عقوبات ضد المسؤولين الذين يعيقون الإصلاح، إلى جانب تقديمها دعماً إضافياً للجيش اللبناني”. وشدّدت يعقوبيان على “ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها عام 2022، وإعادة تمويل مراقبتها”.

في السياق نفسه، تطرّق مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر إلى مسألة الصواريخ الدقيقة والموجّهة التي يملكها “حزب الله”، والتي تعتبرها إسرائيل “خطّاً أحمر وتهديداً استراتيجياً”. فقال: “عندما كنتُ أشغل منصباً في الإدارة الأميركية، حاولتُ تعزيز تفويض قوات حفظ السلام، أي اليونيفيل، وإن لم تكن هذه القوات تقوم بالمهمّة المولجة بها، وهي منع الحزب من إعادة التسلّح بعد عام 2006. إذاً لماذا يجب أن يكون عدد عناصرها ما بين عشرة آلاف و15 ألفاً؟”، وأضاف شينكر: “يجب أن يكون عددهم أقلّ أو أن يعملوا بالفعل وينفّذوا ما كُلِّفوا به، وينبغي تحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية”.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى