«قبل دفنه، عاد إلى الحياة»، عبارةٌ تردّدت سريعاً، وجرى التفتيش عن ملابساتها وهوية الشخص الذي عاد إلى الحياة، ومن الذي يتحمّل مسؤولية ذلك. تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة من التشييع، ولعمليات «إسعاف المتوفّى»، بالقرب من المكان المقرّر دفنه فيه. كَثُرت التعليقات وتقاذفَ «المُغرضون» المسؤوليات، إذ حمّل بعضهم المسؤولية للمستشفى، بينما ألقى البعض الآخر باللّوم على الطبيب
ما حصل صباح يوم الإثنين، وفق ما شرح أحد أقارب أحمد الحاج حسين، أن «الأب لأربعة أطفال قصدَ وشقيقُه أحد مكبّات النفايات القديمة، في محلة زغرين، عند أطراف مدينة الهرمل، لجمع ما تَوفّر من حديد وبلاستيك ونحاس يُمكن بيعها لتجار الخردة»، وهي «ليست المرة الأولى التي يقوم فيها بهذا العمل»، يقول قريبُ الحاج حسين.
ويُضيف: «في ذلك المكان حفرة كبيرة كانت تُستعمل كمطمر، اختار أحمد النزول إليها لجمع ما يمكن الاستفادة منه في بيعه، لينهار جزء من جدران الحفرة العالية عليه، ويُطمر تحت التراب. حاول شقيقه جاهداً إنقاذه من تحت التراب، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، ليسعى بعدها إلى طلب المساعدة من الجيش وفرق الإنقاذ».
يُتابع قريبُ الحاج حسين رواية ما جرى: «مضت أكثر من عشرين دقيقة على وجود أحمد تحت التراب، ليتم انتشاله بعدها، ويُنقل إلى مستشفى البتول في حالة حرجة، حيث أشار الأطباء إلى أنه دخل في مرحلة «الموت السريري» لعدم توفر الأوكسيجين مدة طويلة من الوقت، مع صعوبة في التنفّس وضعف في نبضات القلب»، لتُقرر العائلة، حينها، «نقله بسيارة إسعاف مجهّزة، برفقة طبيب، إلى مستشفى دار الحكمة في بعلبك».
صباح أمس الثلاثاء، أعلن المستشفى وفاة الرجل بعد توقّف قلبه عن النبض. ما حصل خلال التشييع، وفق رواية قريب الحاج حسين، أن «حالة من الهرج والمرج عمّت المقبرة، بعدما رفع أحدهم صوته بأنه «ما زال في الجثمان حرارة»، و استشفاف آخر «أن قلبه لا يزال ينبض»، ليتم استدعاء الصليب الأحمر اللبناني، الذي سارع إلى تقديم الإسعافات الأولية، ونقل الجثمان إلى مستشفى العاصي في الهرمل، حيث خضع لفحص متكامل، انتهى بتأكيد الوفاة، بناءً على رأي عدد من الأطباء».
وبعد اقتناع المشيّعين بأنه تُوفي فعلاً، عادوا وحملوا جثمان الرجل إلى مقبرة العائلة في الهرمل، حيث ووري في الثرى.
وفي تعليق منهم على ما جرى، أكد أقارب الحاج حسين «عدم وجود خطأ طبي»، ورفضوا «تحميل مسؤولية الوفاة لأحد… لأن لا تقصير من أحد في متابعة وضعه الصحي»، مناشدين الجميع «عدم الاصطياد في الماء العكر»، ومُعتبرين أن كل ما حصل «ليس إلا عاطفة تَحكّمت في الأمر».