تولي المسؤولية بالشأن العام او في العمل الحزبي المنوط بأحوال وهموم الناس يجب ان يأتي من خلال قاعدة ( التضحية ) لا المكسب والامتياز ..
صحيح ان في لبنان هذه القاعدة منعدمة وتتقدم المكاسب على التضحية ، لكن ذلك لا ينفي وجود حدود وضوابط يجب الالتزام فيها بزمن الانهيار والجوع والقهر الذي يعاني منه الشعب اللبناني كله من كل الطوائف والأحزاب ..
لذلك ما حصل مع النائب السابق نوار الساحلي يعتبر خطأ فادح ، ليس لانه شخص ثري جمع ماله من خارج المال العام او لأن طليقته وصهره من الأثرياء الذين بالتأكيد ليس لهم علاقة بما حصل وحل بالشعب اللبناني..
بل لان الساحلي ينتمي لحزب وبيئة اهم ركيزة لديهم ليست القوة العسكرية او السياسية وحجم التأثير الداخلي والخارجي بل الناس والشعب الذي أعطى لهذا الحزب كل هذه القوة على اختلافها ،
وهؤلاء الناس ارتضوا طائعين ان يكونوا مع هذه المسيرة بالسراء والضراء ويقدمون التضحيات بسبيل ذلك ،بالدم وبالصبر على كل الأزمات وما ينتج عنها من وجع وقهر ،
هؤلاء فقدوا الكثير من متطلبات حياتهم اليومية ولم يبدلوا تبديلا ومن منهم ميسورا ً او مقتدرا ًلم يبخل بمساعدة الآخرين من الأرحام الى ما تيسر من الابعدين ، بل وأكثر من ذلك معظمهم كانوا حريصين على عدم إظهار اقتدارهم المادي لكي لا يخدشوا شعور من أنهكه الانهيار على كل صعيد ..
من يتولى المسؤولية بمثل هذه المسيرة وخدمة الناس عليه ان يضحي وعائلته بإظهار الرخاء وان كان من جيبه الخاص ، خصوصا بزمن الانهيارات التي لا تتوقف على شعبه وناسه وبيئته ،
الشأن العام هو ان تكون بخدمة الناس وخدمة مشاعرهم ، ان تضحي بإظهار الكثير من الأشياء التي تظهر بحال لك ولعائلتك افضل من احوال ناسك وشعبك ، وعندما تعتزل الشأن العام يحق لك ان تفعل ما يحلو وطاب لك ، خصوصاً ان كنت تنتمي لمسيرة لديها مئات الامهات اللواتي فقدن فلذات أكبادهم شهداء وجرحى وزفهن شهداء على وقع عبارة “يـمـة ذكـريني من تمر زفة شباب من العرس محروم وحنتي دم المصاب ” وان تستحضر بهذا الزمان قول الامام علي ع (وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم، عائلهم مجفو، وغنيهم مدعو..
عباس المعلم/ كاتب سياسي