ٍَالرئيسيةتحقيقات - ملفات

الاتصال الأول بين ميقاتي وعون

كتبت جوزفين ديب…

عاد الرئيس نجيب ميقاتي بعد ظهر السبت إلى بيروت وفور وصوله إلى أرض مطار رفيق الحريري الدولي أجرى اتصالاً بالرئيس ميشال عون شاكراً إياه على الموقف الايجابي تجاهه الذي أعلنه في اللقاء الصحفي مع الزميل عماد مرمل. فأكّد له الرئيس عون على الرغبة بالتعاون معه ليبدأ الرئيس ميقاتي بعد ذلك سلسلة لقاءات واتصالات مع المعنيين بتشكيل الحكومة. فهو وإن حرصت مصادره على التأكيد ان شيئاً لم يحسم بعد بانتظار نتيجة المشاورات إلا أنّ المصادر المواكبة لعملية التكليف تؤكّد أنه سيكون رئيساً مكلفاً يوم الاثنين على أن تسميه جميع الكتل باستثناء التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية. وبالتالي سيتكرّر مشهد تسمية سعد الحريري قبل حوالي تسعة أشهر مع فارق كبير هو توجه حزب الله إلى تسمية ميقاتي رئيساً مكلفاً.

فالحزب الذي يحرص دائما على تحصين علاقته بالسنة حريص اليوم أيضاً على الالتقاء مع التوافق السني على اي اسم يختارونه وبالتالي سيحرصون كذلك على أن يحصد ميقاتي العدد الأكبر من الاصوات لتكليفه عسى أن يسهل ذلك عملية التأليف.

 

من جهته عقد رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل اجتماعاً للهيئة التأسيسية يوم الجمعة مساء وجرى النقاش في كيفية التعامل مع طرح ميقاتي. انتهى النقاش إلى عدم تسميته من دون حسم إمكانية الذهاب إلى تسمية السفير نوّاف سلام رئيساً مكلفاً. إلا أنّ باسيل الذي يدرك انه سيغرّد وحيداً إن كلّفت كتلته نوّاف سلام طلب من نوابه عدم التصريح إلى الاعلام كي لا يفهم أي كلام اساءة إلى ميقاتي تاركاً المجال مفتوح لامكانية التوافق على أن يعقد التكتل اجتماعاً استثنائياً له يوم الأحد أي قبل ساعات من موعد الاستشارات لتحديد الموقف النهائي من التسمية. أكان اسم نوّاف سلام أو ورقة بيضاء. غير أنّ عدم تسمية ميقاتي بحسب مصادر مقربة من باسيل لا تعني بتاتاً عدم الرغبة في التعاون في التأليف. فالموقف من المشاركة أوعدم المشاركة في الحكومة سيحدده موقف ميقاتي ومقاربته الحكومية بعد التكليف. ولعل أبرز الاشارات الايجابية التي وصلت من بعبدا إلى ميقاتي هو الكلام الصادر عن رئيس الجمهورية ميشال عون في مقابلته مع الزميل عماد مرمل.

في المقابل، يبدو ميقاتي وقد تعلّم من تجربة الحريري جيداً. فهو سبق أن أكّد أنه منفتح إلى اقصى الحدود في التعامل مع مختلف القوى. ولن يقيد نفسه بما قيد به الحريري نفسه. يعمل أصدقاء مشتركون بينه وبين فريق رئيس الجمهورية  كوسطاء في المرحلة الاولية على أن يصبح التفاوض مباشراً لاحقاً. لا فيتو لميقاتي على أي لقاء يجمعه مع باسيل طالما تجمعه لقاءات مع مختلف القوى السياسية. لا بل لن يكبّل نفسه بتسميات لصيغ حكومية كحكومة تكنوقراط أو تكنوسياسية أو متخصصة أو أي تسمية اخرى. سيقارب الأزمة الحكومية بنفس جديد طبقاً لما تحتاجه المرحلة بالتفاوض مع القوى المختلفة من دون استثناء المجتمع المدني. وبالتالي سيقفز فوق الالغام التي وضعها الحريري لنفسه في مسيرته لتشكيل الحكومة. أكان ذلك على مستوى شكل الحكومة أو الحقائب أو الوزيرين المسيحيين. يتمتع ميقاتي من الدهاء ما يكفي ليقفز فوق الالغام السابقة. وعليه واصل ميقاتي وسيواصل في الساعات المقبلة مشاوراته على أن يتوجه بلقاء مع رؤساء الحكومات السابقين مساء الاحد للتنسيق معهم في الموقف النهائي.

بعد سقوط اسمه بملفات مالية فتحت في القضاء لا شك ان فريق رئيس الجمهورية محرج من تسمية ميقاتي الذي يعتبر ان تكليفه سيعيد له اعتباره. تحديات عدة تنتظر المرحلة المقبلة سيما على فريق رئيس الجمهورية الذي يقف أمام خيارين، إما عدم المشاركة في الحكومة والذهاب إلى أقصى المعارضة وصولاً إلى امكان الاستقالة من مجلس النواب تحضيراً للانتخابات المقبلة، وفي هذا السيناريو تداعيات سلبية جداً على الساحة اللبنانية، إما المشاركة وفق جملة من التوافقات التي سيسعى ميقاتي إليها على أن تنجح حكومته إن تشكلت بالحد من الانهيار الشامل والذهاب إلى الانتخابات. وفي الاحتمال الثاني يربح ميقاتي تحد الحدّ من انهيار البلد ويحجز لنفسه ولاية ثانية ويربح باسيل بالتأكيد على أن التفاوض المباشر معه يؤدي إلى التشكيل بينما مقاطعته أعادت الحريري إلى بيت الوسط ولو بعد تسعة أشهر.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى