كتبت” النهار”: يبدو أنّ الأيام القليلة المقبلة الفاصلة عن الموعد الذي حدّده قصر بعبدا لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة يوم الإثنين المقبل ستكون كفيلة بكشف استماتة العهد ورئيس تياره السياسي جبران باسيل لمحاولة اختراق الحالة السنية الواسعة التي ترفض تقديم هداية للعهد من خلال تقديم اسم رئيس مكلف ذات حيثية تمثيلية وازنة ويحظى يدعم المكونات الأساسية وتحديداً الرئيس سعد الحريري ورؤساء الحكومات السابقين ودار الفتوى.
ذلك أنّ الكواليس السياسية بدأت تضجّ بأخبار غرفة العمليات المشتركة المتحركة بزخم ما بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل واللذين يقودان ورشة اتصالات مباشرة وغير مباشرة عبر أشخاص ثالثين واستشارات وحملة “علاقات عامة” تهدف إلى إغراء أسماء وإبعاد أسماء عَلّ التصفية النهائية ترسو على برّ ما يريده العهد وتياره في تسمية رئيس مكلف مطواع وموالي للعهد وقابل جداً للبصم على تسوية تتمدّد مفاعيلها إلى ما بعد الانتخابات النيابية، أي إلى نهاية العهد. وما لم تنجح هذه المحاولات، على ما ترجّح المعطيات، لاصطدامها بعدم قابلية القوى الأساسية السنية لتقديم ما رفض سعد الحريري الانصياع له وتالياً عدم استعدادها لتوفير الغطاء لأيّ “حصان طروادة” ينجح العهد وباسيل في اجتذابه إلى شروطهما التي ستعني الهيمنة على الحكومة الجديدة إن من خلال الثلث المعطّل، فإنّ العهد سيمعن حينذاك في رمي الكرة في مرمى الجميع زاعماً أنه قام بما عليه دستورياً بأسرع ما يمكن وحدّد موعد الاستشارات بسرعة وقبل أي اتفاق حتى على بلورة الاسم الذي قد يحظى بأكثرية نيابية، وتالياً فعلى الآخرين تحمّل تبعة إرجاء أو عدم الاتفاق على تكليف رئيس حكومة بسرعة تقتضيها الظروف.
وفي هذا السياق، تفسّر مبادرة رئيس الجمهورية إلى الإعلان عبر حسابه الخاص على “تويتر”: “حسماً لأيّ اجتهاد أو إيحاء، فإنّ الإستشارات النيابية ستجري في موعدها، وأي طلب محتمل لتأجيلها يجب أن يكون مبرراً ومعللاً”.
وقد أشارت مصادر سياسية معارضة إلى أنّ الكثير من المعطيات التي ترمى عبر الإعلام التقليديّ أو ووسائل التواصل الاجتماعي في أسماء تتداول بكثافة مثل الرئيس نجيب ميقاتي أو السفير نواف سلام إنما تجري من دون علمهما ولا تمثل إلّا اهداف الجهات التي تتولى التسريبات، ولكنّ الواقع الجدّي للأمور لا يشير إلى أيّ بلورة حقيقية حصلت بعد في موضوع التكليف ولا يزال الأمر يحتاج إلى الكثير من الاتصالات والمشاورات.