صــحــيــفــة الــديــار
كشفت معلومات عن قرار اتخذ على أعلى المستويات بمنع قطع طريق الجنوب مهما كلف الأمر، وان عناصر تابعة لمخابرات الجيش اللبناني ترتدي ثيابا مرقطة وبكامل اسلحتها الرشاشة انتشرت على طريق الجنوب وتحديدا في المنطقة الممتدة بين الناعمة ومفرق برجا، ويفصل بين العنصر والآخر ١٥ مترا لمنع قطع الطريق.
بعد إبلاغ القيادات الشيعية لقادة الأجهزة الأمنية ان قطع طريق الجنوب قبل عيد الأضحى المبارك خط أحمر، وممنوع حجز الاهالي المغادرين من بيروت والضاحية الى الجنوب لقضاء عطلة العيد و باعداد كبيرة في سياراتهم بين الناعمة ومفرق برجا.
وهذه الممارسات قد تجر البلد الى فتنة كبيرة جراء الاستفزازات والتعديات وحجز الحريات لأكثر من مليون مواطن.
وهذا الأمر سيتسدعي حتما ردات فعل من الاهالي المحتجّزين على الطريق قد تؤدي الى ما لاتحمد عقباه.
وفي المعلومات ان قيادة الجيش أبلغت القيمين على الحراك وفاعليات في الناعمة وبرجا قرارا واضحا بمنع قطع طريق الجنوب.
ولا شك ان خطوة الجيش اللبناني، اذا نفذت ستحمي البلد من فتنة كبيرة، لانه لا يجوز ان يتم حجز المواطنين يوميا وشل حياتهم من قبل مجموعة لاتتجاوز ال ١٠٠ شخص على طريق الناعمة.
فيما كانت توجيهات حزب الله للاهالي بالصبر وتجنب الاستفزاز من أجل البلد، وتدخل بقوة لمنع القيام بردود افعال، تاركا هذا الملف بعهدة الجيش اللبناني.
واكدت مصادر متابعة، ان ملف الطريق يجب أن يكون مدار بحث جدي بين القيادات السياسية لإيجاد مخرج، لان ما يحدث امر خطير، وحادثة بسيطة قد تشعل كل لبنان.
وتضيف المصادر، ان طريق الجنوب لها رمزيتها وهي طريق المقاومة، والمفروض ان تبقى مفتوحة، بالإضافة الى كونها شريان حيوي لأكثر من مليون مواطن.
وحسب المصادر، ان الشاطىء البحري بين الناعمة والجية وصولا الى مفرق برجا وصيدا هو منطقة امنية بامتياز وحساسة جدا، وغالبا ما شهد هذا «الشط» نشاطا للزوارق الاسرائيلي، ومحاولات إنزال وتسلل لتنفيذ عمليات امنية في الداخل اللبناني.
وبالتالي، فإن الطريق يجب أن لا يُقطع مطلقا، وهذه الثغرة خطيرة على الأمن اللبناني، والمفروض ان لا يستفيد العدو الاسرائيلي منها واستغلال الفوضى عليها لتنفيذ مآربه.
بالإضافة الى أن القوى الأمنية تعرف الأرض الخصبة للخلايا الإرهابية في الناعمة وجوارها.
وفي المعلومات ان من يقومون بقطع طريق الجنوب معروفون بالاسماء، وبعد فتح الطريق يُسلّمون مفاتيح الشاحنات المصادرة الى القوى الأمنية، وكأن شيئا لم يكن.
ولذلك، فإن هذا الملف يجب معالجته سريعا وجديا، من أجل امن البلد عبر خطة شاملة ومحمية سياسيا.
ولا يجب الرهان على صبر حزب الله فقط وتوجيهاته للاهالي بالتروي والحكمة وتجنب الاستفزاز والمرور عن هذه الطريق احيانا.
وقد عبّر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عن توجه الحزب بالقول «الآخرون يخطئون معنا، لكننا نملك من سعة الصدر ما يجعلنا نسامحهم ونصبر على كيدهم».
وفي المعلومات ايضا ان قطع الطرقات الدولية وتحديدا قطع طريقي الجنوب والبقاع على اكثر من مليوني شخص امر خطير ويهدد بفتن مذهبية وضرب السلم الاهلي.
وكانت طريق دمشق – بيروت تقطع من مفرق شويت قرب مدينة عالية، وقد عالج رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط هذه القضية بحكمته، معلنا بكل وضوح معارضته لقطع الطريق.
وفتح عبر قيادات في حزبه النقاش مع الحراك وسلبيات قطع الطريق ، وحرّك البلديات للتدخل والمعالجة، وقد تجاوب الحراك مع موقف جنبلاط وفتحت طريق البقاع.
وما قام به جنبلاط يجب أن يشكل حافزا للحريري والقيادات السنية لمعالجة قطع طريق الناعمة وإعلان موقف حاد قبل ان تتفاقم الأمور بشكل خطر.
لأن المطلوب أيضا عدم ترك الجيش وحيدا في المواجهة ، والساعات القادمة ستكشف مدى الالتزام بتنفيذ الاتفاق من عدمه.