إلى جانب المقاومة وقفت سوريا طيلة أيام عدوان تموز 2006 بعدما كانت ولا تزال هدفًا للولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى لإخراجها من دورها المحوري في دعم المقاومة ضد سواء في فلسطين أو لبنان.
اليوم وبعد 15 عامًا على انتصار تموز، وفي ظل حملة الانكار الممنهجة ضد سوريا حكومةً وشعبًا والتي تنفي الدور الكبير لدمشق في صد عدوان تموز 2006 ودعمها للمقاومين عسكريًا وللشعب اللبناني إنسانيًا واجتماعيًا، لا بد من التذكير بأبرز ما قامت به سوريا كونها الشريك الأول في انتصار تموز.
صواريخ كورنيت للمقاومة من سوريا
ما إن بدأت الحرب على لبنان حتى فتحت سوريا مخازن أسلحتها للمقاومة، ولم تبخل بتقديم أسلحة نوعية كانت سلطات الاحتلال تخشى وصولها إلى يد المقاومين ومن بينها صواريخ الكورنيت التي أوقعت خسائر كبيرة في دبابات الميركافا، حيث أشرف اللواء محمد سلمان -الذي اغتيل لاحقًا- على نقل هذه الأسلحة، بحسب ما أوضح المعاون السياسي للسيد نصر الله، حسين الخليل.
الخليل كان كشف تفاصيل عن دور هذه الصواريخ وقال “كان لصواريخ الكورنيت التي جرى إرسالها من سوريا دورا أساسيا في آخر أيام الحرب وخصوصا في مجزرة دبابات “الميركافا الإسرائيلية”، مشيرًا إلى أن “قيام الجيش السوري بتقديم الإمدادات العسكرية للمقاومة طيلة أيام الحرب”، ومؤكدا على أن “الرئيس بشار الأسد هو شريك أساسي في الانتصار على إسرائيل، وموقفه لا ينسى على الإطلاق”.
ومع بداية الحرب أعلنت سوريا عن تأهبها لدعم المقاومة من على حدودها مع كيان الاحتلال ورفعت جهوزية جيشها، وأعلنت عن استعدادها للانخراط عسكريًا إلى جانب المقاومة. وكان الرئيس الأسد، قد توجه برسالة إلى الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أكد فيها جهوزية الجيش السوري إن رأت المقاومة ضرورة في ذلك.
وكان قد وصل الى هيئة أركان الجيش الإسرائيلي في تل أبيب نبأ مهم، يقول بأن “الجيش السوري يرفع حالة التأهب في مواجهة إسرائيل”. وعلى إثر ذلك أُعلنت حالة التأهب في وحدة منظومة صواريخ حيتس التابعة لجيش الاحتلال، في منطقة الجولان المحتلة.
الدعم الانساني
إلى جانب الدعم العسكري، فتحت سوريا أبوابها للآلاف من اللبنانيين الذين تركوا منازلهم، حيث استقبلتهم الدولة السورية، فيما المواطنون فتحوا منازلهم لهم.
وبعد عشرين يوماً على بدء الحرب، وفي الرابع من آب، استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منطقة المشاريع الزراعية في بلدة القاع البقاعية حيث استشهد 34 عاملًا سوريًا وجرح ثلاثة آخرون، باغتتهم الصواريخ أثناء تناولهم طعام الغداء.
هكذا هما سوريا ولبنان، صنوان لبعضهما من وحدة الجغرافيا إلى وحدة التاريخ والثقافة والمصيروالروح. لبنانيون وسوريون تقاسموا معًا الألم والخبز وشربة الماء، صمدوا ورفعوا راية النصر من بيروت إلى الشام حتى خرجت دمشق من الحرب وهي تعتبر نفسها المنتصر الأول فيها، بفعل ما قدَّمته عسكرياً وسياسياً ومدنياً للمقاومة على مدى عقدين من الزمن.
ولم يكن مستغرباً أن يتوجه السيد حسن نصر الله بكلمة شكر لسوريا وقيادتها وشعبها الذي وقف طيلة 33 يومًا إلى جانب المقاومة واللبنانيين وقال “توجيه الشكر لسوريا الأسد، لسوريا حافظ الأسد، لسوريا بشار الأسد، لسوريا الشعب الأبي الصامد، لسوريا الجيش العربي المقاوم، الذي كان معنا وما زال في كل سنوات الدفاع والمقاومة”.
موقع الخنادق
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع